أعمارهم ما بين عامين و10 أعوام

حصاد حرائق المنازل خلال 5 سنوات.. وفاة 20 طفلاً

صورة

أظهرت أعداد ضحايا الحرائق المنزلية وحرائق السيارات، أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر في عدد الوفيات والإصابات وحجمها.

وحذر أطباء من أن الدخان الناتج عن الحرائق يؤثر بشكل أكبر على الأطفال، كما طالب معلمون باستحداث دروس توعوية في المناهج الدراسية، لمساعدة الأطفال على اتخاذ القرار السليم في هذا النوع من الحالات.

وتفصيلاً، أظهرت الأرقام الخاصة بضحايا حوادث الحرائق، التي أعلنتها الجهات المختصة في الدولة، أن الأطفال هم أول الضحايا.

وخلال الأعوام الخمسة الأخيرة (2018 - 2023) فقد 20 طفلاً من جنسيات مختلفة، حياتهم، في حوادث حرائق متفرقة، نشبت في بنايات سكنية وسيارات، ومنها وفاة سبعة أطفال في حادث حريق داخل منزل في الفجيرة عام 2018، كما توفي خمسة أطفال اختناقاً في حريق داخل منزلهم أيضاً في أبوظبي، خلال العام نفسه.

وقدرت الإحصاءات أعمار الأطفال الذين توفوا في تلك الحوادث ما بين عامين و10 أعوام، مؤكدة أن أسباب هذه الحوادث تعود إلى الإهمال، وعدم توافر شروط السلامة في بعض المرافق الخاصة بالمباني.

وعزا أطباء أطفال، وجهاز تنفسي، إبراهيم عطالله، وأيمن حسن، وليلى صلاح، وهالة محمد، سرعة إصابة الأطفال بالاختناق خلال الحرائق إلى تنفس صغار السن بمعدل أكبر من البالغين، ما يجعلهم أكثر عُرضة للتسمم بأول أكسيد الكربون، مشيرين إلى أن «معظم الحوادث يقع والضحايا نائمون لا يشعرون بالأدخنة، حيث يكون استنشاق الدخان عاملاً رئيساً في وقوع الوفاة».

وأكدوا أن النسبة الأكبر من الحوادث المنزلية، تحدث نتيجة قصور في معلومات السلامة لدى أفراد الأسرة، لافتين إلى إمكان تفاديها أو تقليل الخسائر الناجمة عنها بسهولة، باتخاذ تدابير احتياطية، مثل تعزيز السلوك الوقائي لدى الأفراد، وتركيب أجهزة الإنذار وكواشف الدخان للمساعدة في التعامل مع الحرائق قبل استفحالها وتزايد احتمالات خطرها.

وأشاروا إلى صعوبة مُعالجة الألم الناجِم عن إصابات الحروق، لتباين أنواعها وشدّتها، موضحين أن هناك ثلاثة أنواع منها، هي الحروق من الدرجة الأولى (الحروق البسيطة)، والحروق من الدرجة الثانية، وهي التي تؤثر في البشرة (الجلد الخارجي) والأدمة (تحت البشرة)، وتؤدي إلى شعور المُصاب بألم واحمرار الجلد وانتفاخه، وظهور قروح جلدية، والحروق من الدرجة الثالثة، وهي التي تتعدى طبقة الأدمة لتؤثر في الأنسجة العميقة، وبالتالي يكون لون جلد المُصاب أبيض أو أسود، وقد يُصاب الجلد المحروق بالخدر.

وحذروا من أن التهاون في الوقاية من الحرائق تنتج عنه أضرار بالغة، حيث يمكن أن يتسبب استنشاق دخان الحريق في التسمم بأول أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى تلف الدماغ الدائم، والإضرار بالقلب، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات قلبية تشكل خطراً على الحياة، ووفاة الجنين أو الإجهاض التلقائي، إضافة إلى التسبب في الوفاة.

وطالب معلمون، محمد عبدالسلام، وسعيد عصران، وفاطمة أبوالفضل، ونفين حسن، وهادية حسين، بإدخال التوعية من الحرائق وطرق التعامل معها في المناهج الدراسية، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال، لتعليم الأطفال خطورة اللعب بأي مواد قابلة للاشتعال، إضافة إلى الابتعاد عن موقع الحريق، وعدم الاختباء تحت السرير أو خلف الأرائك، خصوصاً أن الخوف من النيران يدفع الأطفال في بعض الحالات إلى الاختباء، ما يسبب الموت اختناقاً.

وأشاروا إلى إمكانية توفير دروس ضمن المناهج تخاطب المرحلة العمرية للطالب، وتزرع بداخله ثقافة التعامل مع الحريق، بحيث تتضمن هذه الدروس التعريف بأنواع الحرائق، والأسباب التي تؤدي إلى نشوبها، وطرق التعامل مع الحريق في بداياته، والتعريف بأدوات الإطفاء، وكيفية استخداماتها المختلفة، وأنواعها وأسس التعامل الصحيح معها، وطرق الوقاية والسلامة الواجب اتباعها من أفراد المجتمع لتفادي وقوع حوادث الحريق.


5 أسباب لإصابة الأطفال بالحروق

حددت دائرة الصحة في أبوظبي خمسة أسباب لإصابة الأطفال بالحروق المنزلية، هي:

• الحرارة الناتجة عن البخار، اللهب، المواد الكيميائية، والكهرباء.

•  استنشاق الدخان.

•  استعمال معدات غير آمنة.

•  التعرض لمواد سريعة الاشتعال.

•  استخدام الألعاب النارية.

وذكرت أن هذه الأسباب قد تؤدي إلى حروق من الدرجات الأولى والثانية والثالثة للأطفال.

وأشارت الدائرة في دليل إرشادي (أصدرته في وقت سابق)، إلى أن الأطفال الصغار والرضّع أكثر عرضة للإصابات الناجمة عن الحروق التي تقع بفعل السوائل الساخنة أو البخار، بينما الأطفال الأكبر سناً، يصاب معظمهم بحروق من النيران نتيجة تواصلهم المباشر معها، وهذا النوع من الإصابات الأكثر شيوعاً.

وحذرت الدائرة من أن الحروق تؤدي إلى إصابات خطرة، وقد تتسبب في ندوب، أو بتر للأطراف، أو عاهات بدنية، بجانب ما تخلفه من آثار نفسية، مطالبة بضرورة الالتزام بقواعد وإجراءات السلامة المنزلية التي من شأنها الحد من تعرض الأطفال لمثل هذه الحوادث.

وشددت على ضرورة التأكد من أن المنزل يحتوي على أجهزة إنذار من الدخان ومطفأة حرائق، والاحتفاظ بالكبريت والولاعات في أماكن مرتفعة بعيداً عن متناول الأطفال، والحرص على أن تعمل أسلاك التمديد والمقابس ضمن طاقتها الطبيعية، وعدم توصيل أكثر من سلكي تمديد، محذرة من ملامسة الأجهزة والأسلاك الكهربائية للماء.


الإنذار الكاذب

حذر سكان في أبوظبي من سلوكيات خاطئة، تؤدي إلى تكرار صفارات «إنذار كاذب» من حرائق داخل بناياتهم، من دون وجود حريق، إذ تنطلق صفارات الإنذار بصورة متكررة، وفي أوقات متأخرة من الليل، عازين السبب إلى ممارسات خاطئة من بعض السكان، مثل استخدام المباخر والشموع، أو الشي وتدخين الشيشة داخل المنزل، ما تنتج عنه أبخرة ودخان تُفعل أجهزة الإنذار، وتتسبب في عدم اكتراث بقية السكان بعد ذلك بالإنذار، نظراً لتكرار عمله دون وقوع حرائق، ما يشكل خطورة في حال حدوث حريق فعلي.

وأشاروا إلى أن هذه السلوكيات الخاطئة أدت إلى وقوع حرائق منزلية عدة على مستوى الدولة، خلال السنوات الماضية، نتجت عنها خسائر مالية وبشرية، وكان السبب الرئيس وراءها عدم اتخاذ الضحايا الاحتياطات اللازمة عند استخدامهما داخل المنزل، ما تسبب في وقوع حالات اختناق وحرائق منزلية.

تويتر