دعم سخيّ لا يتوقف لمنارة الإسلام المعتدلة

في ظلال الأزهر والسماحة.. مصر والإمارات تنشران قيم المحبة

صورة

يجسد الدعم الإماراتي للأزهر الشريف بمختلف مؤسساته وهيئاته جانباً مهماً من أبعاد القيم المشتركة والروابط التاريخية وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة.

ومنذ تأسيس العلاقات الرسمية بين البلدين لم تدخر الإمارات وسعاً في تقديم أشكال الدعم كافة للأزهر الشريف، للقيام بواجبه المنوط به في نشر سماحة الإسلام واعتداله، ويحفل التاريخ بالكثير من المبادرات والمواقف التي عبرت عن حجم المكانة الكبيرة التي يحظى بها الأزهر لدى القيادة الرشيدة وشعبها كأحد أهم وأقدم المراجع الدينية المعتدلة في العالم الإسلامي.

ويرجع التعاون بين الإمارات والأزهر الشريف إلى السبعينات من القرن الماضي، واتخذ هذا التعاون أشكالاً متعددة لعل أبرزها الاتفاق بين الطرفين الذي نص على انتداب 30 مدرساً أزهرياً لتدريس مادة التربية الإسلامية في مدارس الدولة، وتعاون الإمارات مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - إحدى مؤسسات الأزهر - في مجال طبع ونشر كتب التراث الإسلامي، والإشراف على طباعة المصحف الشريف.

ويُعد مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، منارة لتعليم لغة القرآن الكريم واستقبال طلبة العلم من سائر الأرجاء بما يرقى لمستوى الرسالة المباركة التي تضع الإسلام في مكانته الحقيقية بعيداً عن التعصب والتشدد، في ظل رعاية الأزهر الشريف باعتباره المرجعية العلمية الإسلامية الكبرى.

ويهدف المركز الذي تم إنجازه عام 2011 بكُلفة 3.4 ملايين دولار، وتكفلت به مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، إلى تقديم أفضل الخدمات للطلاب الوافدين لتعلم اللغة العربية، تمهيداً لالتحاقهم بجامعة الأزهر، إذ خصص للمركز مبنى يشتمل على 19 حجرة دراسية، وثلاثة معامل صوتية، وحجرتي تدريس وقاعة لاستراحة المعلمين، وقاعة استراحة للطلاب وأخرى للطالبات، وقاعة الشيخ زايد للمؤتمرات العلمية، ومكتبة.

أخوة إنسانية

وتسلم الأزهر الشريف في عام 2011 مشروع «محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها عبر الإنترنت»، الذي يتضمن توثيق وحفظ مخطوطات الأزهر البالغة 50 ألف مخطوطة تضم أكثر من ثمانية ملايين صفحة تغطي 68 فرعاً، وتخزين أكثر من 125 ألف مرجع وإنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسة.

ودشنت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية في عام 2014 مركزاً ثقافياً إسلامياً في مصر تحت اسم مركز زايد للثقافة والتكنولوجيا، تابعاً لجامعة الأزهر الشريف.

وفي عام 2015 وقعت مشيخة الأزهر الشريف والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف اتفاقية لافتتاح أول فرع في العالم لجامعة الأزهر في دولة الإمارات، وقد بدأت الجامعة عملها في مدينة العين، في العام الدراسي 2016، بثلاثة تخصصات، هي الدعوة والإعلام، والتربية الإسلامية، والدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية.

واستضافت دولة الإمارات في فبراير 2019 المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بهدف تعزيز الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، وتزامن المؤتمر مع الزيارة التاريخية المشتركة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، للدولة.

وصدر عن الزيارة التاريخية خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية «وثيقـة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» التي وقّع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية.

صرح تنويري

وفي نوفمبر 2021 أعرب المجلس الأعلى للأزهر الشريف، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على إتمام إنشاء مكتبة الأزهر الجديدة التي تُعد صرحاً علمياً تنويرياً شامخاً، يعيد أمجاد مكتبة الأزهر القديمة قبل أن يكون لها مبنى مستقل بمقر مشيخة الأزهر.

ويعكس تدشين المكتبة الجديدة حجم التعاون بين الإمارات والأزهر الشريف في خدمة الدين والعلم والارتقاء بالبحث العلمي، وإتاحة المصادر والمراجع العلمية المتنوّعة والمخطوطات التاريخية والنادرة أمام الباحثين من مختلف أرجاء العالم.

وتُعد المكتبة كنزاً ومرجعاً ورافداً مهماً وقوياً للباحثين من مختلِف أنحاء العالم، وتلعب دوراً رائداً وفعالاً في نشر الثقافة والعلوم الإسلامية واللغة العربية والعلوم الحديثة، وحفظ التراث الإسلامي العظيم الذي تضمه، ويبلغ عدده 116 ألفاً و133 كتاباً في مختلف العلوم والفنون، تقع في أكثر من نصف مليون مجلد.

• التعاون بين الإمارات والأزهر الشريف يرجع إلى السبعينات من القرن الماضي، واتخذ أشكالاً متعددة.

• الإمارات حظيت بأول فرع في العالم لجامعة الأزهر، وبدأت عملها في مدينة العين، في 2016.

• 2011 العام الذي تسلم فيه الأزهر مشروع «محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها عبر الإنترنت»، الذي يتضمن توثيق 50 ألف مخطوطة.

للاطلاع على ملحق خاص بمناسبة الاحتفال بـ 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية (2-4)، يرجى الضغط على هذا الرابط.


مشروعات

في عام 2013 أعلن مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن مبادرة لتمويل مشروعات عدة في الأزهر الشريف، تبلغ كُلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم وتشمل إنشاء أربعة مبانٍ لسكن طلاب الجامعة توفر 81 وحدة سكنية لإقامة الطلاب المغتربين وبناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجياً بما يسهم في ربط الأزهر الشريف إلكترونياً بالعالم، وإنشاء معهد الشعبة الإسلامية الأزهري الذي يسع 1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة.

تويتر