من الفاعل ومن المفعول به؟
لقد أعجبني مقال سياسي اجتماعي مميز، قرأته فأحببت أن أطرحه عليكم بطريقة رياضــية! فما يحــدث في السياســة اليـوم شبــيه إلى حد كبــير يما يحدث في الرياضــة، وربما يكونــان في الحقيقة وجهان لنفــس العمــلة! ففي قواعد لغتنا العربية يتوجــب وجــود فاعل لكل فعل، وبالتــالي حتميــة وجــود المفعــول به، وأن الفاعــل يرتبــط ارتباطــاً مباشــراً بالمفعــول به وفــقاً للأدوار والأحداث المتصلـة أو المرتبطة بالفعل، وكذلك لابـد للفاعــل أن يكــون مرفــوعاً، والمفعــول به منصوباً. وفي الحقيقة هذه هي قاعــدة الحياة!
ببساطة شديدة، إن الفاعل هو من يأخذ دور البطولة، وهو الأقوى لأنه هو من يقوم بالفعل، بينما المفعول به هو المغلوب على أمره، والمضـروب على «قفاه»!
أوهنا دعونـا نستعــرض معــاً بعضــاً من الأحــداث الرياضــية الدائــرة رحاهــا في ساحتنا الرياضيــة، لنتعرف إلى الفاعــل المرفــوع والمفعــول به المنصوب.
ولنبدأ من الرئيس الذي كان حديث الشارع الرياضي في الانتخابات، ومجالس إدارات الأندية، والجرائد الرسمية وغير الرسمية، يعقد مؤتمرات ولقاءات صحافية، ويعد بتوفير الحلول والبدائل وجلب الرعاة والتسويق والملايين من الدراهم، ولن نتفاجئ إذا اكتشفنا يوماً ما أن هناك ديوناً على الاتحاد لدى دكان «أغا أكبر»!
أتُرى من الفاعل المرفوع ومن المفعول به المنصوب؟!
وتستمر المأساة، الرجل الخارق أو «سوبرمان الرياضة» يجمع العديد من الوظائف والألقاب، فهو أمين في الاتحاد، ووكيل أعمال لاعبين معتمدين من «الفيفا»، ومستشار، وما لا حصر أو نهاية له من الألقاب والوظائف الأخرى، وهنا نتوقف لنتساءل: ما معنى مصطلح «الازدواجية»؟ وهل هذا ما يسمى بالجمع بين الوظائف؟ وهل هناك تضارب في المصالح؟
تُرى من الفاعل المرفوع ومن المفعول به المنصوب؟!
وفي النهاية نرى مرشحاً للرئاسة مُصراً على ترشيح نفسه «بالزين أو بالشين»، ولا ننسى قيامه بجولات مكوكية، فاقت جولات رايس وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الاوسط، فاستل حسامه البتار، وهدد بتقطيع الأوصال، وصنع المعجزات والعجائب، وقبل الوصول لخط النهاية انسحب فجأة «دون حس ولا خبر»، وقبل بما هو أقل من القليل؟
أتُرى من الفاعل المرفوع ومن المفعــول به المنصــوب؟ ويا تُرى من نصــب عليه؟
عزيزي القارئ.. أطلق العنان لخيالك ومقدراتك وتحليلاتك.. ستعرف بالتأكيد من الفاعل المرفوع عنه القلم، ومن المفعول به المنصوب عليه والمضروب على «قفاه»!
تُرى هل سيأتي اليوم الذي يتقدم فيه المفعول به على الفاعل، ويسبق الفعل نفسه؟