ملح وسكر

يوسف الأحمد

الفرحة التي عاشها الوطن بعد تتويج الأبيض الشاب بطلاً لآسيا بكل جدارة واستحقاق، خففت من وطأة احباطات الفترة الماضية، التي عانينا فيها من إخفاق منتخب الكبار، الذي مازال يبحث عن مخرج للدوامة التي دخل فيها.

الأبيض الشاب نجح بامتياز من خلال احترامه البطولة ومن فيها، حيث أعطى كل خصم قدره وحجمه، ولم يتهاون في أي لقاء خاضه، ولعلها المرة الأولى في تاريخنا الكروي التي نسجل فيها العلامة الكاملة من دون خسارة، فقد صنع شبابنا للأبيض هيبة وشكلاً آخرين، وغيروا الصورة والفكره المأخوذة عن منتخباتنا، بأنها للمشاركة وإكمال العدد، كما كان يحدث في السابق. فلنحمد الله على هذا الإنجاز الذي أتى في هذا الوقت الحرج الذي نمر به، ولنحافظ على هذه الكوكبة الرائعة من النجوم الذين صنعوا تاريخاً ومجداً قبل موعده، دفعنا بأن نتفاءل بالمستقبل المشرق الذي ينتظرنا.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد كان هذا الإنجاز محصلة لعمل وجهد الإدارة السابقة بقيادة يوسف السركال، الذي راهن على هذه المجموعة وكسب الرهان في الأخير، حيث عمل على تدعيم هذا المنتخب، وبذل هو وزملاؤه جهوداً كبيرة في سبيل إعداده وتحضيره طوال السنوات الأربع الماضية، حتى وصل لهذه اللحظة التاريخية، التي عايش أبناؤها أيضاً رئيس الاتحاد الحالي محمد الرميثي، فقد كان رائعاً، ولم ينس جهد وعمل زملائه السابقين في الاتحاد المنصرم، ولأجل هذا فإن الاتحاد الحالي حصد ما زرعه سلفه السابق الذي عمل بإخلاص وتفانٍ على تكوين وبناء هذا المنتخب الذي نراه ونفخر به الآن، حيث باتت تنتظره تحديات كبيرة أهمها استثمار هذا الإنجاز والمحافظة على هذه المجموعة وتجديد الثقة في المدرب المواطن الذي كسر عقدة «الخواجة» التي أدركنا حقيقتها الآن، وتأكدنا أنها مرض ابتليت به بعض العقول، عافانا الله من فكرها ومن رأيها!!

جميل جداً أن يتفاعل الجميع مع الفوز والإنجاز، لكن يبقى تفاعل الأجهزة الإعلامية هو الأهم بينها، بيد أن غياب التنسيق وتوزيع الأدوار توّه الصورة وأضاع «المايك» وسط الزحام، فهذا ما لاحظناه حينما ازدوجت الأصوات وتكررت الأسئلة من السائل والإجابة من المسؤول، حتى إن بعض اللاعبين لم يجد رداً جديداً يرد به، نتيجة التكرار ومعاودة الأسئلة التي حفظها المشاهدون قبل اللاعبين، فنحن لا ننكر دور الزملاء الذين قاموا بالتغطيه وإعطاء الحدث حجمه، إلا أنه كان من المفترض أن يتم ترتيب الأمور وتوزيع الأدوار بشكل لا يجعل المشاهد يشعر كأن هذا ينقل ما يقوله ذاك، حتى إن تكرار اللقاءات و المدح «الفاحش» الذي صدر من البعض أثناء المقابلات، أصابنا بتخوف على هذا الجيل من أن يصيبه الداء الذي أصاب السابقين منهم «لا سمح الله»، فيفترض أن يكون هناك توازن وعقلانية في الطرح والتصريح وخصوصاً أننا نتعامل مع فئة عمرية يكون معها القول والعمل بحرص وحذر، لأن الإفراط بالشيء قد تكون له عواقب وخيمة نحن في غنى عنها، لتكن «الركادة والثقل» طريقتنا في التعامل مع هذا النوع من الأحدا ث. 

ya300@hotmail.com 

تويتر