متى يحين دور المدربين المواطنين؟

كفاح الكعبي

نجاح المدرب المواطن مهدي علي في قيادة منتخبنا الأبيض الشاب وبتفوق في نهائيات أمم آسيا، وقبله المدرب علي إبراهيم الذي وصل بمنتخب الاشبال لنهائيات كأس العالم المقبلة في نيجيريا 2009، وقبلهما الكابتن جمعة ربيع الذي يشهد له الجميع بالكفاءة والتميز، سواء مع المنتخبات الوطنية او مع نادي الشارقة، يجعلنا نسأل سؤالاً واحداً لا بديل عنه، هو متى سنثق بهؤلاء ونعطيهم الفرصة للتدريب؟ وهل من المعقول أن يبقى غالبية مدربينا المواطنين مدربي طوارئ؟! لا يظهرون إلا في الاوقات الحالكة الظلام او عندما «ينزنق» فريقاً من الفرق في مشكلة عويصة، وعندما تتذبذب مستوياته فيكون الحل النفسي لانقاذه من الهبوط او لرفع الروح المعنوية هو المدرب المواطن. وعندما تنتهي المشكلة يأتون بغيره في اسرع وقت ممكن. أنا هنا لا اتحدث عن احلال مدربينا كمدربين للمنتخب الاول، وانما اتحدث عن المنتخبات السنية التي اثبت فيها هؤلاء نجاحا غير مسبوق، لانهم الاقرب لفهم اللاعبين وتوصيل المطلوب منهم عمله في الملعب بصورة افضل واوضح، فانا اعرف ان المنتخب الاول غالبا ما يحتاج الى اسم عالمي كبير لقيادته، وهذه مسألة طبيعية، ولكن نجاح هؤلاء المدربين في المراحل السنية يجعلنا نطالب باعطائهم فرصا اخرى لكي يستمروا في عطائهم غير المحدود، كما انني اطالب كما كان في السابق بوجود مدرب مواطن في كل الفرق مساعداً اول او ثانياً، او حتى كمدرب لياقة بدنية، فكيف سيكسب مدربونا ثقة بأنفسهم ويتعلمون اذا لم يحصلوا على الفرصة المناسبة. ثقتي بمحمد خلفان الرميثي كبيرة وبقيادته للمرحلة المقبلة، فلقد اعجبني قراره اعفاء خالد بن يحيى من منصبه كمدرب لمنتخب الشباب وتعيينه لمهدي علي، ووضع كل ثقته في هذا المدرب المواطن، مع انه لم تكن تفصله عن التصفيات سوى ايام، فهذه الجرأة هي التي جعلت لاعبينا يتفوقون في اول مباراتين على العراق وكوريا الجنوبية لعباً ونتيجة ويكونون من اوائل من وصل للدورالثاني، ونتوقع منهم المزيد ،فكلما زادت ثقتنا بهؤلاء الشباب اعطوا اكثر، فلنجربهم في المراحل السنية ونشاهد عملهم ثم نحكم عليهم، فالابطال لا يظهرون إلا في الاوقات الصعبة.

 من حق دونغا ان يدافع عن مارادونا، فكلاهما كان لاعباً متميزاً، ولكنهما قليلا الخبرة كمدربين، فكما هي الحال مع دونغا الذي واجه ويواجه المشكلات مع افضل منتخب كرة قدم في العالم، سيواجه الارجنتين المصير نفسه مع مارادونا، فلقد جرب هذا اللاعب العظيم نفسه مع اكثر من ناد ولم يصلح، ولا اعتقد انه سيفلح مع المنتخب الارجنتيني العملاق الذي يملك طموحات كبيرة في مواصلة المنافسة على بطولة كأس العالم القمقبلة في جنوب افريقيا، فالمسألة بسيطة جدا، فليس كل لاعب عظيم يجب ان يكون مدربا عظيما، ومن لا يصدقني فلينتظر فترة قصيرة من الزمن وسيتأكد من كلماتي هذه.

 الصراع بين برشلونة وريال مدريد صراع مرير، فالاسبوع الماضي كان لصالح برشلونة، بينما خذل الريال جماهيره، فتعادل تعادلاً مريراً كان بطعم العلقم، ولكن الاسبوع المقبل سيحمل ردا قويا من النادي الملكي الذي يتعثر في بعض الاحيان او يمرض، ولكنه لا يسقط بالمرة.


kefah.alkabi@gmail.com  

تويتر