«الأبيض الشاب.. والحلم القاري»

كفاح الكعبي

إحساس جميل أن يدخل الواحد منا برجليه إلى الجريدة التي شهد ولادتها ويرى كل هؤلاء الزملاء والأصدقاء الذين طال اشتياقه إليهم ما يقارب خمسة أشهر مرت، منذ يوم الحادثة التي لم أعد أتذكر منها سوى كثرة عدد الأسرّة والمستشفيات والمصحات التي دخلتها، ولكنها كانت فرصة مثالية للتعرف إلى الأصدقاء والأحباب والمتابعين، ومعرفة كمية الحب التي يكنونها لنا، بالإضافة إلى كونها اختباراً من الله سبحانه وتعالى لصبر الإنسان وإيمانه، والحمد لله كانت النتائج رائعة والاختبار متميزاً بكل المقاييس.لذلك فإن لقاءنا اليوم يحمل طعماً آخر ووعداً بإعطائكم كل ما هو مميز في الساحة الرياضية، والتواصل معكم من خلال هذه الصحيفة التي عودتكم على كل ما هو مثير ومميز ومختلف عن الآخرين، من حيث الجرأة والصراحة والوضوح.

   في وسط الظلمة والإحباط اللذين مررنا بهما في الأشهر الماضية،خصوصاً منذ بداية المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم التي لم نذق فيها طعم الفوز، بل عرفنا طعم البؤس وشعرنا بالإحباط، حتى ظن البعض منا أن السبات قادم بعد فترة من تحسن الأداء، خصوصاً بعد فوزنا لأول مرة في بطولة الخليج، ثم تأهلنا للمرحلة الأخيرة من التصفيات، رغم أن المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، وبالذات في مراحلها الأخيرة التي شهدت خسائر متتالية عدة، سواء من إيران أو سورية، ثم تلتها الصدمات المتوالية أمام كوريا الشمالية ثم السعودية، وكانت الهزيمة الكورية الجنوبية هي الأقوى على الإطلاق، والتي جعلتنا ندخل في مرحلة اختلال التوازن، لتبدأ آمالنا وأحلامنا بمواجهة الواقع المرير، حيث اعترف العديد منا بأن هذا هو كل ما عندنا، وانه ليس بإمكاننا عمل أي خطوة زائدة عن هذا الحد الذي وصلنا إليه، ولكن فوز ناشئينا بمقعد في بطولة العالم المقبلة ووصولهم المفاجئ بعد أن فقدنا الأمل بعد احتساب نتيجة مباراة اليمن لصالح الفريق اليمني للأسباب التي تعرفونها، جاء بالفرج على حساب الفريق الاسترالي الذي اعتقَدَ أننا سنكون صيداً سهلاً، فانقلب السحر على الساحر، وهزمناه بجدارة، وكانت تذكرة الوصول للنهائيات على حسابه، وشاءت الأقدار أن يلتقي منتخبنا الشاب بعد أن تجاوز العديد من الصعاب بالمنتخب الاسترالي الذي كان احد أهم المرشحين للفوز بهذه البطولة، ليجدد منتخبنا الفوز على الاستراليين وبالثلاثة، بعد أن قدم أجمل وأروع عروضه في البطولة،لعباً ونتيجة، ليؤكد بفوزه الخامس انه لا يطمع فقط في الوصول إلى كأس العالم في مصر، بل البطولة القارية التي لم نحرزها ولو مرة في تاريخنا، وحان الأوان لكي نحلم بها مع هذا المنتخب الشاب، الذي عرفنا معه أول بطولات في تاريخنا الكروي.  ü; بعد هذا البروز الكبير للاعبينا الشباب، وهذا الأداء الرائع في السعودية سيجد الكثير من مدربي أنديتنا في دوري المحترفين مشكلة في عدم الزج بهؤلاء النجوم، بعد تألق الكابتن حمدان الكمالي واحمد خليل وذياب عوانة وعامر عبدالله وعبدالعزيز هيكل ومحمد فوزي وفايز والمبدع احمد علي، بالإضافة إلى حارس المرمى العملاق يوسف عبدالرحمن، الذي اعتقد أن سعره في دوري المحترفين سيصعد صعود الصاروخ، بعد هذا المستوى الرائع الذي قدمه في كل المباريات،واعتقد أن لدينا نقطة ضعف كبيرة في هذا المركز بالعديد من الفرق وبإمكان يوسف أن يسدها.    

   kefah.alkabi@gmail.com

تويتر