فاطمة الكندي: أب يطلب سجن ابنه وآخر يطرده من المنزل

مختصة اجتماعية: الحوار ضرورة للتقارب بين الآباء والأبناء

صورة

قالت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل، في شرطة دبي، فاطمة الكندي، إن هناك آباء يتعسفون في استخدام سلطتهم الأبوية بحق أبنائهم، الأمر الذي ينعكس سلباً على العلاقة بين الطرفين، لافتة إلى أن الإدارة تعاملت مع حالات عدة من هذا النوع، خلال الفترة الأخيرة، قبل أن يتبين أن الآباء بالغوا في استخدام أبوتهم تجاه أبنائهم، وأفرطوا في الارتياب بهم، وفي ابتكار أساليب لمعاقبتهم، من دون أن يكون هناك ما يسوغ ذلك فعلاً.

وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن أحد مراكز الشرطة استقبل أخيراً أباً غاضباً، طلب إيداع ابنه السجن، بدعوى جنوحه، وخروجه عن السيطرة، وآخر طرد ابنه من المنزل، بسبب عودته في وقت متأخر، من دون أن يلقي بالاً لما قد ينجم عن ذلك من مخاطر، مشيرة إلى أن الابنين في الحالتين السابقتين لم يكونا بالسوء الذي ادعاه أبواهما، بل هما متفوقان ويتحليان بصفات اجتماعية إيجابية.

وبينت الكندي أن غياب الحوار بين الآباء والأبناء، خصوصاً في مرحلة المراهقة، يفاقم المشكلات البسيطة، لافتة إلى أن كثيراً من الآباء يسيئون استخدام سلطتهم الأبوية، في كثير من الحالات، فيتصرف أحدهم بقدر من التعسف والقسوة مستفيداً من كونه المتحكم في نفقات ابنه. وبمجرد حدوث خلاف بينهما يتعامل معه بنوع من القسوة. وتابعت أنها لم توبخ ابناً على الإطلاق بسبب شكوى والده، لأن كثيراً من الأبناء الذين يبلغ عنهم ذووهم لا يكونون بدرجة السوء التي يصفونهم بها، بل إن كثيرين منهم متفوقون وملتزمون أخلاقياً واجتماعياً، مشيرة إلى أب لجأ إلى الشرطة حين اكتشف أن أحد أصدقاء ابنه يتعاطى المخدرات، مع أن الولد نفسه لم يكن يعرف ذلك، ولم يدخن سيجارة في حياته، بل هو مجتهد ومتفوق في دراسته.

وأكدت أن الأب يقسو أحياناً، كونه الطرف الأقوى، فيما ابنه لا حول له ولا قوة، فيستخدم الأول سلطته بطريقة مزعجة، تنفر الابن، وتؤثر فيه نفسياً، وقد تترك تأثيرات عميقة في مسار حياته مستقبلاً.

وحذّرت من خطأ يقع فيه البعض، وهو طرد الابن من المنزل إذا أتى متأخراً، أو لأي سبب آخر، لأن هناك من يتلقفه في الخارج، وربما يكون تصرف مثل هذا سبباً في انحرافه.

وأوضحت الكندي أن الأبوين اللذين يحرصان على تنشئة أبنائهما بطريقة سليمة وسوية، لن يعانيا إطلاقاً عند بلوغهم مرحلة المراهقة (من 12 إلى 18 عاماً)، بل تزيد فرصهما في الحصول على ابن أو ابنة ناجحين، ومكتملين سلوكياً ونفسياً.

ولفتت إلى ضرورة الانتباه إلى أن الفتى أو الفتاة في مرحلة المراهقة يمران بتغيرات فسيولوجية ونفسية كثيرة في مرحلة اكتشاف النفس، لذا يجب أن يتفهم الأبوان ذلك، ولا يسرفان في العقاب إذا أخطأ الابن، بل يجب استيعابه ومصادقته واحتواؤه.

وأوضحت الكندي أن هناك فهماً خاطئاً للحقوق والواجبات من الطرفين في بعض الحالات، وهنا تبرز أهمية الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، التي تتولى تقريب وجهات النظر، والتوعية بهذه الجوانب، ومحاولة احتواء الطرفين، مؤكدة أن الحالات التي تعاملت معها تكللت بالنجاح، خصوصاً أن قسم الدعم الاجتماعي يتولى متابعة الحالة إلى أن يطمئن إلى استقرارها.

وأضافت أن هناك، في المقابل، أبناء يلجأون إلى الشرطة للإبلاغ عن ذويهم نتيجة سوء فهم للقانون، إذ يحرصون على الحصول على حقوقهم دون النظر إلى واجباتهم، مثل مراهقة آسيوية تطاولت على والدها، وأفادت بأنه لا يوفر لها كل احتياجاتها، فيما القانون يلزمه بالإنفاق عليها بغض النظر عن سلوكياتها معه.


آباء وبنات

قالت رئيس قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية المرأة والطفل، في شرطة دبي، فاطمة الكندي إن هناك حالات يقع فيها الآباء ضحية لتهور أبنائهم، أو عدم فهمهم القانون، مشيرة إلى أن فتاة خليجية اتهمت والدها بأنه يتعامل معها بقسوة، وقدمت بلاغاً للشرطة تطلب فيه وضع حد لتصرفاته معها.

وتابعت الكندي أن «الفتاة عادت مع والدها إلى المنزل، لتواصل العيش في كنفه، وتحصل منه على مصروفها واحتياجاتها. ومع ذلك، فهي لم تتنازل عن البلاغ الذي قدمته ضده، معتبرة أن التزاماته تجاهها جزء من حقها القانوني، وأنها ستحصل عليها بقوة القانون إذا رفض تقديمها لها». وأضافت الكندي أن «هناك مراهقة أخرى دأبت على التصرف بطريقة جانحة نسبياً على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل نشر صور غير مقبولة بالنسبة لسنها. وحين حاول والدها توجيهها تطاولت عليه، كما تجاوزت بحق والدتها، ما دفع الأب إلى التفكير في إعادتها مع أمها وشقيقتها إلى بلدهم. وعند مناقشتها في ذلك، ردّت بأن القانون يمنعه من ذلك، وبأن هذا ليس من حقه».

غياب الحوار بين الآباء والأبناء، خصوصاً في مرحلة المراهقة، يفاقم المشكلات البسيطة.

الأبوان اللذان يحرصان على تنشئة أبنائهما بطريقة سوية، لن يعانيا عند بلوغهم مرحلة المراهقة.

تويتر