"الدفاع الدولي" يبحث مستقبل التبعات الاقتصادية والاجتماعية للتقنيات الحديثة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلق في أبوظبي اليوم مؤتمر الدفاع الدولي، المصاحب لمعرضي (آيدكس ونافدكس2023)، والذي تنظمه مجموعة أدنيك بالتعاون مع وزارة الدفاع وبشراكة استراتيجية مع مجلس التوازن وذلك بحضور أكثر 1800 مشارك من القادة والمسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.

وافتتح وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، فعاليات المؤتمر الذي أقيم تحت شعار" التكيف والاستكشاف والتحول، والبحث في إعادة تصور الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر مضطرب "، وتخلله 4 جلسات نقاشية شارك فيها 17 متحدثاً عالمياً بارزاً وتناولت التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد للتقنيات الحديثة، وتطوير المواهب وإدارة رأس المال البشري، وتأثير التقنيات على مستقبل العمليات الدفاعية، وتناقش الأفكار حول أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتقدمة.

وحضر الافتتاح وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل، عمر بن سلطان العلماء ووزير الدفاع في أرمينيا سورين بابيكيان، ووزير الإنتاج الدفاعي في جمهورية باكستان محمد اسرار تارين، ووزير الدفاع والخدمة الوطنية في تنزانيا إنوسنت لوغا باشونغوا، ووزير الدفاع في منغوليا سيخانبايار غورسيد، ووزير صناعة التكنولوجيا العالية في أرمينيا روبرت خانشاتريان،  وذلك إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في جهات حكومية وخاصة محلية ودولية.

وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، في كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر: "نواصل اليوم مسيرة تعاوننا المشترك من خلال مناقشة مفاهيم التكيف والاستكشاف والتحول، والبحث في إعادة تصور الأمن والمجتمع والتجربة الإنسانية في عصر مضطرب، ويعتبر المؤتمر فرصة لمناقشة جوانب متعددة من التحديات المتعلقة بأثر التقنيات الحديثة على مستقبل البشرية، من خلال أربع جلسات تتناول تلك التحديات، ولكن علينا أن نتذكر أن التحدي الأكبر، يكمن في قدرة البشر على مواجهة مخاطر الطبيعة وفي مقدمتها آثار التغير المناخي."

وأضاف:" مما لا شك فيه أننا نحيا اليوم في عصر ملئ بالاضطراب نتيجة التطور السريع والاعتماد المفرط على التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العصبية والحيوية والواقع الملموس، مما ترك آثاراً على المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية بما فيها تحقيق الأمن."

وتابع:" يتطلب الأمر اتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواكبة هذا الواقع، إلى جانب دراسة الكيفية التي يؤدي بها الدمج المتزايد للتقنيات في أماكن العمل إلى تغيير مناهج تنمية المواهب وإدارة رأس المال البشري، وكذلك دراسة التقنيات الناشئة على العمليات العسكرية الحديثة ومستقبل الحروب.

وأشار:" يتناول المؤتمر موضوع اكتشاف الحدود التالية، بالبحث في غريزة الإنسان لاستكشاف ما وراء الأبعاد الحالية للعالم الأرضي والماديّ، وتوسيع البصمة البشرية في كل من الفضاء والمجال الرقمي، متطلعين أن تخرج هذهِ الجلسات بنتائج ملموسة لصالح الإنسان.

وقال:" بينما نسعى لتحقيق الأمن في عصر الاضطراب، يترتب علينا أن نتكيف مع واقع الحال الذي نحيا به وعلينا أن نُلبي متطلباتِه، ومن جانب آخر، علينا أن نستكشف طبيعة التحديات وأن نبتكر الوسائل والأساليب للاستفادة من التطور التقني لإدارة مسيرة التحول بوعي كامل."
وأضاف وزير الدولة لشؤون الدفاع تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية بهدف إرساء الأمن لكي نتمكن معاً من ترسيخ الاستقرار في دول المنطقة والعالم، وهذا بدوره يتيح المجال لدفع عجلة الاقتصاد الوطنيّ في دولنا، كما يساهم بتحقيق التنمية المحلية والإقليمية والعالمية.

وأكد البواردي " يأتي تحقيق الأمن في مقدمة أولوياتنا، لإنه يفسح المجال أمام مجتمعاتنا للعيش بكرامة وفي بيئة آمنة، ويتيح الفرصة أمام حكوماتنا لبناء علاقات التعاون المثمر بين دولنا، ويساهم بحل النزاعات بالحوار والتفاهم، ما يؤدي إلى تحقيق سلام عالمي، ويدفع بعجلة التقدم والازدهار."

وقال:" لا يتحقق الأمن بالقوة والسلاح ولا بالتقنيات الحديثة وحدها، فهو منظومة وطنية متكاملة تنبع من أسلوب الحياة وثقافة المجتمع ومنجزاته القائمة على مجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية التي تدعو إلى احترام حقوق المجتمعات الأخرى وثقافاتها وتهدف لبناء علاقات إنسانية معها.

وتوجه إلى المشاركين في المؤتمر قائلاً:" أدعوكم للتأمل في نموذج التسامح والتعايش السلمي الذي تقدمه الإمارات، فبينما تحتضن جاليات من جميع الشعوب والثقافات، فهي تمنحُهم الفرصة للعيش والعمل على أرضِها بأمنٍ وسلام، كما تسعى الدولةُ إلى بناء جسور التعاون مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل."

وأضاف:" بالرغم من ظروف عدم الاستقرار والاضطرابات التي أحاطت بالمنطقة طوال أكثر من خمسين عاماً، استمرت الإمارات بمواجهة التحديات بكفاءة ولم تتوقف عن تحقيق التقدم وتقديم المنجزات، لإن قيادتها أرست الأمن ورسخت السلام بالتعاون مع جيرانها والمجتمع الدولي.

وقال:" ومع افتتاح الدورة السادسة عشر لمعرض الدفاع الدولي أيدكس 2023 غداً، ندعوكم للاستفادة من هذه الفرصة للاطلاع على أحدث التقنيات والأسلحة والمعدات التي تُساهم بإرساء الأمن والسلام، وتعزيز فرص التعاون الدفاعي المشترك بين دولنا، من خلال ترسيخ مفاهيم الردع."

من جانبه، قال رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي "آيدكس" و"نافدكس"، ومؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لهما اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، :" أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة الله، تحرص دوماً على تحقيق الاستقرار والأمن الإنساني ليس في دولة الإمارات فحسب، بل على المستوى العالمي، لتصبح نموذجاً ريادي في تخطي التحديات وتحقيق التقدم الحضاري ووجهة متميزة للتعايُش السلمي.

وأكد أن أهمية مؤتمر الدفاع الدولي تكمن في توفير منصة استراتيجية مثالية تستقطب نخبة من القادة وصناع القرار من مختلف دول العالم لتبادل الرؤى والأفكار البناءة حول العديد من القضايا العالمية وبلورة الحلول بشأنها لتحقيق الاستقرار والسلام وضمان الأمن الدولي.

بدوره، قال نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي (آيدكس ونافدكس) ومؤتمر الدفاع الدولي المصاحب لهما اللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن غافان الجابري، :" يوفر مؤتمر الدفاع الدولي منصة عالمية لمناقشة تطوير حلول أكثر فعالية للتحديات المتغيرة والمتسارعة التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر، واستراتيجيات أمنية ودفاعية تسهم في تحقيق وإرساء السلام على المستوى العالمي، كما يسلط الضوء على أحدث التطورات العلمية والتقنية، والدور المحوري والمهم لدولة الامارات وأبوظبي في النهوض بواقع ومستقبل قطاع الصناعات الدفاعية من خلال توفيرها حلقة وصل بين القادة والمختصين للعمل معاً على إيجاد صيغة لإعادة هيكلة المنظومات الدفاعية في مواجهة تحديات المستقبل.

وشهد المؤتمر 4 جلسات حيث شارك في الجلسة الأولى التي اقيمت بعنوان "الوعد والتبعات: الآثار والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية للانتشار المضطرد في تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية والعضوية والواقع الممتد

واختتم المؤتمر أعماله بالجلسة الرابعة بعنوان "الجبهات التالية"، والتي ناقشت الغريزة البشرية وتجاوز أبعاد العالم الواقعي الحالي وتوسع البصمة الإنسانية في مجالات الفضاء والعالم الرقمي، حيث تحدث فيها كل من المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء سالم بطي القبيسي،  والشريك في مجموعة " أي أف أيه" نيكوس باباتساس، إلى جانب آنا كارين روزن، الرئيس التنفيذي لشركة "ساب" في دولة الامارات، وبالمر لوكي مؤسس ومكتشف شركة “أوكلوس في آر"، وتولت إدارتها نوفر رامول، وهي مقدمة تلفزيونية في مؤسسة دبي للإعلام.

 

 

 

 

تويتر