الإمارات وإسرائيل.. آفاق واعدة تدعم تحقيق الازدهار والاستقرار

شكل الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين الإمارات وإسرائيل خطوة مفصلية نحو إحلال السلام وتعزيز الأمن ودعم الاستقرار في المنطقة. ورغم مرور عام على توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر 2020، فقد كان لافتاً أن العلاقات الثنائية بين البلدين حققت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات والقطاعات تعززه لغة الأرقام. فقد بلغت قيمة التجارة البينية بين الإمارات وإسرائيل أكثر من 3.5 مليارات درهم حتى نهاية سبتمبر 2021، وتجاوزت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 2.9 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وفي مارس الماضي أنشأت دولة الإمارات صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار بقطاعات استراتيجية في إسرائيل، تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها.

وجاء إنشاء الصندوق في إطار التزام البلدين بتنمية العلاقات الاقتصادية والتدفق الحر للسلع والخدمات، وكذلك التعاون في مجالات إقامة المعارض وتبادل الخبرات والمعارف وزيارات الوفود والتعاون بين الغرف التجارية، وكذلك في مجال التقنيات الزراعية وتعزيز البحث والتطوير المشترك.

وبناء على رؤية الاتفاق الإبراهيمي للسلام وإيماناً بالهدف المشترك المتمثل في تحقيق الرفاه لشعبي البلدين وشعوب المنطقة شكل البلدان لجنة اقتصادية مشتركة برئاسة وزارتي الاقتصاد بهدف إزالة الحواجز وتحفيز التجارة الثنائية، حيث تم إطلاق محادثات بين البلدين للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين تحت مظلة الاتفاق الإبراهيمي للسلام.

ويأتي إطلاق محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل في إطار «مشاريع الخمسين» لتوسيع آفاق شراكات الإمارات الاقتصادية مع ثماني أسواق عالمية مؤثرة ضمن استراتيجيتها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، والذي يتمتع بقدر أكبر من الحيوية والتنافسية والانفتاح والمرونة.

وشهد التعاون الثنائي بين الإمارات وإسرائيل تطورات ملحوظة عقب توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام، خصوصاً في مجالات الطاقة والبيئة والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة والتعليم والبحوث وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وقد جرى التوقيع على أكثر من 60 اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، كما جرت محادثات لاستكشاف آفاق تعاون أرحب في مجالات الطيران والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتحلية المياه والذكاء الاصطناعي، وغيرها من مجالات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

وتنطلق دولة الإمارات في علاقتها مع دول العالم أجمع مرتكزة إلى وثيقة «مبادئ الخمسين». وأسهم الاتفاق الإبراهيمي في إرساء دعائم السلام في المنطقة وفتح نوافذ أمل وفرص للشباب وللأجيال المستقبلية، وهو ما يعكس نهج الإمارات الراسخ القائم على التسامح وإعلاء القيم الإنسانية والتعايش والتضامن الإنساني.

ودشن افتتاح سفارة الإمارات في تل أبيب وافتتاح سفارة إسرائيل في أبوظبي حقبة جديدة من التعاون والتطور والازدهار والعلاقات المتنامية بين البلدين والشعبين، فيما مثل الجناح الإسرائيلي في «إكسبو 2020 دبي» جسراً لتنمية العلاقات مع دول العالم تحت شعار «نحو الغد».

ويمتلك البلدان رؤية استراتيجية واضحة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين اثنين من الاقتصادات المزدهرة في المنطقة، وفتح المجال للاستثمارات وخلق فرص الشراكة لدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي لصالح شعبيهما والأجيال المقبلة.

ويواصل البلدان تعميق الحوار الاستراتيجي الوثيق والتعاون الثنائي لمواجهة التحديات الإقليمية واغتنام الفرص، بما يوفر آلية فعالة لتعزيز القوة الإيجابية للسلام والنهوض بالمنطقة، وتقديم نموذج متفرد لأهمية السلام في تحسين حياة الشعوب.

• 3.5 مليارات درهم قيمة التجارة البينية بين الإمارات وإسرائيل حتى نهاية سبتمبر 2021.

• البلدان يواصلان تعميق الحوار الاستراتيجي الوثيق بما يوفر آلية فعالة لتعزيز القوة الإيجابية للسلام والنهوض بالمنطقة.

تويتر