أكد أهمية تنمية المهارات النفسية والاجتماعية لتعزيز التعافي

خبير نفسي: الإدمان يوقف نمو المراهق ذهنياً وعاطفياً واجتماعياً

صورة

أكّد خبير قطاع الرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، الطبيب النفسي الدكتور حسين المسيح، أهمية دور التأهيل النفسي في إعادة تشكيل الفهم الاجتماعي والإحساس العاطفي عند المتعافين من الإدمان.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن الإدمان على المواد المخدرة يعطل نمو الفرد اجتماعياً وذهنياً وعاطفياً، ويجعله حبيس المرحلة الذهنية والعمرية التي بدأ فيها تعاطي المخدرات.

وأضاف أن «الفرد كلما بدأ بالتعاطي في سن صغيرة، مثل مرحلة المراهقة التي تعد جزءاً من سنوات الطفولة، فان الخلل يبدو جلياً في أشكال تعطل نموه ونضجه على مستوى كل القدرات التي تتأخر، ولا تتطور أسوة بالإنسان غير المدمن الذي يمارس حياته بشكل طبيعي يمكنه من التفاعل وبناء شخصيته وأفكاره بشكل سوي وسليم».

وتتولى الهيئة تقديم خدمات التأهيل النفسي والاجتماعي للمتعافين من الإدمان عبر مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي الذي يهدف إلى تقديم خدمات الرعاية اللاحقة للفئات المعرضة للخطر من جراء تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ومساعدتهم على التخلص من الآثار الجسيمة للإدمان.

ويأتي عمل المركز ضمن جهود الهيئة المستمرة في مجال الحماية والتنمية الاجتماعية، إذ يسهم عبر برامجه التأهيلية في الحد من انتشار الإدمان وتعاطي المواد المخدرة عند فئة الشباب، وكذلك في نشر ثقافة الوعي بين الجمهور حول مخاطر الإدمان.

وشرح المسيح أهمية فهم حالة المدمن حين يكون في طور التعافي من الناحية النفسية للتمكن من مساعدته في التغلب على مشكلته، مؤكداً أن التعاطي لا يسمح للشخص بأن يتطور وينمو عاطفياً وذهنياً واجتماعياً، وبالتالي فهو لا يدرك الآثار السلبية التي تطول كل من حوله في دائرته الأسرية الصغيرة، ولا يشعر بمعاناة والديه أو أطفاله أو زوجته.

وفي تفاصيل شرح حالة المدمن سيكولوجياً، قال المسيح إن الطالب المراهق حين يواجه مشكلة معينة في المدرسة، سواء مع أقرانه من الطلاب أو مدرسيه، أو فهم المنهج التعليمي، فانه حين يكون مدمناً لا يتعامل مع تلك المشكلات بالمواجهة وتفكيك أجزائها بالعقل، بل تجده معتمداً على المواد المخدرة التي يتعاطاها للهروب من تلك المشكلات، وهو يفقد بذلك فرصة التعلم وتنمية المدارك الذهنية والحالة الشعورية والعاطفية التي تنشأ عادة عن تجربة الإنسان في التعامل مع أمور حياته.

ووصف المسيح المدمن بكائن متقوقع في دائرة صغيرة جداً من الفهم العاطفي لنفسه وللآخرين، لا تصله معاناة الآخرين ولا يفهمها ولا يستطيع أن يحس بها، وبالتالي لا يمكنه إدراك المعاناة النفسية التي يعيشها أفراد أسرته بسببه.

وتابع أن ذلك يجعل بعض المدمنين يستمرون بالتعاطي ويستمرون بالأذى من دون أن يشعروا بأيّ مشكلة تجاه من يؤذونهم.

وأوضح المسيح أن جزءاً مهماً من التأهيل النفسي الذي يخضع له المدمنون في طور التعافي يركز على معالجة هذا الخلل، وعلى تدريب المدمن على كيفية التعامل مع المشكلات ومع مشاعره وعواطفه في حالات الفرح والغضب والحزن ومختلف الأوضاع الحياتية. كما يتم تعليمه كيف يقرأ عواطف الآخرين ويفهم مشاعرهم.

«عونك»

يتركز دور مركز عونك للتأهيل الاجتماعي حول الوظائف التالية:

•  رفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع للوقاية من مخاطر التعاطي والإدمان.

•  تأهيل المتعافين للاستمرار في التعافي من خلال برامج علاجية مناسبة وفق الأسس العلمية المعترف بها.

•  دعم المتعافين وأسرهم من خلال برامج الدمج والرعاية الاجتماعية.

•  دمج المتعافين في المجتمع كأفراد فاعلين ومنتجين.

•  تنمية المهارات النفسية والاجتماعية ومهارات التعافي للمتعافين.

•  منع الانتكاسة والحد من العودة للتعاطي.

•  المتابعة الدورية للمتعافين.

• «هيئة تنمية المجتمع» تتولى تقديم خدمات التأهيل النفسي والاجتماعي للمتعافين من الإدمان عبر مركز «عونك».

 

تويتر