ملح وسكر

يوسف الأحمد

في أحيان كثيرة يكون للجمهور دور كبير في تغيير الأمور، وتصحيح مسارها الذي قد يخرج عن إطار الصواب بفعل المسببات غير المحسوبة لبعض القرارات، التي تتولد عنها نتائج عكسية تكون نتاجاً للوضع والحال المتقلب لهذا  الفريق أو ذاك. فصوابية القرار يحكمها العقل، ومتطلبات الواقع، وإذا سقط أحدهما يختل التوازن، ويبدأ مقياس الأداء بالانخفاض والتخبط، حيث يتحول بعدها مؤشر الإنتاج من الإيجاب إلى السلب. هذا واقع تعيشه أغلب فرق الدولة التي تكون لها ممارسات وقرارات غير مدروسة تنعكس بصورة سيئة على نتائجها ومردودها الفني، الأمر الذي يؤلب جماهيرها عليها، ويضعها في خانة الاتهام والملامة؛ نتيجة الوضع المتردي. يا «جماعة الخير» نعيدها للمرة الألف: الواقع مغاير لطموح البعض وأحلامهم، وعقليات لاعبينا إلى الآن لم تصل إلى عقلية اللاعب الأوروبي الذي يتأقلم ويتفهم المتغيّرات الفنية التي تحدث حوله. فثقافة أغلب لاعبينا محدودة، ومدى إدراكهم الفني قصير، ومن الصعب عليهم  الالتزام والتكيّف مع النظريات والفلسفات الفنية لبعض المدربين الأجانب الذين حينما يتحدثون ويشرحون خططهم للاعبين يكونون  في وادٍ، ولاعبوهم في وادٍ آخر!

 الخشونة المتعمدة التي ظهرت في حالات كثيرة من لقاءات الجولة الماضية من الدوري، أثارت سخط واستنكارالمعنيين بالأمر والمتابعين للدوري، لما لهذا السلوك من نتائج سلبية قد تؤثر في مسيرة اللاعب «المضروب» وتحد من إبداعاته ومهاراته الفنية داخل المستطيل. فالضرب من الخلف يرفضه القانون، وهو في مبدأ العقلاء فعلة شنيعة لابد أن يعاقب مرتكبها حالاً أو آجلاً. حيث إنها وسيلة الضعيف الذي لا حيلة له، حينما لا يجد طريقة للحد من مصدر الخطورة الذي قد يحمّله وفريقه عواقب هو في غنى عنها. فما تعرض له «فالدفيا» العين، وغيره من اللاعبين المتميزين في الجولة الماضية من ضرب مبرح ومتعمد، يستوجب أن يكون هناك تدخل عاجل ووقفة صارمة من الحكام ولجنتهم الموقرة. فالتهور الطائش قد يكلف  اللاعب مستقبله، ويكبد النادي خسائر جمة ويحرم الجماهير من المتعة والجماليات التي تنتظرها والتي قلما نشاهدها من المحترفين الآخرين، حيث إن أغلبهم «غش» ومستواهم أقل من العادي، ولأجل هذا لابد أن يعي لاعبونا هذه المسألة التي بحاجة إلى ضبط وردع حتى لا تتحول ملاعبنا المحترفة إلى ملاعب حوارٍ وفرجان!

 في مسألة النقل التلفزيوني للمباريات، حكاية أخرى، حيث إن النقل لم يصل للمستوى المنتظر الذي يواكب نقلة الاحتراف والمتغيرات الأخيرة التي نعيشها. فرداءة الإخراج، وسوء ترتيب اللقطات عند عرضها، توّهت المشاهد وفوّتت عليه الكثير من الأحداث التي من المفترض أن يتم تقديمها وإيصالها له كما كان في السابق. فالملاحظ أن هناك عدم تنسيق في عرض اللقطات، وغياباً للخبرة المزعومة. وهو ما يحتاج إلى إعادة نظر من الشركة صاحبة حقوق النقل، التي قيل إنها ستكون صاحبة التغيير والنقلة الكبيرة في الصورة، إلا أننا إلى الآن نشاهد عكس ذلك، ومن يشاهد مباريات الدوري على قنواتنا، يشك في مؤهلات من يقوم بنقل الأحداث في الملعب إذا كانوا بالفعل مخرجين وليسوا بمتدربين. يا «عيال الحلال» ارحموا المشاهدين و«خفوا عليهم شوي»  فرحم الله زمان التصوير والإخراج في دورينا!      

ya300@hotmail.com 

تويتر