الاتحاد النسائي و الأمم المتحدة ينظمان فى نيويورك جلسة لإعادة التفكير في نموذج التمكين الاقتصادي للمرأة

 نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية- إدارة المرأة) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة (مكتب الدول العربية)، فعالية رفيعة المستوى تحت عنوان "المرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM كفرصة استثنائية لإعادة التفكير في نموذج التمكين الاقتصادي للمرأة: المرأة الإماراتية كنموذج يحتذى به"، والتي أقيمت بنيويورك في إطار أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة التي تنعقد من السادس وحتى السابع عشر من شهر مارس الجاري في نيويورك.

وجاءت الفعالية التي نظمها الاتحاد النسائي العام ضمن فعالياته بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، بمشاركة نخبة من القيادات النسائية، حيث تحدثت كل من الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية - جامعة الدول العربية هيفاء أبوغزالة، و مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بدولة الإمارات العربية المتحدة حنان منصور أهلي، و مديرة مختبرات المواد والتطبيقات -مركز بروج للأبحاث - مجموعة أدنوك بدولة الإمارات العربية المتحدة عائشة الهاشمي، و مديرة إدارة المرأة بقطاع الشؤون الاجتماعية – جامعة الدول العربية دعاء فؤاد خليفة، و المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة – مكتب الدول العربية الدكتورة سوزان ميخائيل، بحضور إيمان الريسى، رئيس قسم الشؤون الإقليمية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقالت الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام نورة السويدي: "يواصل الاتحاد النسائي العام بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، جهوده لتعزيز شراكاته الاستراتيجية مع المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية لدعم وتمكين المرأة في جميع المجالات والقطاعات وتسخير كل السبل للارتقاء بأوضاعها في شتى مناحي الحياة.

وأضافت السويدي: "كان من دواعي سرورنا التعاون مع جامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية- إدارة المرأة) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة (مكتب الدول العربية)، لتنظيم فعالية جانبية ضمن أعمال الدورة السابعة والستين للجنة الأممية المعنية بوضع المرأة، لمناقشة واستعراض موضوع بالغ الأهمية تحت عنوان "المرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM كفرصة استثنائية لإعادة التفكير في نموذج التمكين الاقتصادي للمرأة: المرأة الإماراتية كنموذج يحتذى به"، لا سيما وأن تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تكتسب أهمية حيوية في وقتنا الحاضر الذي تتوجه فيه الجهود نحو تعزيز ركائز اقتصاد المعرفة، نظراً لأن غالبية الوظائف المستقبلية ستكون في المهن التي تعتمد على تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".

وأكدت نورة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، أتاحت للمرأة الحضور المميز في ميدان العلوم المتقدمة مسجلة أرقاما عالمية قياسية في بعض المجالات مثل الفضاء والطاقة النووية، لتثبت المرأة الإماراتية أن طموحها لا حدود له في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً لوطنها، وذلك تناغماً مع جهودها المشهود لها ونهجها المستدام بتسريع وتيرة المساواة بين الجنسين، والتي بموجبها أصبحت الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به للتوازن بين الجنسين.

وتابعت السويدي: "أظهرت ابنة الإمارات خلال عملها في مجالات مثل الفضاء والصحة والهندسة والتكنولوجيا وغيرها من التخصصات العلمية، حجم القدرات والمهارات العالية التي تتمتع بها والتي أهلتها لتولي قيادة وإدارة أهم المهام والمشاريع الحيوية في قطاعات العلوم المتقدمة والفضاء والطاقة والصحة بكل كفاءة واقتدار، إذ لعب قطاع الفضاء الإماراتي دوراً مهماً في استقطاب المرأة الإماراتية بمختلف تخصصاتها الهندسية والعلمية والتقنية، لتعمل ضمن المشروعات الكبيرة، التي تطلقها الدولة في هذا القطاع، وفي مقدمتها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، الذي توج جهود الدولة في بناء موارد بشرية من الإماراتيين عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية".

وأوضحت السويدي أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تميز بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34 فالمائة من فريق العمل، واللاتي يعملن في الجوانب المختلفة للمشروع، منها العلمي والتقني والهندسي والإداري، فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%، وضعوا تصوراً شاملاً للبيانات والمحتوى العلمي، الذي يوفره المسبار ومتطلبات تحليلها، ومن ثم إمداد المجتمع العلمي العالمي بها للاستفادة من محتواها.

وأردفت نورة السويدي: "علاوة على ذلك تشكل المرأة 55.5 في المائة في مجلس علماء الشباب و37.5 في المائة في مجلس علماء الإمارات، كما تشكل ما يقارب ثلثي الطلبة الملتحقين بالجامعات الحكومية، وأكثر من نصف الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي الخاصة، وتمثل الطالبات الإماراتيات 70% من خريجي الجامعات، فيما يبلغ عدد الطالبات في كليات التقنية العليا أكثر من 10 آلاف طالبة. وتمثل النساء 56% من خريجي الجامعات الحكومية في الإمارات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و60% من خريجي معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي هن من الإناث".

واختتمت السويدي: "نفخر بالقيادات النسائية التي مثلت الدولة في هذه الفعالية الثرية، كما نعتز بنجاحات جميع النساء من صانعات التغيير، ونأمل أن يمثلن مصدر إلهام للجيل القادم وتوجيهه في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، لترسيخ أهمية العلم والمساواة بين الجنسين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

ومن ناحيتها أشادت الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية - جامعة الدول العربية هيفاء أبوغزالة، بإنجازات ونجاحات المرأة في العالم والمرأة الإماراتية على وجه الخصوص لما تمكنت من تحقيقه في فترة وجيزة من عمر الزمن مقارنة بدول العالم، حتى أصبحت مصدر إلهام ومثال يحتذى به، الأمر الذي ظهر جليا خلال الفعالية وما شاهدناه من نماذج نسائية إماراتية على قدر عالي من العلم والتطوير والإبداع، وذلك بفضل الدور الرائد لقادة ومؤسسي الدولة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في تمكين المرأة وتعزيز حضورها في ظل ما وضعته من استراتيجيات لبناء القدرات تجسدت في برامج ومبادرات شجعت المرأة على الدخول في كافة القطاعات.

وأكدت أن جامعة الدول العربية تضع قضية "تحقيق المساواة بين الجنسين في سياق الابتكار والتغير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي" كأحد أولوياتها، خاصة مع تنامي دور المعرفة في الاقتصاد، وتأثير الابتكار على التنمية وأهمية الشراكات على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في التنمية والابتكار والبحث، وذلك في إطار تنفيذ "أجندة تنمية المرأة في المنطقة العربية 2030"، وكذلك تنفيذا للإعلان الوزاري بشأن "المساواة والتكافؤ بين الجنسين من أجل التنمية والاستدامة البيئية": أجندة تنمية المرأة العربية (2023-2028) ": الرؤية الإقليمية للنهوض بأوضاع المرأة خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي بدورها تؤكد على أهمية العمل على محو الأمية الرقمية لصالح المرأة العربية.

وأضافت: "من الضروري اعتماد نهج جديد محوره الإنسان في قضايا التكنولوجيا ووضع احتياجات النساء والفتيات في صميم هذا النهج. وأن المنطقة العربية لديها فرصة فريدة للغاية للاستفادة من المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والاستفادة من حقيقة أن نسبة النساء اللائي يتابعن تعليمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أعلى من العديد من المناطق الأخرى في العالم. تفتح هذه الفرصة الفريدة الباب لإعادة التفكير في نموذج التمكين الاقتصادي للمرأة في المنطقة العربية على المدى القصير والطويل".

ومن جانبها أكدت مديرة المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء حنان منصور أهلي، أن دعم وتمكين المرأة في مختلف الميادين هو ما تسعى له دولة الإمارات العربية المتحدة، لتوحيد الجهود الرامية إلى تطوير وتعزيز دور المرأة كشريك أساسي في عملية التنمية ولاسيما في مجالات العلوم المختلفة.

وأضافت: تتنوع أسباب نجاح النموذج الإماراتي، ولعل من ضمنها 3 عوامل وهي:

أولاً أن الدستور يضمن حصول الجميع، رجالاً ونساءً، على فرص متساوية في التعليم.

ثانياً، أن دولة الإمارات عقدت شراكات مع عدد من المؤسسات التقنية الرائدة في العالم لدعم النساء والفتيات في ميادين العلوم وإعدادهن للمشاركة في هذه المجالات ضمن القوى العاملة في الدولة. فمثلاً عقدت المؤسسات التعليمية في الدولة شراكات مع مركز جونسون للفضاء تشمل عدد من المجالات، أبرزها الطاقة، والتكنولوجيا، والهندسة. كما عقد مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي شراكة مع أكثر من 40 شركة إماراتية وعالمية بهدف بناء وتأهيل جيل جديد من المبرمجين وتعزيز قدراتهم في مجالات البرمجة والتكنولوجيا. ولقد نجح هذا البرنامج الوطني لتمكين المبرمجين في دولة الإمارات في توفير أفضل الحلول المبتكرة لأكثر من 500 تحدي في القطاع الخاص والجدير بالذكر إن 47% من هؤلاء المبرمجين المهنين هم من الإناث.

ثالثاً، أن بلادي تحرص على تعزيز مشاركة المرأة في قطاعات التكنولوجيا، ومنها قطاع الفضاء، ونفخر بوجود أول رائدة فضاء عربية إماراتية، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الجهود، نظراً للمساهمات الفريدة للمرأة في هذه القطاعات الهامة.

وتابعت: "تشيد تقارير التنافسية العالمية بإنجازات دولة الإمارات في تمكين المرأة، وبأنها أصبحت ملهمة لدول المنطقة وللعديد من دول العالم. نفتخر بهذه الإنجازات لكونها إنجازات عربية تبرز النموذج العربي كمثال واقعي لتمكين المرأة في مجالات العلوم. وأؤكد على التزام دولة الإمارات بتعزيز فرص التمكين الاقتصادي للمرأة في كافة المجالات، كما ونتطلع إلى مواصلة العمل والتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين لتحقيق هذه الغاية".
وأكدت مديرة مختبرات المواد والتطبيقات - مركز بروج للأبحاث - مجموعة أدنوك بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة عائشة الهاشمي،  أن أدنوك رائدة في مجال التوازن بين الجنسين في قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة أن أدنوك ملتزمة بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح دولة رائدة في مجال المساواة بين الجنسين في المنطقة.

وأضافت: "اليوم، تشغل النساء في أدنوك 20٪ من المناصب القيادية العليا لدينا، و30٪ من المجندين الإماراتيين من النساء في عام 2022. لدينا حاليًا أكثر من 800 امرأة في المواقع (حوالي 40٪ منهن في مناصب فنية)، بشكل عام زيادة بنسبة 70٪ تقريبًا من النساء في المواقع منذ عام 2017، وقادت أدنوك أيضًا عددًا من المبادرات لتحسين فرص توظيف النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وإصلاح "خط الأنابيب المتسرب".

وتابعت: "عندما يتعلق الأمر بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فإن عدد الإناث في الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في أدنوك آخذ في الازدياد. تستثمر أدنوك في التعليم منذ عام 1974 مع التركيز على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). نحن نقدم تلك الخدمات من خلال عملنا مع الشركاء والسلطات الحكومية والمدارس في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال هذا الاستثمار، نلعب دورًا رائدًا في تزويد القوى العاملة المستقبلية بخلفيات علمية وهندسية ورياضية قوية، فضلاً عن زيادة المهارات مثل الإبداع والتعاون والتفكير النقدي بين طلاب دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تركز أدنوك بشكل خاص على الشابات الإماراتيات وتستثمر بكثافة في توظيف الخريجات الإماراتيات. وكمثال آخر على هذا الالتزام، فإن 48٪ من باحثي أدنوك هم من النساء. وفي عام 2021، عززت أدنوك زخم جميع برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) التي يتم تشغيلها بالتعاون مع شركائنا في منصة تعليمية مستدامة عبر الإنترنت مملوكة لأدنوك، أدنوك STEM for Life، والتي أسست نظامًا بيئيًا للمنظمات الشريكة المتعاونة بهدف مشترك لتحقيق أهداف وطنية".

تجدر الإشارة إلى أن أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة تعد أكبر تجمع سنوي بالأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين وتمكين النساء حيث تركز اللجنة هذا العام على الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتعزيز العمل لسد الفجوات بين الجنسين في هذا المجال.

تويتر