تمتد بجذورها عميقاً

العلاقات الثقافية بين الإمارات ومصر.. من زمن البعثات وحتى «إكسبو دبي».. (فيديو)

صورة

دائماً ما كانت الثقافة ركناً أصيلاً في العلاقة الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات ومصر، والتي تمتد بجذورها عميقاً، وتعكس عمق ما يجمعهما من قيم مشتركة وأواصر الأخوة والصداقة الراسخة.

وأسهمت البعثات التعليمية والطبية منتصف القرن الماضي، والتي جاءت من مصر إلى الإمارات في نشر التعليم النظامي الحديث وتطوير المجال الصحي في الإمارات.

وخلال مرحلة الستينات وقبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك بعثات تضم طلاباً من أبناء الإمارات للدراسة في مصر.

وكانت أول بعثة دراسية لمصر في عام 1927، حيث كان الطالب محمد بن سعيد بن غباش أول المبتعثين لمصر للدراسة، ثم توالت البعثات الدراسية لمصر.

وفي عام 1964، كان من بين مجموعة المبتعثين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وتمثل زيارة كوكب الشرق «أم كلثوم» إلى أبوظبي، لإحياء حفلتين غنائيتين بمناسبة عيد جلوس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتحضير للاحتفال بقيام الاتحاد، مناسبة فنية تاريخية، بارزة في مسيرة التعاون الثقافي والفني بين البلدين.

فعاليات دائمة

ومنذ قيام دولة الاتحاد، لم ينقطع التعاون الثقافي والفني والإعلامي بين البلدين، سواء على الصعيد الرسمي من خلال توقيع اتفاقيات التعاون بين الجهات المعنية، أو على المستوى الشعبي من خلال الفعاليات والأنشطة المتعددة التي يتم تنظيمها والمشاركة فيها من قِبل مثقفين وفنانين وكتاب ومبدعين من الجانبين، بما يشمل الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى بينهما في المجال الثقافي.

وعلى مدى 50 عاماً من العلاقات الوثيقة، قامت الإمارات بتبني وتنفيذ العديد من المشروعات البارزة، فشيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر، وذلك في عام 1992، فيما قدمت دولة الإمارات ما يقارب 200 مليون درهم (50 مليون دولار) كمنحة لترميم متحف الفن الإسلامي في مصر.

كما حرصت الإمارات على دعم مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية، عبر تقديم 21 مليون دولار (أكثر من 77 مليون درهم)، لتصبح على ما هي عليه اليوم.

وفي السياق نفسه؛ شهدت العلاقات الإماراتية المصرية، توقيع 18 اتفاقية ثقافية بين مؤسسات إماراتية ومكتبة الإسكندرية في مصر.

وفي مبادرة لاقت تقديراً مصرياً وعربياً كبيراً؛ تكفّل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في 2011، بترميم مبنى المجمع العلمي في القاهرة، الذي تعرض لحريق في 17 من ديسمبر 2011، أتى على كثير من كنوزه، من مخطوطات وخرائط وكتب نادرة، من بينها كتاب «وصف مصر».

كما تعهّد سموّه بتزويد المجمع، الذي أنشئ عام 1798 بقرار من نابليون بونابرت، بنسخ أصلية من الكتب المحترقة.

تقدير متبادل

واحتفل الأزهر، في عام 2011، بإنجاز مشروع محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر ونشرها على الإنترنت، والذي أقيم بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتسلمت مشيخة الأزهر المشروع الذي يتضمن توثيق وحفظ مخطوطات الأزهر البالغة 50 ألف مخطوطة تضم أكثر من ثمانية ملايين صفحة تغطي 63 فرعاً، وتخزين أكثر من 125 ألف مرجع وإنشاء شبكة اتصالات داخلية للربط بين المعاهد الأزهرية الرئيسة.

وشهد عام 2014، بدء العمل بمشروع إنشاء مكتبة الأزهر الجديدة على مساحة 20 ألف متر مربع، وذلك بتمويل إماراتي، بهدف ربط الأزهر الشريف إلكترونياً إقليمياً وعالمياً وتوفير أحدث المراجع العلمية التي يمكن أن يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى أيضاً.

وتعبيراً عن التقدير للدور الإماراتي الداعم لقطاع الثقافة في مصر قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مايو 2015 قلادة الجمهورية، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي منحت له بموجب قرار جمهوري صادر في 29 ديسمبر 2013، تقديراً لمواقف سموه الداعمة لقطاع الثقافة في مصر وحرصه على إنشاء دار جديدة للوثائق القومية بمنطقة الفسطاط.

من جانبها؛ أسست مؤسسة زايد للأعمال الخيرية مركزاً ثقافياً إسلامياً في مصر تحت اسم «مركز زايد للثقافة والتكنولوجيا» تابع لجامعة الأزهر الشريف.

وحرصت مصر على المشاركة بجناح مميز في «إكسبو 2020 دبي» وزار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الجناح المصري، واطلع على معروضاته.

وستضم «مدينة إكسبو دبي» ضمن أجنحتها المختارة الجناح المصري، ما يُشكل انعكاساً لتميز العلاقات الثنائية.

كذلك تشهد العلاقات بين الإمارات ومصر تعاوناً وثيقاً في مجال الإعلام، إذ يقوم الإعلام في البلدين بدور أساسي في ترسيخ وتقوية العلاقات ودعم مسيرة تطورها وإبراز المنجز التنموي والثقافي بدولة الإمارات، ومصر، إذ ترتبط الدولتان ببروتوكول تعاون إعلامي منذ عام 1988 لتعميق وتطوير ودفع التعاون الإعلامي بينهما.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

للاطلاع على ملحق خاص بمناسبة الاحتفال بـ 50 عاماً من العلاقات الإماراتية المصرية، يرجى الضغط على هذا الرابط.


• قبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك بعثات تضم طلاباً من أبناء الإمارات للدراسة في مصر.

• احتفل الأزهر الشريف، في 2011، بإنجاز مشروع محمد بن راشد آل مكتوم لحفظ مخطوطات الأزهر.

• منذ قيام دولة الاتحاد، لم ينقطع التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين، على الصعيدين الرسمي والشعبي.

• 200 مليون درهم قدمتها الإمارات منحة، لترميم متحف الفن الإسلامي في مصر.

• 77 مليون درهم قدمتها الإمارات لدعم مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية، لتصبح على ما هي عليه اليوم.

تويتر