«الأزمة المالية والرياضة»

كفاح الكعبي

يعتقد البعض أن أنديتنا الوطنية بعيدة كل البعد عن الأزمة المالية العالمية التي بدأت تثير موجات من الفزع والرعب في أندية العالم المختلفة، وفي جميع اللعبات، وهنا لا أعني كرة القدم فحسب، فالمحرك الأساسي لكل الرياضات هو المادة، خصوصا بعد أن أصبح الاحتراف الشغل الشاغل لهذه الرياضات في كل أنحاء العالم بعد أن عرف الكثيرون تأثير هذه الرياضات في شرائح المجتمع، ومقدرة هذه الشركات على الدخول لكل البيوت والحواري والأزقة، من الغني للفقير للصبي، والعجوز والفتى والأمير، سواء في أدغال إفريقيا أو الصحراء الغربية أو الاسترالية، أو في إحياء أوروبا وأميركا اللاتينية أو الشمالية، فالكل يعشق الرياضة والكل يتابعها لذلك أصبحت تجارة لرغبة المعلن في الوصول عن طريقها لأكبر عدد ممكن من المستمعين والمشاهدين والقراء، لذلك فلقد كانت هناك حقوق حصرية ورعاية وتسويق وإعلانات بمئات الملايين من الدولارات، بل وصلت الأرقام في الآونة الأخيرة إلى المليارات، لقدرة الرياضة على الدخول للقلوب ورغبة المعلنين في الدخول معها لحجز مقاعدهم وأهميتهم بهذه القلوب، لذلك عندما تتعرض الشركات والمصارف والبنوك ورجال المال والأعمال سيقوم هؤلاء بتخفيض نفقاتهم وتقليل ديونهم، خصوصاً بالنسبة لحقوق الإعلان والرعاية والدعاية، لذلك ستكون الرياضة والأحداث الرياضية هي الأكثر تأثراً، وها هي الأدلة تأتي من بلاد العم سام لتؤكد أن كثيراً من الألعاب الشهيرة مثل كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأميركية، بل وحتى سباقات السيارات، بل والغولف والتنس الأرضي؛ بدأت تتأثر بانسحاب الكثير من الرعاة والمعلنين، خصوصاً في شركات السيارات التي عانت وتعاني في كثير من الأحيان أكثر من غيرها، مثل جنرال موتورز التي تواجه العديد من التحديات سواء بسبب غلاء أسعار البترول والوقود، أو الأزمة المالية العالمية التي لا تشجع البنوك على إعطاء القروض إلا بشق الأنفس مما أدى إلى خسائر ليس في هذه الشركة فقط بل كل شركات السيارات في العالم، وخصوصا الأميركية والأوروبية والألمانية بالذات، وهذه الخسائر لا تنطبق على شركات العقارات والطيران وإعلاناتها فقط، بل على البترول وأسواقه وسعره، فالمشكلة الاقتصادية هذه المرة معضلة عالمية لا يقتصر تأثيرها في منطقة واحدة من العالم وبالتأكيد سيكون تأثيرها العالمي كبيراً وستؤدي بنسبة اقل في أن تتأثر سوقنا المحلية بها بطريقة أو أخرى على الرغم من صعوبة تقدير حجم هذه الأزمة العالمية على الكرة الإماراتية.

* يوم أمس لم يكن يوماً كبقية الأيام لقد كان عيد ميلاد دولة الإمارات الـ37 بالتأكيد هو يوم مختلف عن كل الأيام ليس للرياضيين فحسب، في هذا اليوم بالذات نتذكر الذكرى العطرة للمغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني ومؤسس هذه الدولة، الذي آمن بشباب هذا الوطن وبأنه قادر على تحدي الصعوبات واستيعاب مراحل التطور والإنتاج في كل المجالات، لذلك فلقد كان الشباب بحجم التحديات، لذلك حققوا أكثر من نصر في المجالات الرياضية حتى أصبحنا أعلاماً لا نقهر في بعض الألعاب بالذات، فمن يسبق أبناء الإمارات في سباقات القدرة والفروسية وسباقات الفورمولا والسباقات البحرية، والرماية والسنوكر والشطرنج، بالإضافة إلى انجازاتنا التي لا تخفى في الألعاب الجماعية مثل كرة القدم، والوصول لكأس العالم في 1990 والفوز ببطولة الخليج الثامنة عشرة، بالإضافة إلى أهم الانجازات التي تحققت هذا العام بالفوز ببطولة آسيا للشباب والتأهل لكأس العالم في مصر، وتأهل منتخب الناشئين لبطولة العالم في نيجيريا مع استضافة بطولة أندية العالم العام القادم في ابوظبي وبطولة العالم الشاطئية في دبي.

تويتر