«الغضب يشعل الشغب»

كفاح الكعبي

منظر كنت أتمنى عدم مشاهدته في أول دوري للمحترفين، منظر الفوضى والشغب بعد انتهاء مباراة الزعيم والعميد، فهو غير مقبول ومرفوض مهما كانت المبررات والأسباب ويجب أن تتخذ فيه عقوبات لكل من يثبت انه كان احد أسباب هذا الانفلات الذي لم يكن له أي داعٍ على الإطلاق، صحيح أنها المرة الأولى التي يطل فيها الشغب في دوري المحترفين ولكنه كان مشهداً حزيناً اختلط فيه الحابل بالنابل خلال لحظات، حيث رأينا الإجراءات الأمنية التي اعتقدنا أنها مثالية تنهار بصورة سريعة، بسبب وجود أكثر من التحام بين اللاعبين من الفريقين، وبين شايفر ولاعب من النصر، وبين جماهير الفريقين، في مشهد مؤذٍ للعين والقلب، لنشاهد استاد النصر ينقلب في لحظات إلى ساحة للمشادات ورمي الأحذية و«الجواتي» فيما جئنا لمشاهدة ومتابعة الإبداعات والفنيات والأهداف واللقطات الفنية الممتعة، فلقد كان التعادل عادلاً في مجمله، رغم حالتَي التسلل التي أشار إليهما الحكم على العين، وثبت عدم صحتهما، ورغم الفرصتين المحققتين اللتين أضاعهما بغرابة محمد عمر ورضا عنايتي، لينتهي اللقاء بهدفين رائعين لكلا الفريقين، إلا أن فتيل الشغب اشتعل بعد انتهاء المباراة، وبعد أن حاول مدرب العين الألماني شايفر، على ما يبدو، التعرض ومعاتبة أحد لاعبي النصر لدخوله بشدة في الملعب أكثر مرة على فالديفيا، مما أدى إلى حالة من الفوضى تبعها الكثير من الإرهاصات داخل الملعب وخارجه وبين الجماهير في المدرجات وفي الممرات المؤدية لغرف تبديل الملابس في منظر بعيد عن الروح الرياضية والحضارية، ويفلت الزمام من رجال الأمن في الاستاد النصراوي، وأعتقد أن هذا الاختبار هو الأول الحقيقي لرابطة المحترفين في حالة شغب كهذه، وأرجو أن تكون قراراتها التي ستتخذ مبنية على التقارير التي سيقدمها الحكام ومراقبي المباراة وستحدد من بدأ في إشعال فتيل هذه الظاهرة القبيحة.

 تحدثت في الأسبوع الماضي من خلال برنامج «روحك رياضية» بإذاعة وتلفزيون «نور دبي» مع سعيد عبدالله رئيس لجنة الحكام حول الخشونة وحالات الضرب المتعمد التي يتعرض لها بعض النجوم في أكثر  من فريق، بالذات وخصوصاً المهاجمين منهم، وقد أكد لي «بوعسكور» أن لجنة الحكام قامت بتنبيه الحكام لضرورة إيقاف هذه الظاهرة منذ البداية، وذلك بأن تكون قراراتهم أشد في حالات الضرب المتعمد الذي يقصد فيه إيذاء اللاعب أو تعطيله،لأنه لو استمر الوضع على ما هو عليه فسنفقد الكثير من المبدعين، ومثالاً على ذلك عمليات الضرب التي تعرض لها اسماعيل مطر نجم منتخبنا الوطني وخورخي فالديفيا نجم هجوم العين في أكثر من مباراة، والقصد من الكلام ليس حماية هذين النجمين ولكن حماية كل لاعبينا من أصحاب المهارات ومعاقبة كل من يقصد أن يضرب أو يكسر لاعب عن سابق إصرار وترصد، حتى لو أن الحكم لم يتمكن من رؤيته، وذلك عن طريق مشاهدة أشرطة المباراة ومعاقبة هؤلاء حتى لا يتحول دورينا إلى مباريات في المصارعة والملاكمة بدلا من كرة القدم.

 الوحدة اكبر المستفيدين من أول يوم في الجولة الخامسة بعد فوزه على الشارقة وتعادل العين مع النصر، فقد قدم شوطاً رائعاً أمام الشارقة، سجل فيه ثلاثة أهداف جميلة، ولكنه غفا في آخر خمس دقائق ليصحو الشارقة ويسجل هدفين، فرغم تحسن أداء الفريق بصورة كبيرة إلا انه مازال يعاني من وجود ثغرة كبيرة في خط الدفاع. 

kefah.alkabi@gmail.com

تويتر