أخصائي اجتماعي: آباء يستغلون تلقائيتهم لتحقيق أرباح مالية

أطفال الـ «تيك توك».. انتهاك لخصوصية الأبناء مقابل حصد «اللايكات»

الـ «تيك توك» مخصص لتصوير فيديوهات لا تزيد مدتها على 15 ثانية. أرشيفية

حذّر مختص اجتماعي من استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي بهم، وبأفعالهم، أو لاستثمارهم تجارياً، بهدف تحقيق أرباح مالية أو لحصد الإعجابات (اللايكات) وزيادة عدد المتابعين.

ويلاقي هذا النوع من النشاطات رواجاً على برنامج «تيك توك»، الذي يستخدمه آباء بكثرة في إظهار أطفالهم بصور تثير فضول المتابعين، إذ يحولونهم إلى كائنات مصنوعة، منتهكين خصوصيتهم وطفولتهم لحصد المال أو الشهرة.

وقال مستخدمون لـ«تيك توك» إنهم لاحظوا كيف يدفع أشخاص أطفالهم لدخول هذا العالم، مستغلين طفولتهم لجلب المتابعين. كما لاحظوا أنهم يتعمدون، في المقاطع المصورة التي ينشرونها لأطفالهم، إطلاق عبارات توحي بانحدار مستوى التربية.

وأشاروا إلى أن البرنامج مخصص للترفيه عبر تسجيل أو تصوير فيديوهات لا تزيد مدتها على 15 ثانية.

ويستغل آباء البرنامج لعرض تصرفات أبنائهم، وردود أفعالهم الطفولية، وجوانب من حياتهم الشخصية، وأنشطتهم، وألعابهم داخل المنزل، وخارجه، لحصد المتابعين.

ويمتلك المتابع القدرة على تنزيل الفيديو دون أخذ إذن صاحبه، بسبب عدم وجود قيود على البرنامج، أو قوانين تمنع استغلال الأطفال فيها، الأمر الذي يتيح للمشاهد إعادة نشره على نطاق واسع، إذا أراد.

ورصدت «الإمارات اليوم» فيديوهات عبر برنامج «تيك توك» لآباء يصورون أبناءهم وهم يرقصون بشكل عفوي، أو وهم يقلدون مشاهير بحركاتهم الطفولية.

وتصور فيديوهات ردود أفعال الأطفال بعد إخافتهم بالكلاب، أو لبس الأقنعة المخيفة.

وهناك فيديوهات أخرى تظهر آباء وهم يمارسون التنمر على صغارهم، من خلال إرغامهم على أداء حركات بهلوانية خطرة، أو ترديد أغانٍ تحتوي على كلمات وعبارات غير لائقة.

وهناك مقاطع فيديو يصور فيها آباء وجوه أطفالهم والخوف الذي يتملكهم بعد ارتكاب أخطاء داخل المنزل واكتشافهم لها.

وحذر الأخصائي الاجتماعي، يعقوب الحمادي، من استغلال الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة عدد المتابعين، أو للشهرة عن طريقهم، لما لذلك من تأثير سلبي في الطفل نفسياً واجتماعياً.

وشرح أن انتهاك خصوصية الطفل يحد من حريته، ويعلمه التصنع في سلوكه وتعامله مع الآخرين، ويفقده تلقائية الأطفال في التصرف والحركة والكلام.

وبيّن أن الطفل يمر بمراحل عديدة، ولكل مرحلة من مراحل نموه صفة تصقل شخصيته. وعلى الآباء إعطاء مساحة لأطفالهم ليعيشوا مراحلهم العمرية بتلقائية، وبالطريقة التي يرغبون فيها، لا كما يرغب آباؤهم، لافتاً إلى ضرورة تقبل فكرة احترام خصوصية الطفل، وعدم إقحامه في عالم التواصل الاجتماعي سواء بشكل إيجابي أو سلبي.

وأضاف أن مهمة الآباء هي إظهار مواهب أبنائهم بصورة جميلة، بعفويتها، لا استغلالها لمصلحة ذاتية.

وحذر من إرغام الأطفال على فعل أشياء لا يريدونها، مثل تقليد حركات أشخاص آخرين، أو الغناء، أو تصويرهم ونشر المقاطع المصورة على اليوميات من باب الاستعراض.


تأثير سلبي

أكدت إدارة حماية الطفل في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أن استغلال الأطفال من الأهل عبر شبكات التواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار النفسي والاجتماعي للطفل، ويعرضه للتنمر والإساءة أو الابتزاز من أقرانه أو المتابعين.

وبينت أن بعض الأهل ينشرون صور أطفالهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف الإعلان عن شيء أو التسويق لمنتج، أو لإبراز قدرات أطفالهم الخاصة، ما يؤثر سلباً في نفسية الأطفال، خصوصاً في حال التكرار، ومواصلة الضغط عليهم.

فيديوهات تظهر آباء يرغمون صغارهم على أداء حركات بهلوانية خطرة

تويتر