المشكلة ليست في الأجانب «يا حبايب»

كفاح الكعبي

مشكلة دوري المحترفين أو منتخباتنا الوطنية، ليست في وجود هذا الكم من اللاعبين الأجانب، فقد أتينا بهم لنستزيد من فنياتهم وخبراتهم وإبداعاتهم، فقد كان الهدف من وجودهم إثراء مسابقاتنا المحلية والخارجية بتميزهم، وجعل الناشئة يقتدون بهم، لذلك فإننا حرصنا منذ فترة بعيدة على أن نأتي بأسماء كبيرة، حتى لو كانت في آخر أيامها في الملاعب، نعم يجب أن نعترف بأن لوجود اللاعبين الأجانب، بالإضافة إلى الحسنات، سيئات، فكما هم يحاولون حصد البطولات للفرق التي يمثلونها، ما أدى لخلو الكثير من الفرق من المهاجمين المواطنين، كانت شماعة اللاعب أو المهاجم الأجنبي واحتلاله هذا الموقع سبباً في هزيمة منتخباتنا وأنديتنا في الكثير من المحافل، وعدم قدرتنا على التسجيل ووجود مشكلة مزمنة نعاني منها منذ فترة في هذا المجال، وما زالت متواصلة، والحقيقة، من وجهة نظري، أن المشكلة ليست في اللاعبين الأجانب، وإنما في الكثير من الأندية التي تسعى للفوز وتحقيق النتائج، ولا يهمها إذا كان القانون يسمح لها بمشاركة عدد معين من اللاعبين أم لا، بغض النظر عن موقع اللاعب في الملعب، ولكن الغالبية يسعون للتعاقد مع مهاجم لقلة عدد المهاجمين المتميزين من المواطنين في مسابقاتنا المحلية والدليل على ذلك أن ثلاثة أرباع من يلعبون في مراكز رأس الحربة هم من اللاعبين الأجانب، لذلك ليس لدينا في هذا المركز العديد من الخيارات في الكثير من الأحيان، ولكنني أتساءل دائماً إذا كان الأجانب عقبة ومعوقاً وسبباً في عدم خروج مهاجمين متميزين في مسابقاتنا، فكيف ظهر هذا الكم من النجوم المتألقين في التسعينات والثمانينات مع وجود عدد كبير من الأجانب المتألقين،  فكيف بالله عليكم ظهر الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت وعبدالرزاق ومبارك وخليل غانم وعيال مير، والكثير من النجوم، اعتقد أن الحل يتركز في التشديد على بناء المراحل السنية وأكاديميات الكرة، والاعتماد عليها في فرز لاعبين متميزين في مختلف المراكز، فها هي بعض الأندية الأوروبية وصل بها الحد لإشراك 10 لاعبين أجانب في الفريق الواحد، ومع ذلك مازال هنالك كم كبير من اللاعبين ينضمون للمنتخبات، فالمواهب موجودة مهما كان عدد الأجانب في الفريق، وأعتقد أن وجود خمسة لاعبين موزعين بين الرديف والفريق الأول، عدد طبيعي لكي نستطيع المنافسة على البطولات الآسيوية والعربية والخليجية، لذلك يجب أن نستمر في بناء فرقنا معتمدين على الأكاديميات وفرق المراحل السنية مع وجود التدريب المثالي والتغذية واختيار لاعبين بمواصفات معينة منذ الصغر، وتخطي مرحلة ضعف البناء الجسماني الذي لا يجعل لاعبينا قادرين على الفوز بالكرة في حالة حصول أي التحام بالكرة، وهذه نقطة ضعفنا الأكبر في جميع المستويات.


 لا احد منا يختلف على أن مارادونا، هذا اللاعب المعجزة، كان ومازال احد اللاعبين العمالقة في عالم كرة القدم بإبداعاته وإنجازاته مع كل الأندية التي لعب لها، ومع المنتخب الأرجنتيني في بطولات كأس العالم، فلقد كان ملكاً داخل الملعب، ولكنه كان ومازال قزماً خارج الملعب سواء كمدرب أو كمثال أعلى، ففضائحه ومخدراته وتعاطيه ومشكلاته العديدة الأخرى، لا تحصى ولا تعد، فمع انه درّب عدداً قليلاً من الفرق إلا انه لم ينجح مع أي واحد منها، فكون مارادونا لاعباً عظيماً لا يعني أبداً أنه يستحق تدريب منتخب كبير مثل المنتخب الأرجنتيني، وبالتأكيد سيجد «جرا ندونا» رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم واتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية نفسه في مشكلة كبيرة مع منتخب بلاده باختياره لمارادونا «المزاجي» الذي غالبا ما تكون آراؤه غريبة وتصريحاته عجيبة، فمع أملي في نجاحه في قيادة المنتخب الأرجنتيني إلا أنني أرى صعوبة ذلك في الوقت الحالي بالذات.

 kefah.alkabi@gmail.com

تويتر