عام متميز للرياضة الإماراتية

كفاح الكعبي

منذ سنوات عدة لم تحقق الرياضة الإماراتية عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ما حققته هذا العام، سواء على مستوى الناشئين أو الشباب، ليس على المستويين الخليجي أو العربي، وإنما على المستوى الآسيوي، ففوز منتخبنا للشباب بالبطولة الآسيوية وترشح منتخبنا للناشئين إلى نهائيات كأس العالم، بالإضافة إلى وصول منتخبنا الأول للتصفيات النهائية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم إلا أن قواه لم تساعده على الاستمرار رغم انه كان من الفرق العشرة التي وصلت لهذه التصفيات بكل مقدرة وفخر، فمنذ وصولنا مونديال ايطاليا عام 1990 لم تشهد كرتنا الإماراتية فرحة غير فرحة كأس الخليج الثامنة عشرة، التي ستقام نسختها المقبلة مطلع السنة الجديدة، ولكن ما تحقق بأقدام الشباب يبعث على الفخر، ويدل على أن تخطيط الدولة في هذا المجال كان على قدر الطموحات وان قيادتنا العليا اهتمت بالبناء والتعمير، وكذلك ببناء الإنسان الذي يعد الصرح الأساسي في بناء نهضة هذا البلد، فقيام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، باستقبال منتخبي الشباب والناشئين، وتكريمهما على تفوقهم، دليل واضح على المتابعة المستمرة والرعاية المتواصلة، وأعتقد أن العام المقبل سيكون فاتحة خير على منتخبينا لأننا سنشاهدهما في بطولتي العالم للشباب والناشئين في مصر ونيجيريا، وسيتردد اسم الإمارات على كل لسان.

أما محلياً، فأعتقد أن بداية عصر الاحتراف كانت أهم الأحداث لهذا العام، وتحول الأندية إلى كيانات تجارية ستعتمد مع مرور الأيام على نفسها وستنوع في مصادر الدخل، وسيقل اعتمادها على الدولة بالتدريج، حتى نستطيع المضي قدماً في طريق الاحتراف الذي كان لرابطة المحترفين دور كبير في انجازاته حتى الان رغم الانتقادات إلا أن شهادة لجنة الاحتراف الآسيوية كانت خير دليل على نجاحنا وتفوقنا، فلقد تقدم 17 نادياً للاحتراف، لكن تم قبول 12 نادياً في أول دوري احترافي نتأمل أن يكون فاتحة خير على الرياضة الإماراتية.

ومن المقرر أن تستضيف العاصمة ابوظبي في العامين المقبلين بطولة أندية العالم، حيث قام اتحاد الكرة ومجلس ابوظبي الرياضي بدور كبير ومؤثر للفوز بتنظيم هذه البطولة العالمية التي يشارك فيها أفضل الأندية العالمية بكرة القدم من كل قارات العالم المختلفة في ظاهرة رياضية وحضارية مميزة، ستجعل اسم الإمارات يتردد على كل الألسن، أضف إلى ذلك استضافة ابوظبي لسباقات الفورمولا للسيارات في مضمارها الجديد بأبوظبي، بالإضافة إلى استضافة دبي لبطولة القدم الشاطئية التي تعد من أهم البطولات التي تقوم الفيفا بتنظيمها بعد كأس العالم.

وهنا يجب ألا ننكر تفوق الألعاب الفردية وأبطالها في الكثير من المنافسات، خصوصاً أبطالنا في السنوكر والبلياردو وأبطال البولينغ والرماية وكمال الأجسام وسباقات القدرة والسباقات البحرية لزوارق الفورمولا، التي أتحفنا الفيكتوري تيم بالفوز بها العام المنصرم، وستكون من نصيبه في هذا العام كذلك، إن شاء الله، ويجب ألا ننسى أبطالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين كانوا ومازالوا أبطالا في كل الأحيان، فالنتائج التي يحققها هؤلاء تفوق النتائج التي يحققها الأصحاء، ولطالما أتحفونا بإنجازاتهم التي لا تتوقف في كل بطولة محلية أو عربية أو عالمية.

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر