حمدان بن محمد يطلق "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي"

أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" في "منطقة 2071" بأبراج الإمارات بدبي، بهدف دعم الجهات الحكومية بإمارة دبي في توظيف تكنولوجيا المستقبل بشكل عملي وفعّال استعداداً للتحولات الجذرية القادمة في مختلف القطاعات الحيوية.

وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن دبي تواصل العمل على مدار الساعة لمواكبة سرعة التطور التكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل لتحقيق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن تكون دبي أفضل مدن العالم في الاستعداد لتحديات وفرص المستقبل وتغيراته القادمة.

وقال سموه: "دبي ستكون الأفضل على مستوى العالم في مجال توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف جهاتها الحكومية ... وسيكون هذا المركز الجديد الداعم الأول لتحقيق هذا الهدف وتطوير خدمات مستقبلية ترتكز على مواكبة التحولات المتسارعة في الإمكانات التكنولوجية".

فِرَق عمل

وقد وجّه سمو ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بتشكيل فرق عمل في جميع الجهات الحكومية بدبي لتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير أداء العمل الحكومي وتقديم أفضل الخدمات الحكومية بالاعتماد على التقنيات المستقبلية، وقال سموه: "تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي ستكون إحدى أدوات العمل والإنجاز في قطاعنا الحكومي.. التطور التكنولوجي سريع جداً.. ونريد في دبي أن نكون بنفس السرعة في تجربته واختباره واستخدامه وتسخيره لمصلحة الناس... ونريد أن تكون هذه التطبيقات الحكومية ذات نتائج واضحة ".

ويهدف "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" إلى تدريب 1000 موظف حكومي من أكثر من 30 جهة حكومية على استخدامات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم برفع إنتاجية الموظفين الحكوميين بفضل هذه التطبيقات، إضافة إلى إطلاق مشاريع تجريبية وتحسين الخدمات الحكومية التي يمكنها الاستفادة من هذه التطبيقات، فضلاً عن دعم أكثر من 20 شركة ناشئة في هذا المجال التكنولوجي المتقدم من دولة الإمارات والعالم.   

وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: "نؤمن في دبي بأن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستكون أداة تدعم تحقيق رؤية دبي للمستقبل، ولن تكون هذه القفزات التكنولوجية الهائلة التي نشهدها حالياً إلا مجرد البداية في رحلة البشرية نحو مستقبل جديد ومختلف بالكامل، ومن المؤكد سنشهد تغيرات جذرية في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد والإعلام وقطاعات العمل الحكومي.. لكن دبي بدأت الاستعداد لها من الآن".

حضر إطلاق مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومعالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة حمد عبيد المنصوري، المدير العام لهيئة دبي الرقمية، وسعادة خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.

إشراف

وستشرف مؤسسة دبي للمستقبل وهيئة كهرباء ومياه دبي ومجلس دبي للإعلام وهيئة دبي الرقمية، على تنفيذ أهداف ومخرجات "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، وخاصة في مجال تطوير التشريعات المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ خطط العمل المستقبلية، واستقطاب أفضل الحلول العالمية، ودعم المواهب الوطنية والواعدة.

ويأتي إطلاق هذا المركز تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة وتأثيراته المستقبلية على القطاعات الحكومية والإعلامية وغيرها، وكيفية التعامل الإيجابي والآمن مع هذه التقنيات في ظل التوقعات العالمية بنمو قيمة قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي من 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2022، إلى 110.8 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2030، وبمعدل نمو سنوي يبلغ 34.3٪.

وسيسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بنحو 10٪ من حجم البيانات المنتجة عالمياً بحلول 2025، ومن المتوقع أيضاً أن يتم اكتشاف أكثر من 30٪ من الأدوية والمواد الجديدة بشكل منهجي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال العامين المقبلين.

محاور رئيسية

وسيركز "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" على 3 محاور رئيسية خلال الفترة المقبلة تشمل: تحديد القوانين والسياسات والتشريعات الضرورية، وتمكين المهارات والخبرات، وتبني التقنيات الحديثة وتعزيز الابتكار. وسيسهم المركز في تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الحديثة ودراسة التأثيرات الأخلاقية والاجتماعية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلي (Generative AI)، وتماشيها مع القيم المجتمعية والإنسانية في دبي والعالم.

كما سيتم التعريف بأهمية استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة تتيح للفرق الحكومية والباحثين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي فرصة الاطلاع على أفضل الممارسات والخبرات العالمية، إضافة إلى التواصل مع مختلف شرائح الجمهور لزيادة الوعي والاهتمام بإمكانات وفوائد الذكاء الاصطناعي التفاعلي عبر مجموعة متنوعة من الفعاليات والمحاضرات والجلسات الحوارية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الحكومي

وسيسهم مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في تعزيز أداء القطاع الحكومي عبر توظيف هذه التقنيات في مختلف المجالات بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لإجراء محاكاة لدراسة التغيرات وتأثير السياسات والتشريعات الجديدة، والتنبؤ بنتائج السيناريوهات المختلفة، فضلاً عن تقييم فعالية البرامج المختلفة، ودعم عملية صناعة القرار في القضايا المعقدة.

وستسهم هذه التطبيقات أيضاً في تحسين كفاءة العمل الحكومي وتقليل التكاليف والمساعدة في إدارة المستندات والمشاريع، وتبسيط إجراءات وعمليات المشتريات بما يسهم في الحد من حالات التأخير، وتحسين التواصل بين مختلف الإدارات والموردين.

وسيعمل المركز على دعم تطوير الخدمات الحكومية المخصصة للمستخدمين والتنبؤ باحتياجاتهم وتفضيلاتهم، وتوفير قنوات تواصل لتسهيل الخدمات للجمهور، والاعتماد على أدوات تحليل البيانات من أجل تحديد الاتجاهات السائدة والأنماط والرؤى التي يمكن أن تساعد الجهات الحكومية في اتخاذ قرارات مبنيّة على أساس معرفي، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقديم أفضل الخدمات الحكومية لتلبية احتياجات سكان إمارة دبي.

منصة للتعاون وتعزيز ريادة دبي

ويمثل مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي منصة للتعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة تتبنى أحدث تقنيات المستقبل.

كذلك، ستسهم مخرجات المركز في ترسيخ مكانة دبي كمركز رائد للبحث والتطوير والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة من خلال التعاون مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية والمنظمات الدولية والمؤسسات المعنيّة.

تويتر