يرسخ مكانة الإمارات مساهماً رئيساً في بناء مستقبل مستدام للبشرية

«COP28» يدشن مرحلة جديدة من العمل المناخي باتفاق تاريخي

صورة

رسّخ «اتفاق الإمارات» التاريخي نجاح رئاسة مؤتمر الأطراف (COP28) في حشد الجهود الدولية لنحو 198 دولة، وتحقيق توافق تاريخي بين الدول الأطراف، من أجل مستقبل العمل المناخي، والحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.

ونجحت دولة الإمارات من خلال دورة استثنائية لمؤتمر الأطراف في تحقيق توافق دولي، يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح، بإعلان تاريخي يعزز مكانتها الرائدة عالمياً، مساهماً رئيساً في بناء مستقبل مستدام للبشرية.

ويرسي «اتفاق الإمارات» التاريخي معايير جديدة للعمل المناخي العالمي، من خلال وصول الدول الأطراف إلى اتفاق عادل ومنصف، يتماشى مع النتائج العلمية، ويسهم في الحد من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي، بما يحقق التوازن بين متطلبات التنمية والعمل المناخي.

وحققت استضافة دولة الإمارات الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، تغيراً جذرياً في آلية وأجندة مؤتمرات الأطراف، حيث تمكنت الدولة عبر حنكة وتميز إدارتها لمفاوضات ونقاشات المؤتمر، من إرساء معايير جديدة لنجاح العمل المناخي العالمي، ورسّخت مكانتها مساهماً رئيساً في بناء مستقبل مستدامٍ للبشرية جمعاء.

ونجح «COP28» في كسر جمود العمل المناخي، والتوصل إلى إجماع وتوافق بين الدول الأطراف على عدد كبير من الملفات الرئيسة التي ظلت عالقة لفترات طويلة في المؤتمرات السابقة، وأنظار العالم تتجه حالياً إلى الدورات المقبلة للبناء على ما تحقق في الإمارات من توحيد لجهود الدول الأطراف للوصول إلى التوافق المنشود.

واستطاع «COP28» البناء على ما تم التوصل إليه في «COP27» الذي عُقد في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة، من خلال تفعيل الصندوق العالمي للمناخ، وتأمين تعهدات مبكرة من الدول لتمويله.

كما نجح في تمهيد الطريق لتحقيق إنجازات في مؤتمرات الأطراف المقبلة، والربط بين مختلف مؤتمرات الأطراف التابعة للأمم المتحدة في مجالات المناخ وحماية الطبيعة.

وعلى سبيل المثال، أطلقت رئاسة «COP28»، بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، بصفتها رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP15)، «البيان المشترك لـ(COP28) بشأن المناخ والطبيعة والإنسان»، الذي يضع إطاراً لمنهجية تحقق التكامل بين العمل المناخي وحماية الطبيعة استعداداً لكلٍّ من مؤتمر الأطراف للمناخ (COP30)، ومؤتمر الأمم المتحدة للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD COP16)، لضمان تواصل العمل والاستمرارية عبر مؤتمرات الأطراف للتنوع الحيوي والمناخ.

ونجح مؤتمر الأطراف (COP28) في تفعيل دور الشباب في المفاوضات المناخية الدولية، وتعزيز مشاركتهم في عملية صنع القرار بشأن سياسات المناخ الدولية، من خلال تكليف وزيرة تنمية المجتمع، شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، مهمة رائدة المناخ للشباب، واختيار 100 شاب لبرنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ لحضور «COP28» من الدول الجُزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً والشعوب الأصلية.

كما عززت رئاسة «COP28» إسهام المرأة في قضايا التغير المناخي، والبحث عن حلول مستدامة عالمياً لهذا التحدي، حيث وفرت المساعدة المالية لتحفيز حضور الوفود النسائية بشكل أكبر، وإقامة دورات تدريبية فنية.

كما شهد يوم المساواة بين الجنسين في «COP28» إعلان رئاسة المؤتمر شراكةً جديدة تهدف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، يراعي النوع الاجتماعي، ودعم هذه الشراكة أكثر من 60 طرفاً.

• استضافة الإمارات «COP28» حققت تغيراً جذرياً في آلية وأجندة مؤتمرات الأطراف.

• الإمارات أظهرت حنكة وتميزاً في إدارتها مفاوضات ونقاشات «COP28» لدعم العمل المناخي العالمي.


إنجازات

حقّق مؤتمر الأطراف (COP28)، خلال انعقاده في مدينة إكسبو دبي، إنجازات تشكل إرثاً تاريخياً في العمل المناخي الجاد، القائم على الأفعال:

- «COP28» جمَع أكثر من 83.9 مليار دولار، ليدشن مرحلة جديدة من العمل المناخي.

- تم إطلاق مجموعة من الإعلانات والتعهدات الأولى من نوعها، تشمل الانتقال إلى أنظمة غذائية مستدامة وإعلانات «COP28» بشأن الصحة، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، إضافة إلى مبادرات لخفض الانبعاثات من الصناعات كثيفة الانبعاثات.

- 11 تعهداً وإعلاناً تم إصدارها وحظيت بدعم استثنائي واسع النطاق.

- توصلت رئاسة «COP28» في اليوم الأول من المؤتمر إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وتم تقديم تعهدات دولية لتمويله بقيمة 792 مليون دولار.

- الإعلان عن تعهدات دولية بقيمة 3.5 مليارات دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.

- الإعلان عن 134 مليون دولار لصندوق التكيّف.

- الإعلان عن تقديم 129.3 مليون دولار لصندوق البلدان الأقل نمواً.

- الإعلان عن تقديم 31 مليون دولار للصندوق الخاص لتغير المناخ.

- أطلقت دولة الإمارات صندوقاً للاستثمار المناخي برأسمال تحفيزي بقيمة 30 مليار دولار، تحت اسم «ألتيرّا»، يركز على جذب وتحفيز التمويل الخاص، ويهدف الصندوق إلى جمع وتحفيز 250 مليار دولار إضافية على مستوى العالم، كما أعلنت تخصيص 200 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة إلى «الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة»، و150 مليون دولار لأمن المياه.

- أعلن البنك الدولي زيادة قدرها تسعة مليارات دولار سنوياً (2024 و2025) لتمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ.

وأعلنت بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى زيادة إضافية في الدعم المقدم للعمل المناخي بقيمة تتجاوز 22.6 مليار دولار.

أشجار القرم

إعلانات مؤتمر الأطراف (COP28) لدعم الطبيعة:

■ انضمام 30 دولة إلى «تحالف القُرم من أجل المناخ»، الذي أُطلق بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا في «COP27»، بهدف بناء زخم عالمي لتعزيز العمل المناخي، ليصبح إجمالي الدول الأعضاء في التحالف 37 دولة، تضم أكثر من 60% من أشجار القُرم في العالم.

■ توقيع 21 دولة رسمياً على مبادرة «تنمية القُرم»، وهي جهد تعاوني بين التحالف العالمي لأشجار القرم ومكتب رواد الأمم المتحدة للمناخ، بهدف حماية وتنمية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030، بتمويل تبلغ قيمته أربعة مليارات دولار.

■ تكريم الإمارات لكل زائر ومشارك في المؤتمر بهدية تمتد جذورها في تربة الدولة، تتمثل في زراعة 10 أشجار قرم، وتعكس الهدية التزام الدولة تحقيق الحياد المناخي، وتعزيز اتباع الحلول المبنية على الطبيعة للحد من تداعيات تغير المناخ، وخفض البصمة البيئية لزوار المؤتمر.

■ إطلاق مبادرة تنمية المحيطات الهادفة لدعم الحياة البحرية بالتزامن مع خفض الانبعاثات.

■ تبنّي أنماط زراعية مستدامة وذكية مناخياً، تستند في مجملها إلى التقنيات والحلول المبتكرة، كالزراعة المحمية والمائية والعضوية، والعمودية، وتوفير حلول مستدامة، إضافة إلى الاهتمام بالبحوث العلمية في المجال الزراعي، للتغلب على التحديات التي تواجه هذا القطاع، (مثل ندرة موارد المياه، والأراضي غير الصالحة للزراعة، وملوحة التربة، وارتفاع درجات الحرارة) وغيرها كثير من الإنجازات.

تعهدات وإعلانات تاريخية

■ إقرار تعهد «COP28» لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 150 دولة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة.

■ إقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن الهيدروجين منخفض الانبعاثات ومشتقاته من جانب 37 دولة.

■ إقرار إعلان «COP28» الإمارات بشأن مراعاة المساواة بين الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي من جانب 77 دولة.

■ إقرار تعهد تحالف «الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح» (CHAMP) من جانب 67 دولة.

■ شهِد ميثاق «COP28» لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز انضمام 52 شركة، تمثل 40% من إنتاج النفط العالمي.

■ إقرار مسرّع الانتقال الصناعي من جانب 35 شركة وستة اتحادات صناعية، بما في ذلك الرابطة العالمية للصلب، والمعهد الدولي للألمنيوم، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة، والجمعية العالمية للإسمنت والخرسانة، والمبادرة المناخية لقطاع النفط والغاز، والاتحاد الدولي للنقل الجوي.

بالإضافة إلى إقرار «البيان المشترك لـ(COP28) بشأن المناخ والطبيعة والإنسان»، وحصوله على دعم 18 دولة و11 شراكة للتنوع البيولوجي.

أفكار وفعاليات للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف

■ وزارة التربية والتعليم تستضيف للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف، «جناحاً متخصصاً لقطاع التعليم»، تحت عنوان «إرث من أرض زايد»، بمشاركة واسعة من العديد من المؤسسات التعليمية.

■ أطلقت وزيرة تنمية المجتمع رائدة المناخ للشباب، شما بنت سهيل المزروعي، في مؤتمر الأطراف (COP28)، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، الدفعة الأولى من «برنامج مندوبي شباب الإمارات للمناخ».

■ لأول مرة في دورات مؤتمر المناخ «COP» تكون المنطقة الخضراء مجاورة للمنطقة الزرقاء، لتتيح لصناع القرار والمسؤولين التفاعل مع الأفراد والطلبة ومؤسسات المجتمع، والعمل لتكون نتائج المؤتمر مقاربة لتطلعات الناس واحتياجاتهم.

■ «COP28» يشهد الاستجابة لنتائج أول تقييم عالمي شامل للحصيلة العالمية للتقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.

■ رئاسة «COP28» تعقد أول مشاورات مفتوحة من نوعها لإعداد خطة المؤتمر وبرنامج «الموضوعات المتخصصة»، الممتد خلال أسبوعَي فعاليات المؤتمر، حيث أجرت جولة الاستماع والتواصل العالمية التي شملت جميع القارات، وعشرات الدول المتقدمة والنامية، وشهدت عقد لقاءات مع القيادات العالمية والشركاء والخبراء والمعنيين بالعمل المناخي.

■ الإمارات تدرج «التجارة العالمية» على أجندة «COP28» لأول مرة.

■ «COP28» يستضيف «أول جناح للأديان»، وأول «جناح للشعوب الأصلية».

■ «COP28» يستضيف المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية الأول من نوعه.

■ «COP28» يُصدر إعلان المناخ والصحة الأول من نوعه.

■ «COP28» يستضيف أول اجتماع وزاري لوزراء الصحة والبيئة.

■ «COP28» يشهد يوم الصحة الأول من نوعه.

■ «COP28» يُصدر إعلان الإمارات بشأن النظم الغذائية المرنة، والزراعة المستدامة، والعمل المناخي الأول من نوعه.

■ «COP28» يشهد إقرار الحكومات لأول مرة بالتداعيات الصحية المتزايدة لتغير المناخ على المجتمعات والدول.

■ «COP28» يشهد مشاركة الشباب في مركز دبلوماسية أعمال المناخ وطاولة المفاوضات لأول مرة، ويطلق «الحصيلة العالمية الأولى للشباب».

■ يوم «الغذاء والزراعة والمياه» ينظّم الحوار الوزاري الأول من نوعه في «COP28» بشأن بناء نظم غذائية قادرة على التكيّف مع ندرة المياه.

■ في سابقة هي الأولى من نوعها، وقّعت 134 دولة على إعلان «COP28» بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي، وحشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى عقد شراكة جديدة بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس لدعم الابتكارات في مجال النظم الغذائية.

شكل «COP28» بارقة أمل وثقة بالجهود الدولية المبذولة لتمكين العمل المناخي العالمي، بما يسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ، وحفظ حقوق الأجيال القادمة في مختلف دول العالم بمستقبل آمن ومستدام باتفاق عادل ومنصف يحمي البشرية جمعاء، ويضمن استمرارية نمو وتطور وازدهار الدول.

تويتر