أكبر مشروع تخزين استراتيجي في العالم

26 مليون متر مكعب مياهاً جوفية في «مخزن الخير»

المياه الجوفية في أبوظبي من مصادر غير متجددة وبات من الضروري حمايتها. من المصدر

كشفت هيئة البيئة في أبوظبي، عن تخزين 26 مليون متر مكعب من المياه الجوفية، في مخزن الخير (الخزان الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم)، حيث تُعد هذه المياه احتياطياً استراتيجياً لتزويد مدينة أبوظبي بـ180 ألف متر مكعب (40 مليون غالون يومياً) لمدة 90 يوماً، للتغلب على أي نقص في الإمداد بموارد المياه العذبة، ويتم فعلياً تشغيل نحو 80% من هذه الآبار، وتظل 20% احتياطية، مشيرة إلى أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في إدارة «مخزن الخير».

وأكدت الهيئة أن المياه الجوفية في إمارة أبوظبي من المصادر غير المتجددة، لذا بات من الضروري حماية هذا المورد الطبيعي المهم، ولذلك تمت مواصلة الجهود لمراقبة استخدامات المياه الجوفية، إضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة لتقييم الاستدامة طويلة المدى لخزانات المياه الجوفية العميقة في الإمارة، مشيرة إلى أنها بدأت تقييماً جديداً لاتجاه جودة المياه الجوفية، يتضمن جمع 188 عينة من المياه الجوفية، بهدف دراسة التغيرات في جودة المياه الجوفية، ومقارنتها ببيانات خط الأساس لعام 2018، وتقييم التلوث المحتمل، ووضع خطة العلاج اللازمة، وإجراء دراسة حالة مكثفة عن الأشكال الملحوظة للتلوث.

وأوضحت الهيئة في تقريرها السنوي الصادر أخيراً، أنها تدير خزان الخير من خلال الذكاء الاصطناعي، حيث يتم من خلاله التحكم في الاختيار التلقائي لضخ الآبار لكل حوض، بناءً على مستويات الملوحة التي يتم حسابها بناءً على مدخلات النماذج العددية، وقياسات المستشعرات، مشيرة إلى أنها طورت نموذجاً للإدارة الذكية لـ«مخزن الخير»، يهدف إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ولغة الآلة لإدارة وتشغيل آبار المياه التي يتم ضخها من 315 بئراً جوفية، والتحكم في نوعيتها، بحيث تظل ضمن المواصفات والمعايير المسموح بها لمياه الشرب في إمارة أبوظبي، إضافة إلى خفض الكلفة التشغيلية، وتقليل تدخل العنصر البشري فيها، وتحقيق أعلى كفاءة دون حدوث أية أخطاء، إضافة إلى تطوير نمذجة رقمية لمحاكاة حركة المياه الجوفية في «مخزن الخير»، لاختبار سيناريوهات تشغيل المشروع، حيث تم الانتهاء من تطوير أول قاعدة بيانات للمشروع التي تضم 315 بئراً إنتاجية و111 بئراً للمراقبة، وطبقات الخزان الجوفي.

وأشارت الهيئة في تقريرها إلى أنها، في إطار حماية المياه الجوفية في إمارة أبوظبي، قامت بإجراء 1100 زيارة لأكثر من 440 بئراً جوفياً في الإمارة، لمراقبة وقياس مستوى المياه، بصيانة 110 آبار مراقبة خارجة من خلال إقامة أسوار وقائية مع تركيب لافتات، الأمر الذي أسهم باستقرار القواعد حول الآبار الجديدة، واستقرار المناطق المحيطة بها. وقد بلغت الكفاءة الإجمالية للآبار المؤتمتة التي تمت صيانتها 94% خلال عام 2021. ولفتت إلى إكمال المرحلة الأولى من إعداد الخريطة الهيدروجيولوجية لدولة الإمارات، التي تعتبر مهمة للتعرف إلى الوضع الحالي لإمكانات الخزانات الجوفية في الدولة، ووضع الخطط والبرامج لحمايتها، لضمان الرفاه الاجتماعي للسكان والنمو الاقتصادي.

وستكون الخرائط التي يتم إعدادها بمثابة مرجع دقيق وسهل لصناع القرار والمشرّعين والباحثين في مجال المياه الجوفية والسطحية. وحتى نهاية العام الماضي، تم الانتهاء من نحو 45% من المشروع، الذي يتضمن تقديم تقرير أولي، وتقرير تحليل فجوات البيانات. كما تم الانتهاء من 80% من الدراسات الميدانية، وإصدار النسخة الأولى من خرائط الإمارات الشمالية.

55 مبادرة لإدارة موارد المياه

أكدت هيئة البيئة في أبوظبي، في تقريرها السنوي، أن العام الماضي شهد تحقيق العديد من الإنجازات، في مقدمتها إطلاق خطة الإدارة المتكاملة لموارد المياه في أبوظبي، التي تتضمن 55 مبادرة ومشروعاً وبرنامجاً يتم تنفيذها على مدى السنوات الـ10 المقبلة، وذلك بهدف تحقيق استدامة الموارد المائية، بما في ذلك الجدوى الاقتصادية والاستثمارات الرأسمالية لتحقيق التنمية في جميع القطاعات التي تستخدم الموارد المائية في أبوظبي.

وأشارت الهيئة إلى أنه تم إجراء تقييم شامل لموارد المياه الجوفية العميقة في أبوظبي خلال عام 2021، وإجراء تقييم نوعي وكمي متكامل لتحديد فرص التنمية المستدامة واستخدام الموارد المحتملة لخزانات المياه الجوفية العميقة في إمارة أبوظبي، حيث تم إكمال 55% من المشروع، الذي تضمن تقديم تقريرين رئيسين، التقرير المبدئي، وتقرير اختيار موقع الحفر العميق. كما تم الانتهاء من حفر بئرين استكشافيتين بعمق 400 و700 في منطقة العين.

• إكمال المرحلة الأولى من الخريطة الهيدروجيولوجية لدولة الإمارات للتعرف إلى إمكانات الخزانات الجوفية.

تويتر