«جشع.. أم تطفيش»

كفاح الكعبي

لطالما اشتكينا وبكينا من غياب الجماهير عن ملاعبنا، فمع الاحتراف توقع الجميع زيادة الزخم الجماهيري على المباريات المختلفة لمسابقات رابطة المحترفين، خصوصاً أن أغلب الفرق بذلت الكثير من العمل والجهد لاختيار اللاعبين الأجانب حتى المواطنين، لكي يظهر كل نادٍ بشكل أفضل ليفوز بواحدة من ألقاب مسابقات المحترفين، والحقيقة أن الغياب الجماهيري لم يكن مفاجأة بالنسبة لي؛ لأننا نعرف أن البعض كان يدلل الجماهير، ويغري روابطها بكثير من الإغراءات من مواصلات وهدايا ووجبات إلى مبالغ نقدية تختلف باختلاف موقع المشجع وحلاوة صوته ومدى قدرته على تحريك الجماهير، حيث أصبح بعض المشجعين تجاراً ناجحين، أضف إلى ذلك الدخول المجاني، ولذلك فقد احتج البعض على قطع كل هذه المغريات، ليس ذلك فقط، بل جعلوا الدخول بمبلغ رمزي يبلغ 20 درهماً لمشاهدي الدرجة الثانية، لذلك شاهدنا انخفاضاً واضحاً في أعداد الجماهير منذ بداية دوري المحترفين حتى الآن، وما زاد الطين بلة قيام بعض الأندية بزيادة سعر تذاكر الدرجة الثانية لتصل إلى 50 درهماً، وهذا جشع لن يساعد على زيادة شعبية اللعبة أو حضور أعداد كبيرة إلى ملاعبنا شبه الخالية، التي تشهد عزوفاً جماهيرياً كبيراً، حيث يفضل البعض التمتع بمشاهدتها من المنازل بالمجان، أو في المقاهي والمطاعم بدلاً من الزحمة و«عوار الراس» وخسارة الـ50 درهماً في الملاعب، حيث يمكنه صرفها على المشروبات والطلبات مع مشاهدة المباريات.

بعض الأندية بالطبع لا ترفع أسعار التذاكر على جماهيرها بل على جماهير الفريق الخصم، وكأن الفريق الآخر قادم من كوكب آخر، وكأنها فرصة مثالية لربح مبلغ أكبر من المال رغم أن هذا المبلغ لا قدر له مقارنة بالملايين التي تصرفها الأندية على الأمور الأخرى، وأعتقد أن رابطة المحترفين بالتأكيد لن تقف مكتوفة اليدين خصوصاً أنها نبهت أكثر من مرة وطالبت الأندية بالالتزام بالأسعار التي حددتها الرابطة خصوصاً بالنسبة لجماهير الدرجة الثانية، فالجمهور لايزال العنصر المهم والفعال في تطور الأداء وزيادة متعة وجاذبية مسابقاتنا، فقالوا قديماً: «ملعب بدون ناس ما ينداس»، فكيف نتوقع أن يعطي لاعبونا كل ما عندهم والمدرجات خاوية على عروشها.. «أيام المجان ولےےّت» ولن تعود بأمر من الاتحاد الآسيوي والدولي، لذلك يجب عدم التلاعب بأسعار التذاكر مهما كانت الحجج والمبررات، التي قد تسوقها الأندية المخالفة بل يجب مخالفة كل من يقوم بذلك؛ لأن ذلك يؤدي إلى عزوفهم وهذا ما لا نريده.

--يبدو أنه أصبح لدينا في كل برنامج تحليلي للدوري في بعض القنوات بعض الشخصيات التي لا تحلل فقط بل تتندر على البعض الآخر من المحللين، فأصبحنا نتابع هذه البرامج لا للاستماع لآراء هؤلاء بل لمشاهدة النقاشات الحامية التي تصل في بعض الأحيان إلى حالات الزعل الخفيف المهضوم، ولكن أن ينزل أحدهم لمناقشة مدرب كبير في أسباب خسارته ليتلقى درساً في فنون التحليل، ذلك يؤدي إلى إحراجه بدرجة كبيرة، فقد كان من حق المدرب أن يدافع عن نفسه، وقد كان مقنعاً بدرجة كبيرة أسهمت في سكوت المحلل وانسحابه على مضض، وأتمنى أن لا تتكرر مثل هذه العملية الاستفزازية لأنها قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

--هدفا إبراهيم دياكيه في الشعب ومعدنجي في العين من أجمل أهداف الجولة، أما تمريرة «سمعة» لمحمود خميس أمام الشارقة بـ«الكعب» التي تحقق منها الهدف الثالث للوحدة فهي تمريرة الجولات الخمس من دون مناقشة.


kefah.alkabi@gmail.com  

تويتر