يحرقون النحل لاستخراج العسل بدلاً من تخديره

دخلاء على المهنة يهدّدون استدامة سلالات النحل المحلية

صورة

شدّد نحّالان مواطنان على أهمية وضع قوانين وتشريعات خاصة، تحفظ سلالات النحل المحلية التي تتعرّض للتهديد، نتيجة تدخل غير مسؤول من قبل عمالة آسيوية، دخلت سوق بيع «خلايا النحل من سلالات النحل المحلي»، وتجاوزت الطرق الصحيحة والأخلاقية المتبعة في جمع العسل أو بيع خلايا النحل، ما قد يهدد استدامة النحل المحلي.

وذكروا أن الممارسات التي يتبعها الدخلاء على المهنة، تتمثل في حرق النحل، بهدف الحصول على العسل، ما يؤدي إلى تهديد السلالات المحلية والتنوع البيولوجي، كما يجمعون النحل البري أو «أبوطويق»، أو ما يسمى بـ«نحل الدار» من المزارع والمحميات الجبلية والمحميات الطبيعية التي تحتوي على شجر القرم والغاف.

وتفصيلاً، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة «نحالي الإمارات»، مانع أحمد الكعبي، أن النحالين المواطنين يواجهون تحديات مختلفة، إلا أن تحدي العمالة الآسيوية التي دخلت في سوق بيع المناحل والعسل شكل خطراً وتهديداً على سلالات النحل المحلية التي تعرف بـ«نحل الدار» و«أبوطويق» و«النحل البري»، إذ تمارس هذه العمالة طرقاً غير صحيحة، بهدف جمع كميات كبيرة من العسل المحلي أو الخلايا التي تؤخذ من مزارع مواطنين ومحميات جبلية وطبيعية.

وذكر أن اعتماد هذه العمالة في حرق خلايا النحل أو إتلاف عش الحضن من أجل الحصول على العسل، يتسبب في القضاء على الجيل الثاني من النحل في كل خلية، إذ تحوي كل خلية على ما يسمى بالحضنة، وهي مجموعة من اليرقات الصغيرة، مشيراً إلى أن هذا النهج غير المسؤول يؤثر بشكل كبير في استدامة النحل المحلي، مؤكداً أن التوعية من الجهات المعنية وإصدار قرارات تتناسب مع هذه الظاهرة، ستحدّ من استنزاف سلالات النحل المحلية.

وأضاف الكعبي أن إصدار قرارات للتصدي لهذه المشكلة من الجهات المعنية، يسهم في حل جذري لبعض التحديات التي تواجه النحال المواطن، مثل القرار التي أصدرته الجهات المعنية بمنع الاحتطاب الذي أسهم في الحفاظ على استدامة سلالات النحل المحلية وزيادة إنتاجها، إذ كان المخالفون يقومون بالاحتطاب الجائر لشجر السمر والغاف والسدر، التي تكون عادة في المناطق الجبلية والبرية ومزارع المواطنين بهدف بيعها.

وذكر أن النحّالين يقدرون القيمة المهمة للأشجار الغاف والسمر والسدر، ويحرصون دوماً على الحفاظ عليها، لأنها تمثل لهم موروثاً قيماً، وتحفظ استدامة النحل المحلي وزيادة إنتاجيته.

وتابع الكعبي أن شركة «نحالي الإمارات» هي تكتل لـ12 شركة إماراتية مختصة في توفير أجود أنواع العسل الإماراتي والخليجي ومنتجات النحل والمواد الغذائية للسوق المحلية والخارجية، إذ يتم بيع العسل الإماراتي في الأسواق الإلكترونية العالمية والمحلية، كما تقوم «نحالي الإمارات» بتدريب النحالين الجدد، وإعداد ورش في المدارس والجامعات، من أجل نقل الحرفة للأجيال بهدف استمراريتها.

إلى ذلك، قال النحال أحمد راشد الحفيتي، من إمارة الفجيرة، إن «حرفة النحالة توارثناها أباً عن جد، وأكسبنا أجدادنا طرق الحفاظ على سلالات النحل المحلية التي لها مكانة في قلوبنا، فهي جزء لا يتجزأ من هوية أبناء المناطق الجبلية».

وأشار إلى أن النحال يحرص على اتباع أساليب وأسس صحيحة في جمع العسل أو تربية النحل، بهدف الحفاظ عليها مع ضمان استمرارية إنتاجها بأجود أنواع العسل، بهدف استخدامها بشكل شخصي أو بيعها، إلا أنه لوحظ أخيراً من تتبع العمالة الآسيوية النحالين في المنطقة، بغرض معرفة أماكن وجود خلايا النحل في المناطق الجبلية.

وأكد أنه سمح لعدد من العمالة الآسيوية بتتبعه، ظناً منه بأنهم يشعرون بالفضول فقط، إلا أنه فوجئ بعد وضع علامة على الخلية، وهي عادة معروفة عند أهالي المنطقة، لئلا يقترب أحد من الخلية، بأنهم أحرقوا النحل عبر إشعال الخلية بدلاً من تخديرها قبل استخلاص العسل منها بالطرق الصحيحة، من خلال تمرير الدخان على الخلية في حال كان النحل عدوانياً وهائجاً، لمنع أي ضرر على النحل.

ونوّه بأن العمالة تقوم بسرقة المناحل من المحميات الجبلية والمزارع، بغرض بيعها دون الالتفات إلى استدامتها أو الحفاظ عليها، الأمر الذي يجب الحد منه بوضع قوانين وتشريعات خاصة تحفظ سلالات النحل المحلية التي تتعرض لتهديد نتيجة التدخل غير المسؤول.

إلى ذلك أفادت مديرة هيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، بالتزام الهيئة في حماية التوازن الدقيق لنظام البيئة في الإمارة، عبر اتخاذ خطوات تحقق هذا الالتزام، عبر توقيع مركز الفجيرة للبحوث مذكرات تفاهم مع جامعة العلوم والتقنية في الفجيرة، وجمعية النحالين التعاونية بالباحة، والنحالين الإماراتيين، وذلك لتعزيز الأبحاث في مجال تربية النحل والحفاظ على السلالات الإماراتية، بالإضافة إلى تطبيق الممارسات صديقة البيئة وفق استراتيجية ذكية ورؤية ممنهجة تتواءم مع الأجندة الوطنية.

وذكرت الهيئة أنها تسعى لتحقيق استدامة الموارد والحفاظ على تنوعها، والمشاركة في البحث والتطوير المؤثر والتدريب على تربية النحل، وبناء القدرات وتعزيز المعرفة والمهارات في ممارسة تربية النحل المستدامة، والالتزام المشترك في الحفاظ على أنواع النحل المحلية، من أجل تحقيق التوازن البيئي واستكشاف أساليب وممارسات تعزز إنتاج العسل المستدام والأخلاقي، بما فيها تنفيذ الممارسات الزراعية التي تدعم مجتمعات الملقحات.

وأضافت أن الهيئة سلطة بيئية مختصة في الإمارة، وعلى كل من يرى أي ممارسات خطأ بحق البيئة المحلية وسلالات النحل المحلية، الإبلاغ عن هذه الممارسات عبر الخط الساخن المخصص للاستجابة لأي بلاغ، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق كل من يخالف القوانين والاشتراطات.

• نحّالان مواطنان طالبا بوضع قوانين وتشريعات خاصة تحفظ سلالات النحل المحلية.

تويتر