ملح وسكر

يوسف الأحمد

 الإنجاز الذي حققه الأبيض الإماراتي بوصوله إلى كأس العالم للشباب، جاء نتيجة الرغبه الجادة والنية الصادقة اللتين توحدتا تحت شعار وهدف واحد، فالروح القتالية والاستبسال وعدم اليأس، صفات التصقت بهذه المجموعة الشابة التي أوفت بوعدها وتوجت عطاءها بالوصول إلى القاهرة، رغم الظروف الصعبة والملابسات التي حدثت قبل الذهاب إلى السعودية.

الصورة التي خرجنا بها كانت مثالية وواقعية، قياساً بإمكانات لاعبينا وقدراتهم، بل إن «أحلى» ما فيها أنها جاءت بصناعة إماراتية تحت قيادة الكابتن مهدي علي الذي رد الاعتبار إلى المدرب الوطني، وأثبت بما لايدع مجالاً للشك أنه أفضل من الأجنبي الذي أصبح عقدة تلازمنا في كل المناسبات، لذا فإن هزيمة السعوديين على أرضهم، لم تكن بتلك السهولة كما ظن البعض، ولأجل هذا فإن استغلال هذا الإنجاز والمحافظة على هذه المجموعة، أهم ما ينبغي فعله الآن، «فنناشدكم بالله» يا مسؤولين أن تحافظوا على هذه المجموعه واجعلوا منها نواة للمنتخب الأول و«أكملوا معروفكم» بالمدرب المواطن وامنحوه الفرصة كاملة، فتجارب الماضي كافية وفلسفة البعض لسنا بحاجة إليها، أرجوكم لا تعيدوا لنا سيناريو منتخب 2003، الذي أُعدم و هو في أوج عطائه وريعان شبابه.  

 الوضع المتأزم الذي تمرّ به الإدارة الوصلاوية مع جماهيرها وبعض أقطابها، دفع الأنظار نحوها لتسليط الضوء على ما يحدث داخل القلعة الصفراء، ولعل وضعية الفريق الأول منذ موسمين كانت أحد العوامل المسببة في هذا الانقلاب الذي تتعرض له إدارة بالهول منذ بداية الموسم الحالي، فبعد تتويج الفريق بثنائية موسم 2007، كان من المفترض أن لا يخرج الفريق بعدها من دائره المنافسة على الألقاب، إن لم يكن أحد أبطالها على أقل تقدير، إلا أن ما حدث عكس ذلك، و تغيّرت صورة البطل بين ليلة وضحاها، إذ اهتزت بطريقه غير طبيعية و غير متوقعة، لأسباب فنية و إدارية يفطن لعللها أبناء زعبيل جيداً، فما حدث من «نشر غسيل» قبل فترة على الفضائيات، كشف عن الوضع المتكهرب الذي يمر به النادي، وتبين من خلاله صراع  يدور بالخفاء بين الكبار، في الوقت الذي شعرنا فيه بالأسى من حال ما سمعناه من رجالات الوصل الذين كانوا يوماً مضرباً للإدارات الواعية والحكيمة التي تعلم كيف تدير أزماتها و مشكلاتها وتعمل على حلها داخلياً في إطار البيت الواحد والأسرة الواحدة.

     للأسف ما حدث أثار تهكم  الآخرين و سخريتهم على حال الإمبراطور الذي بدأ عرشه يهتز، بفعل العواصف التي باتت تضرب جدرانه من دون سابق موعد أو إنذار ، «فيا حكماء الامبراطور» الوصل بحاجة إلى «فزعتكم» لإنقاذ الوضع  قبل فوات الأوان!

 أخيراً ما حدث من هرج و مرج بعد لقاء النصر والعين، أمر نأسف أن نشاهده في ملاعبنا ونحن نعيش هذه النقلة والمرحلة المتجددة، فشرارة النار التي أشعلت الملعب كان تصرفا أهوج غير مسؤول، ومهما سيق من مبررات وأعذار، لا يعقل أن يقوم مدرب بهذا الحجم والخبرة بشتم لاعب والتعدي عليه، فهذا كلام «ما يدش العقل»، لأن الصورة التي كانت في الملعب وخلف الشاشة أشارت بكل وضوح إلى الجاني و المتسبب في تلك الفوضى، فالضرب المتعمد والبصق والاستفزاز أدله تبطل الإنكار، علاوة على أن شواهد الماضي كفيلة في أن تحدد المتهم والبريء. 

ربوكما يعلم الجميع في قلعة الزعيم، أن هناك مساءلة ومحاسبة تتكفل دائماً في ضبط سلوكيات وتصرفات لاعبي البنفسج داخل المستطيل، لنكن عقلانين يا «جماعة الخير» المتسبب واضح و فعله مكشوف، ولسنا بحاجة إلى ذلك التنظير والتنجيم الذي ذبحوا المشاهد به في تلك الليلة القاتمة.

ya300@hotmail.com

تويتر