منها تناول الأطعمة الحارة والمشروبات الغازية و«الكافيين»
طبيبان يحذران من أخطاء رمضانية تفاقم ارتجاع المريء و«التلبّك» المعوي
حذر طبيبان متخصصان في أمراض الجهاز الهضمي، من أخطاء وسلوكيات غذائية يرتكبها بعض الصائمين بعد الإفطار، وتؤدي إلى تفاقم مشكلات صحية متعلقة بارتجاع المريء وعسر الهضم و«التلبّك» المعوي، من أبرزها تناول الأطعمة الحارة والمشروبات الغازية والإكثار من «الكافيين».
وقال استشاري طب الجهاز الهضمي في مدينة برجيل الطبية، الدكتور أحمد جزار، إن بعض الأشخاص يعانون خلال شهر رمضان، تفاقم الارتجاع المعدي المريئي، بسبب التغير في عادات الأكل ونمط الحياة أثناء الصيام، موضحاً أن ارتجاع المريء هو حالة يتدفق فيها حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، ما يؤدي إلى أعراض مثل حرقة المعدة، والقلس، وألم الصدر.
وبيّن جزار، أن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم ارتجاع المريء خلال شهر رمضان، تشمل تأخير أوقات الوجبات، حيث تكون وجبتا السحور والإفطار هما الوجبتان الرئيستان خلال شهر الصوم، إذ إن تناول الوجبات في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر، يمكن أن يزيد خطر الارتجاع الحمضي، كما أن تناول الوجبات الكبيرة أو الثقيلة يعد ضمن العوامل التي تزيد من المشكلة، إذ يتناول بعض الأشخاص وجبات كبيرة أو ثقيلة أثناء السحور أو الإفطار، ما قد يزيد من ضغط المعدة ويؤدي إلى الارتجاع.
عوامل مؤثرة
وأضاف جزار، أن الأطعمة الدهنية أو الحارة التي يشيع استخدامها على الموائد خلال الإفطار، تعد من العوامل ذات التأثير الرئيس أيضاً لحدوث حرقة في المعدة، حيث يمكن لهذه الأنواع من الأطعمة أن تريح العضلة العاصرة السفلية للمريء، وهي العضلة التي تمنع محتويات المعدة عادة من التدفق مرة أخرى إلى المريء، ما يؤدي إلى الارتجاع، مشيراً إلى أن الإكثار من «الكافيين» والمشروبات الغازية يعد من الأسباب الرئيسة أيضاً، حيث إنه من الممكن لهذه المشروبات أن تؤدي إلى تفاقم أعراض ارتجاع المريء، عن طريق ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، وزيادة إنتاج حمض المعدة، كما يمكن أن يؤدي الصيام من دون تناول كمية كافية من السوائل إلى الجفاف، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع.
إدارة الأعراض
ولفت جزار إلى أن إدارة أعراض الارتجاع المعدي المريئي خلال شهر رمضان، تتضمن اعتماد عادات الأكل الصحية، وممارسة نمط حياة صحي، وعدداً من الممارسات التي تساعد على الشعور بالراحة، منها تناول وجبات أصغر وأكثر تكراراً بدلاً من الوجبات الكبيرة، بحيث يتم تناول وجبات أصغر طوال الليل لتقليل خطر الارتجاع الحمضي، إضافة إلى تجنّب الأطعمة المحفزة، كالأطعمة الدهنية والحارة والحمضية التي يمكن أن تسبب أعراض ارتجاع المريء، فضلاً عن الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كثير من الماء بين الإفطار والسحور، إذ يساعد ذلك على تقليل خطر الارتجاع.
وأفاد بأن الحد من «الكافيين» والمشروبات الغازية يقلل أيضاً أعراض الارتجاع المعدي المريئي، مشيراً إلى الماء أو شاي الأعشاب كبديل، أفضل من المشروبات التي تحتوي على «الكافيين» ومن المشروبات الغازية.
وشدد على تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، حيث يجب ترك ما لا يقل عن ساعتين إلى ثلاث بين تناول الطعام والاستلقاء لتقليل خطر الارتجاع، لافتاً إلى أن رفع رأس السرير أو الوسادة يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الارتجاع الليلي.
وذكر أنه في حال التفكير في تناول الدواء - إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية لإدارة أعراض ارتجاع المريء - فإنه يجب استشارة الطبيب المتخصص.
عسر الهضم
من جانبه، قال استشاري أمراض الجهاز الهضمي في أبوظبي، الدكتور مروان دعدوش، إن عسر الهضم أو «تلبّك» المعدة يعد أيضاً من المشكلات الصحية الشائعة في رمضان، وسببه تغيير عادات تناول الطعام في رمضان وأوقات الوجبات، إضافة إلى تناول كميات كبيرة بشكل غير تدريجي، في حين أن المعدة عندما تكون فارغة لأكثر من 13 ساعة، يسبب ملؤها شعوراً بعدم الراحة.
وأوضح أن عسر الهضم يعرف بين عامة الناس بـ«تلبّك» المعدة أو الشعور بثقل في المعدة، ويمكن أن يصاحب عسر الهضم، الألم أو الانزعاج والانتفاخ والشبع المبكر، والغثيان والقلس والتجشؤ، لذلك فمن المهم التحكم في عسر الهضم خلال شهر رمضان للشعور بالراحة.
وأضاف أن ذلك يكون باتباع نصائح عدة، أهمها تناول وجبة متوازنة في فترة ما بين الإفطار والسحور، تشمل الألياف والبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة، إضافة إلى تجنب الإفراط في تناول الطعام أو استهلاك حصص كبيرة من الأطعمة الغنية بالتوابل أو الزيتية، والمحافظة على ارتواء الجسم بشرب كثير من الماء بين الإفطار والسحور، لمنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى تفاقم عسر الهضم، كما أنه من المهم تجنب المشروبات التي تحتوي على «الكافيين» والسكريات.
توصيات
وأوصى دعدوش بمراقبة أحجام الوجبات وضرورة التنبّه لهذا الأمر، لتجنب الإفراط في تناول الطعام، ما قد يؤدي إلى عسر الهضم، كما يجب تناول الطعام ببطء وتذوقه للمساعدة على الهضم، ويجب أيضاً اختيار الأطعمة المغذية وتضمين الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان في الوجبات، فضلاً عن العمل على تجنّب الأطعمة المقلية والدهنية والمصنعة، لأنها يمكن أن تسهم في عسر الهضم.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، لابد من ممارسة نشاط بدني خفيف بعد الإفطار للمساعدة في عملية الهضم، وتجنّب ممارسة التمارين الرياضية المكثفة مباشرة بعد تناول الطعام.
ونبّه دعدوش إلى أن التوتر يمكن أن يسهم في تفاقم مشكلة عسر الهضم، لذلك تجب السيطرة عليه بممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل أو التمارين الخفيفة لتقليل مستويات التوتر. أما في حال كان الشخص يعاني أعراض عسر الهضم المستمرة أو الشديدة خلال شهر رمضان، فمن المهم استشارة أخصائي الرعاية الصحية، للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين لحالته.
. ارتجاع المريء هو حالة يتدفق فيها حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، ما يؤدي إلى أعراض مثل حرقة المعدة والقلس وألم الصدر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news