موسيليني المرتقب!!

ضرار بلهول

«القائد العظيم» كما يحلو للفاشيين تسمية السيد بنيتو موسيليني أو «الدوتشي» والمصاب بجنون العظمة لتسميته نفسه بالقائد العظيم، وتلك صفة لم يحظ بها إلا أمثاله في التاريخ كالإمبراطور نابليون بونابرت، والذين ينظرون إلى التاريخ باعتباره من صنع الفرد العظيم الواحد وليس الافراد.

لقد تم تقديم «الدوتشي» من قبل الفاشيين على انه الرجل الذي سوف يعيد كتابة التاريخ الحديث، فتم وصفه بالحكيم، والرجل الحاسم، فهو يمزج بين شخصية يوليوس قيصر وعبقرية دافنشي، وهو حسب وجهة نظرهم يتمتع ببعد نظر ويخطط ويشرف على كل شاردة وواردة من اجل تحويل بلده إلى دولة عظمى. 

وأي شخص يمر من تحت نافذة غرفته يراها دائماً مضاءة حتى الصباح الباكر لأن «الدوتشي» كرّس نفسه لخدمة بلده.. كما وعد بإحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية القديمة عن طريق احتلاله ليبيا وإثيوبيا.

والحقيقة هي أن «الحبيب الموس» - أقصد موسيليني - كان مجرد «محتال وسفاح وعنصري.. الخ من الاوصاف الحميدة». فقد منع تأسيس الاحزاب السياسية غير حزبه الفاشي، وفي ما يتعلق بالمصباح الموس، ربما كان مضاءً ولكن الحبيب في العسل، حيث كان من المعروف عنه وجوده عند «الحب»، أقصد كلاريتا، حتى ساعات الصباح الأولى.

أما نحن فنعاني اليوم من الدوتشي المرتقب. وأوجهه التشابه بين «الدوتشي» السابق والمرتقب، فكلاهما خبير بإطلاق الوعود والآمال «في الهواء»، وأما التخطيط - أقصد التخبط المستمر - فلا احد ينافسهما فيه. 

ومن أهم ما يتقناه من فنون هو إشعال فتيل الحروب. فالأول دخل في حروب ألافاشية فاشلة وتسبب في مجازر في كل من ليبيا وإثيوبيا. أما الموس الجديد فقد أعلن الحرب على كل من قناتي أبوظبي ودبي الرياضيتين وقام بإعدام بعض موظفي حزبه الجديد بسبب غبائهم (في الحقيقة ذكائهم) الذي لا يرتقي إلى مستوى الذكاء (الغباء) الذي يجب أن يتمتع به الفاشيون، حسب قوله.

لقد تراجع (الدوتشي) المرتقب عن بعض قراراته التعسفية، وذلك بالسماح لبعض الاحزاب الصغيرة مثل حزب (الجماهير ودورينا) بالدخول إلى الانتخابات والتصويت - السموحة - أقصد (التصوير) بعد أن قامت الشرطة السرية التابعة للحزب الفاشي وأمام الجماهير الرياضية بقمع واعتقال موظفي تلك الاحزاب. 

إن ما حدث هو نوع جديد من الإرهاب وهو الإرهاب الإعلامي بعينه.

إن الصلاحيات الكبيرة والمطلقة وأيضاً الثقة العمياء التي تم منحها للدوتشي المرتقب من وجهة نظري المتواضعة أكبر من حجمه بكثير، وهو مثل ما هو معروف بالعامية (أنت تفصل ونحن نلبس!!)، وأعتبر هذه الصلاحيات مجحفة في حق كل رياضي، فليس كل ما ينطبق على الإيطاليين ينطبق علينا نحن الإماراتيين. فنحن لنا خصوصيتنا.

وهنا يكمن مربط الفرس، فهل سيعيد التاريخ نفسه، وينقلب السحر على الساحر ونشاهد الدوتشي المرتقب معلقاً من ساقه، مثل ما حدث في نهاية الأمر (للقائد العظيم)؟

تويتر