محور الشر

ضرار بلهول

عذراً سيادة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، إن نجاحك عندما أطلقت المسمى الشهير (محور الشر) لكي تخرس أو تكبل من لا تحب من الدول قد أدى إلى اقتداء البعض بكم في دورينا (اللي بالي بالكم) فأصبح كل من يفتح فمه يتم إخراسه وكل من يفكر إرهابياً وكل من يدافع عن حقه مجرماً! ومن ثم معاقبته وتغريمه وتكبيله (جارٍ إنشاء سجن غوانتانامو الجديد للرياضيين). لقد أصبح من السهل إطلاق الألقاب والأوصاف وإلصاق التهم وشل تفكير كل من يفكر أو يتجرأ على التطاول عليهم فهم فوق المنطق والعقل والأنظمة والقانون (القلم مرفوع عنهم)، وهنا لابد من طرح بعض التساؤلات على الجماهير الرياضية، وهي: ماذا سيحدث إذا أحس نادٍ، مثل نادي النصر يوماً بالظلم وقام بالاعتراض على هذا الظلم الذي وقع عليه؟ فماذا سنطلق عليه؟

(تنظيم القاعدة الجديد!) وماذا سنطلق على رئيس مجلس إدارة النادي؟ خليفة (أسامة بن لادن!) وماذا سنطلق على ضرار بالهول ــ أبو لسان الطويل؟ (أيمن الظواهري الجديد!). فقط إن ما يحدث حالياً ليس المقصود به نادي النصر! فما يحدث اليوم في عالمنا الرياضي هو كثير الشبه بما أمر الرئيس بوش مستشاريه بتطبيقه وهو (استراتيجية الضربات الوقائية) باستخدام أحدث الصواريخ الموجهة، أما صواريخنا الموجهة فهي من نوع آخر، إنها الصواريخ (الإعلامية والتحكيمية والعقابية) لإزالة الخطر المحدق والقادم من العميد والفرسان والإمبراطور والجوارح (اللي على رأسه بطحه يحسس عليها)، لقد أصبح الرياضي في بلدنا يحمل مرارات وآلاماً كثيرة، ولديه حالة من الرثاء للفكر الذي أفرز هذه الأنماط والعقول المتحجرة، لدرجة أصبحت فيها متخوفاً من استمرار انتشار وتزايد ثقافة التخويف والترهيب والمنع وتكميم الأفواه وتحجير العقول الرياضية.

الحاصل هو استخفاف بالعقول و«ضحك على الذقون»، فالشارع الرياضي واعٍ وعلى دارية تامة بما يدور ويحاك من خلف الكواليس، وللعلم فقد أعطى دستور دولة الإمارات العربية المتحدة الحق في حرية التعبير عن الرأي للمواطن. فلماذا تكمم الأفواه وتقيد الحريات؟ ولماذا يعاقب ويغرم كل من طالب بحق من حقوقه؟ وما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقول حق يجب أن يكون أساساً للتعامل بين البشر في كل زمان ومكان (متى استعبدتم الناس.. وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟).  


aabelhoulderar@gmail.com

تويتر