لمساعدة أطفالهن أثناء غيابهن عن المنزل

أمهات موظفات يدربن خادمات على برامج التعلم عن بعد

أفادت موظفات في المنطقة الشرقية، يعملن خلال الفترة الصباحية، بأنهن قمن بتدريب المساعدة المنزلية لديهن على نظام وبرامج التعلم عن بعد، من أجل مساعدتهن في تدريس أبنائهن، ومتابعة دروسهم عبر التطبيقات، خصوصاً ممن لديهن ثلاثة أبناء فأكثر في المراحل التأسيسية. وأكدن أن التعليم عن بعد يتطلب وجود شخص مع الأطفال لمساعدتهم على تلقي دروسهم بسهولة، لعدم قدرتهم على التعامل مع التطبيقات التعليمية.

من جانبها، أكدت مديرة مكتب استقدام الخدم والأيدي العاملة في الفجيرة، منى أحمد، أن نسبة كبيرة من الطلبات خلال الفترة السابقة كانت على خادمات متعلمات، ويتقن اللغة الإنجليزية، مشيرة إلى أن العائلات أصبحت تستخدم المساعدات للقيام بأعمال عديدة، منها التعليم.

وقالت ولية أمر لطالبين في المرحلة الأولى، روضة والثالث الابتدائي، جمانة علي، وهي تعمل في وظيفة حكومية، إنها اضطرت لاختيار منظومة «التعليم عن بعد» لدراسة الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجديد، بسبب إصابة ابنيها بمرض مزمن، ما دعاها لتعليم المساعدة المنزلية لديها على برامج التعلم عن بعد، وكيفية التعامل معها، حتى تتمكن من إلحاقهما بفصولهما في التوقيت نفسه، دون أي عوائق.

وتابعت أن نظام التعليم عن بعد لطلبة المراحل الأولى يستدعي وجود أحد بجوارهم، يساعدهم على دخول الحصص الدراسية المخصصة عبر مجموعات في التوقيت المحدد، ما يجعلهم بحاجة إلى مساعدة مستمرة.

وأيدتها في الرأي المواطنة عبير الحوسني، التي تعمل بوظيفة حكومية، وقالت: «على الرغم من التسهيلات التي وفرتها جهات العمل على أولياء الأمور، إلا أن الأمر لايزال صعباً عليها، لأنها لا تستطيع التوفيق بين الجلوس مع ابنتها في الصف الثاني روضة، وابنها في الصف الثاني ابتدائي، والأخرى في الصف الرابع».

وأشارت إلى أن الأطفال بحاجة ماسة لوجود شخص يعي ما تطلبه المعلمة من الطالب أثناء الحصة عبر برنامج التعلم عن بعد، الأمر الذي جعلها تقوم بتفريغ خادمتها من جنسية آسيوية من الأعمال المنزلية خلال الفترة الصباحية، من أجل التوفيق بين أبنائها أثناء تلقيهم الحصص عن بعد. وأكدت أنها طلبت بشكل ودي من خادمتها، التي لديها قدرة على القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية، أن تقوم بمساعدتها في فترة تلقي أبنائها التعليم، وقامت بتعليمها كيفية الانضمام للمجموعات المطلوبة في الوقت الذي تحدده المعلمة. وقالت المواطنة أسماء علي آل علي، التي تعمل بوظيفة معلمة في إحدى المدارس الحكومية، إن جائحة «كورونا» طوّرت المنظومة التعليمية بشكل كبير، إلا أنها لاتزال تواجه صعوبة في تدريس ابنتها بنظام «التعليم عن بعد» صباحاً، بينما تكون هي في تلك الأثناء تقوم بعملها في المدرسة. ولفتت إلى أن ابنتها تدرس في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، وهي بمرحلة تعليمية أساسية في الصف الأول ابتدائي، مؤكدة أن الطلبة في المراحل الأولى لم يكسبوا خبرة التعلم عن بعد، ولا يعون بشكل كلي كيفية استخدام البرامج أو ما تطلبه المعلمة منهم، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن ابنتها وابنها يدرسان بالمرحلة الإعدادية، إلا أن توقيت دروسهما يتوافق مع شقيقتهما الصغرى، ما يصعّب عليهما ترك دروسهما والتفرغ لها.

وأشارت إلى أنها اضطرت لتدريب خادمتها، من الجنسية الآسيوية، على فتح برنامج التعلم عن بعد، ومتابعة الحصص الدراسية، إذّ اتفقت معها على أنها ستقوم بزيادة راتبها 300 درهم، نظير خدمة متابعة ابنتها خلال الفترة الصباحية، والعمل الإضافي الذي اضطرت لأن تضيفه عليها مع بداية العام الدراسي الجديد.

«مساعدات»

قالت أمين السر العام لجمعية الاجتماعيين، وموجهة خدمة اجتماعية سابقاً، هبة الله محمد عبدالرحمن، إن بعض الأسر ينبغي أن تطلق لفظ «مساعدات» بدلاً من لفظ «خادمات» على هذه الفئة من العمالة، لما يقدمنه من واجبات منزلية، ولما يقع على عاتقهن من مسؤوليات تجاه أبناء الأسر التي استقدمتهن عبر مكاتب استقدام الخادمات والأيدي العاملة، حيث يطلب منهن العديد من الأسر القيام بأعمال عديدة، منها تدريس الأبناء.


- موظفات: التعليم عن بعد يتطلب وجود شخص لمساعدة الأطفال على تلقي دروسهم.

- «مكتب استقدام»: ارتفاع نسب الطلب على خادمات متعلمات ويتقن اللغة الإنجليزية.

تويتر