«شباب الأبيض.. وذهب آسيا الأبيض»

كفاح الكعبي

--لا أكاد أصف فرحتي الكبيرة وأنا أتابع شبابنا يرفعون كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، لقد أدخلونا وبكل فخر ومن الباب الواسع إلى السجل الذهبي لهذه البطولة التي لم يكن أحد يتوقع أن ننافس على لقبها قبيل انطلاقها. شكراً لشبابنا الكبار، وما هو أكيد أن شباب الإمارات أثبتوا أنهم الحديد الذي لايلين، بالتصميم الذي لا يستكين. ففي قمة القنوط، وبعد أن كثرت الأحاديث عن الفشل والهبوط، ظهر الضياء من دون رياء، ليثبت هؤلاء الشباب أن تخطيطنا سليم، وأن طريقنا قويم، وأننا بدأنا نتلمس ونقترب من الريادة، فبعد إنجاز الناشئين الذي شكك فيه البعض جاء دور الشباب الميامين ليثبتوا للجميع انه لا مجال للمصادفة والحظ، فاكتسحوا كل من وقف في طريقهم بمدرب عرفهم وعرفوه جيداً، أحبهم وأحبوه، فكانت المحصلة التأهل إلى المونديال في مصر، وفرحنا من القلب لأنه جاء بعد الفوز على المنتخب الكوري العريق، ثم المنتخب السعودي الشقيق، ولكن الفوز على الاستراليين وبتلك النتيجة الكبيرة لعباً ونتيجة وإبداعاً، وثلاثة أهداف ملعوبة، بل مرسومة ومكتوبة، أفرحنا من القلب. لقد أخذوا لنا ثأر الكبار من الأشقاء السعوديين والكوريين، فالثقة بالنفس وبالقدرة يجب أن تكون عبرة، لذلك فقد صدمنا صدمة الفرح هذا المنتخب الشاب بنتائجه التي جعلتنا نشعر أننا فوق السحاب، وتخطينا كل الصعاب، فمبروك لكل النجوم، لأنني لن أذكر اسماً واحداً، لأن الكل نجوم في الملعب، أما خارج الملعب فحدث ولا حرج، فمهدي علي لم يتحذلق في جو الفرح والمرح، فهو لا يجيد الحديث كثيراً خارج الملعب، بل يتقنه بخططه وجرأته وحسن تصرفه في اللحظات الصعبة، التي كانت كثيرة في هذه البطولة الآسيوية، فلقد حولنا قلوب الجمهور السعودي والعربي والخليجي إلى جانبنا،ليعترف الجميع بأن مستقبل وتخطيط الكرة الإماراتية سليم ورائع، وأن الكرة الإماراتية في الطريق إلى العالمية، وأن هؤلاء الشباب سيكتبون أسماءهم في هذا الكتاب الذي سيرفعه سيدي صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عندما يستقبلان هذا المنتخب الشاب، استقبال الإخوان والأولاد والأحباب. وأتمنى أن يضاف اسم الكابتن جمعة ربيع إلى قائمة المكرمين في أي احتفال بهؤلاء الأبطال، فلقد كان لهذا المدرب فضل كبير على هذا المنتخب بشهادة الجميع، وعلى رأسهم مهدي علي والسركال والرميثي.

--التشفير والحقوق الحصرية أصبحت قضيتنا المركزية قبل كل بطولة، فها هي قناة الجزيرة الرياضية ترفض إعطاء أي قناة خليجية الحقوق، في سابقة هي الأولى من نوعها، ولكنها لن تشفر البث على المتابعين في منطقة الخليج، بل إنها تسعى لنقل البطولة آسيوياً، ولربما عالمياً بتقنيات عالية، ونشهد جميعاً بأنها قادرة على تنفيذ وعودها، فعلى الرغم من أن لهذه القناة الرائدة الحق في ذلك إلا أن الكثير من قنواتنا أصيبت بالصدمة، فهل ستغيب عنا التحليلات المتنوعة والحماسية التي تعودنا متابعتها في هذه البطولة الرائعة التي ليس لها مثيل من حيث الإثارة والحماس والندية؟ كل أملي أن تتوصل قنواتنا الرياضية مع الجزيرة إلى حل وسط لكي نستمتع بتغطية جماعية.


kefah.alkabi@gmail.com

تويتر