«الزعيم وفالديفيا ..وأهدافه الذهبية»

كفاح الكعبي

 
* لا أنكر أبداً عشقي وولعي بكرة القدم اللاتينية، أي بتعبير أدق القادمة من أميركا الجنوبية، موطن السحر والإبداع الكروي على مرّ الزمن، فلو عرف الإنجليز أنهم بنقلهم هذه اللعبة الجميلة إلى هذه القارة سيؤدي إلى سحب البساط من تحت أرجلهم، لفكروا كثيراً قبل أن يتعلق بها أبناء شعوب أميركا الجنوبية والوسطى، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتهم وتراثهم، بل وتاريخهم واقتصادهم في بعض الأحيان، فمن منا لا يعشق الكرة البرازيلية أو الأرجنتينية؟

وكم منا من لم يتعرف إلى الارجواي، لأنها فازت على البرازيل في عقر دارها في يوم من الأيام وخطفت منها كأس العالم؟ وكم من حروب جرت في هذه المنطقة بسبب كرة القدم، كما حدث بين السلفادور وهندوراس في يوم من الأيام! فلا متعة دون الإمتاع اللاتيني اللذيذ، والحقيقة أن ما دعاني إلى الحديث عن متعة كرة القدم اللاتينية هو الدروس الممتعة التي يقدمها نجوم هذه الدول في دوري المحترفين منذ زمن بعيد، فالبرازيليون هم الأكثرية المبدعة، وفي بعض الأحيان يبرز بعض المبدعين من كولومبيا أو بيرو أو الأرجنتين، ولكن طريق الإمتاع يجب أن يمر عبر البرازيل أو الأرجنتين، لذلك فإنني وبعد مشاهدة مباراة الزعيم العيناوي وجوارح الشباب، أشهد أن نجومية خورخي فالديفيا لا تخفى على أحد وأن وجود نوعية راقية من هؤلاء النجوم المبدعين ستثري الدوري الإماراتي للمحترفين، وستجعله ينافس أفضل الدوريات في المنطقة.

لقد اثبت هذا اللاعب أن إبداعاته في الدوري البرازيلي لم تأت من فراغ، وأنه لاعب يجيد تسجيل الأهداف من الضربات الثابتة وكأنه يضع الكرة بيده في المكان المناسب ، بل إن بإمكانه المحاورة الايجابية في المساحات الضيقة، لدرجة مدهشه والتسجيل كذلك، فلقد تميّز الزعيم بالذات منذ سنوات خلت، بأنه أفضل من يختار اللاعبين الأجانب لولا السنوات الثلاث الأخيرة، إلا انه عاد هذا الموسم ليثبت انه قادم للمنافسة بطريقة لا تقبل الشك أو المناقشة، وبوجود مدرب خبير مثل شايفر الذي يعرف كيف يدافع جيدا وبصورة منظمة ليعود العين، زعيم دار الزين ليذكرنا بعين البطولات بعد غياب الثلاث سنوات، وبعد أن استطاعت الإدارة العيناوية أخيرا وضع يدها على الجرح والتعاقد مع أكثر من نجم محلي متميز، ليتصدر الدوري مؤقتا، فالتصميم على العودة لدرب البطولات يمر بطريق التجديد والبحث، والعمل على إيجاد التشكيلة المناسبة من لاعبين محليين وأجانب وجهاز فني وإدارة واعية، وهدف واضح محدد يسعى الفريق لتحقيقه على المدى القريب والبعيد.

* يبدو أن تركيز العديد من فرقنا يقل في اللحظات الأخيرة، كما هو الحال في اغلب المباريات العالمية في الفترة الأخيرة، فيوم أول من أمس، لم تحسم مباراة الوصل وعجمان إلا في هذه اللحظات وكذلك مباراة الشعب والوحدة، فالمباراة لا تنتهي إلا مع صافرة الحكم. وتركيز اللاعب في اللحظات الأخيرة يجب إن يزيد بدل أن يقل، ولكن أهداف الدقائق الأخيرة هي التي تزيد من كمية الإثارة وتزيد من متعة الدوري وتجعلنا نتعلق بالمتابعة منذ اللحظة الأولى وحتى الثواني الأخيرة.

* صام ترام وفطر على أصحاب السعادة بهاتريك وخطف باستحقاق النقاط الثلاث، بعد أن أثبت الدفاع الوحداوي أنه من دون عمق دفاعي في مباراة أول من أمس، ليثبت الرمادي انه لون يصعب تقبله من أصحاب السعادة.  

تويتر