ملح وسكر

يوسف الأحمد

--الفوز المعنويّ الذي حققته الفرقة الصفراء في الجولة الماضية على حساب الجوارح، قد يخرج الأصفر من دوامة الخسائر والتخبط الفني الذي لم يعايشه الإمبراطور طوال مشواره الكروي، رغم أن جرح الخسارة القاسية أمام الظفرة لم يُدمِ بعد، حيث فتح الباب على مصراعيه للواقع المرّ والوضع السيئ الذي تمر به الكرة الصفراء هذا الموسم، بفعل مسببات وعوامل عديدة، أهمها تذبذب مستوى اللاعبين المواطنين وتواضع أداء وفاعلية الأجانب الذين أصبحوا عالة على الفريق.
وفي الحقيقة كنا قد أشرنا إلى هذه العلل التي زادت الوضع سوءاً من مباراة لأخرى ونبهنا أكثر من مرة إلى أن الإمبراطور بحاجة إلى «فزعة» وتحرك إداري فوري لمعالجة الوضع المزدري قبل أن يتفاقم ويصل للمرحلة الحرجة.
واقعياً أداء لاعبي الوصل أصبح أشبه بأداء لاعبي فرق الدرجة الأولى، فالأخطاء الساذجة تتكرر من لقاء لآخر، بدءاً من خط الدفاع المهزوز، الذي بسببه نالت شباك ماجد ناصر 13 هدفاً في ثلاث مباريات، علاوة على العقم والمرض الذي أصاب مهاجمي الفريق وسلبيتهم الدائمة أمام المرمى، وهو ما يؤكد ويبرهن عن خلل موجود في التنظيم الفني للفرقة الصفراء، الذي بسببه صارت المنطقة الخلفية بمثابة شارع مفتوح لمهاجمي الخصوم. لذا فإن ناقوس الخطر بدأ يدق باب الإمبراطور ومؤشر الانحدار الفني بدا واضحاً بغض النظر عن النتيجة الأخيرة في الوقت الذي يكمن علاج هذا الوضع باستبدال أجانب الفريق والاستعانة ببعض لاعبي الفرق الأخرى حتى ولو على سبيل الإعارة، من أجل إنقاذ الوضع وإبعاد مسلسل المهازل والفضائح التي يتعرض لها الفريق، فالمعاناة متواصلة، وجمهور الأصفر سيظل يعاني ويعاني إذا لم تكن هناك هبة فورية لإنقاذ الفريق.

--هل كانت عقوبة الإيقاف ثلاث مباريات كافية لردع من خرج من معسكر المنتخب ولم يحترم لوائحه ونظامه الداخلي؟ وهل يعقل أن يُحرم اللاعب ويُمنع عن المنتخب لمدة سنة ويُسمح له باللعب مع فريقه بعد ثلاث مباريات؟ في اعتقادي كان من المفترض أن تكون العقوبة أكبر وأشد من ذلك خصوصاً من ناحية اللعب مع النادي، حتى تكون درساً للاعبين و«قرصة» تحسسهما بالمسؤولية الوطنية وعدم الاستهتار بها. فاللاعبان كانا يُمنّيا النفس بأن تكون العقوبة أقل وطأةً مع فريقهما، حتى لا يفتقدان المزايا والمنافع المادية التي يحصلان عليها من أنديتهما، أما الالتزام والحرص مع المنتخب فليسا مهمين، حيث صار عند البعض منهم «همّ» وورطة. عموماً ما أود أن أستخلصه من هذه الواقعة أنه إذا ما غلّظت لجنة المنتخبات الوطنية العقوبات مستقبلاً ووضعت حداً لكل مستهتر ومتهاون، فإننا سنعايش هذه الحالات ولن يعرف المنتخب الانضباط والالتزام أبداً، فما الفائدة التي سيجنيها المنتخب من غرامة «الـ50 ألفاً»، إذا كان اللاعب يعلم أنه لن يدفعها من جيبه الخاص؟!

--أخيراً الخطأ التحكيمي الفادح الذي وقع فيه حكم مباراة الجزيرة والنصر كان سبباً في تحويل دفة اللقاء لمصلحة العنكبوت، حيث انعكس سلبياً على معنويات ونفسيات لاعبي الأزرق الذين خسروا اللقاء بسببه. باعتقادي أن حكم الساحة لا يتحمل ذلك الخطأ الجسيم الذي حدث، وإنما مساعده الثاني الذي كان سبباً في إشعال فتيل النار بالملعب، والذي كان من المفترض ألا يتدخل في لعبة كانت واضحة ولا تحتاج لتلك «الفلسفة» التي أوصلت الأمور إلى حال لم يطرأ على بال أحد وكان الجميع في منأى عنه.

تويتر