كوادر إماراتية شابة تدير عمليات التحكم من داخل الدولة

فريق «الأرض» يواصل الاستعداد لمواكبة رحلة «مسبار الأمل»

صورة

أفاد فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» بأن فريق محطة التحكم الأرضية في منطقة الخوانيج بدبي يواصل استعداداته لمتابعة المسبار عقب عملية الإطلاق، والاتصال به حتى وصوله إلى مدار المريخ، ثم تلقي البيانات العلمية والتشغيلية ونقلها إلى المهندسين لتحليلها.

وأضاف أن العمر الافتراضي للقمر الاصطناعي هو أربع سنوات، يعمل خلالها على تحقيق عدد من الأهداف العلمية على سطح الكوكب الأحمر، وأبرزها تقديم دراسة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي.

وستمنح الدراسة العلماء نظرة أعمق إلى ماضي ومستقبل كوكب الأرض، وإمكانات إيجاد حياة على كوكب المريخ والكواكب الأخرى، ودراسة أسباب تآكل الغلاف الجوي على سطح المريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، التي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.

ويواصل فريق محطة التحكم الأرضية بمشروع الإمارات لاستشكاف المريخ «مسبار الأمل» استعداداته النهائية لمواكبة المسبار طوال رحلته إلى الكوكب الأحمر، من لحظة إقلاعه الأربعاء المقبل من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، في مهمة علمية تُعد الأكبر من نوعها لقطاع الفضاء على مستوى الدولة.

ويستكمل فريق الكوادر الإماراتية الشابة مسار سنوات من التحضيرات العلمية واللوجستية للتحكم بمهمة «مسبار الأمل». وينجز الفريق المكوّن من مهندسين ومختصين مؤهلين بسنوات من الخبرة في قطاع الفضاء اختبارات المحاكاة والمتابعات النهائية لضمان نجاح عمليات التحكم والمتابعة والاتصال مع «مسبار الأمل».

وعقب إطلاق المسبار، سيتولى فريق محطة التحكم الأرضية من مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، متابعة المسبار والاتصال به حتى وصوله إلى مدار المريخ.

وسيعمل فريق المحطة الأرضية خلال الأيام الـ30 الأولى بنظام المناوبات على مدار الساعة لتلقي الاتصال من المسبار، ومن ثم إرسال الأوامر إليه وتلقي المعلومات التي يسجلها عقب انفصاله عن صاروخ الإطلاق، وفتح منظومة الألواح الشمسية التي تزوده بالطاقة.

ويضم فريق العمليات والتحكم الأرضي المسؤول عن متابعة «مسبار الأمل» من المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء، نخبة من الكفاءات الوطنية المؤهلة في قطاع التحكم الفضائي.

وعن الدور الذي يلعبه فريق التحكم الأرضي بمركز محمد بن راشد للفضاء في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بالتزامن مع العد العكسي لإطلاق «مسبار الأمل»، قال نائب مدير المشروع مسؤول إدارة العمليات والتحكم بمسبار الأمل، المهندس زكريا الشامسي، خلال مؤتمر صحافي عقد عن بُعد، إن «الاستعدادات بدأت منذ بداية المشروع مع البرمجة والعمليات وخطط العمل التي تخللتها اختبارات محاكاة عديدة اختبرت القدرات والإمكانات خلال تجارب التحكم وفق سيناريوهات مختلفة، مع ابتكار حلول سريعة لمختلف المشكلات».

وعن المهام الرئيسة لفريق الدعم الأرضي، قال الشامسي: «هي تلقي المعلومات العلمية والمعلومات التشغيلية الخاصة بالمسبار، ومن ثم عرضها على المهندسين الذين يحللون صحة مسار المسبار من خلال معلومات التشغيل وحركة المسبار، وعلى العلماء من جهة ثانية الذين يحللون المعلومات العلمية التي يجمعها المسبار. إضافة إلى إرسال الأوامر للمسبار، واستقبال المعلومات، والتأكد من صحة أداء ومسار المسبار».

وأضاف الشامسي: «بعد الإطلاق، سيتم استلام الإشارة الأولى من المسبار وهي مرحلة مهمة جداً لأنها تأتي بعد انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق، ويتم مسح منطقة وصول المسبار لالتقاط إشاراته التي ستعمل تلقائياً بمجرد فتح ألواحه وإرسال الإشارة إلى الأرض. وعندها نستقبل المعلومات ونبدأ التواصل مع المسبار وهي لحظة ستكون مهمة للغاية، ومن ثم يتوالى الاتصال من وإلى المسبار على شكل أوامر مرسلة ومعلومات يتم استقبالها على مدار الساعة طوال 30 يوماً».

وعن تضافر جهود أعضاء فريق المحطة الأرضية على مدار الساعة، قال الشامسي: «سيتم العمل على مدار الساعة خلال 30 يوماً الأولى بعد إطلاق المسبار لاختبار آليات الاتصال بالمسبار، وسيعمل الفريق بالتناوب على مدار 24 ساعة لمتابعة المسبار دون توقف. ولدى الإطلاق سيكون هناك مسؤول تحكم ملاحي يعمل على أوامر الإطلاق بالتناوب مع أعضاء آخرين».

وأضاف: «هناك فريق مهندسين مسؤول عن العمليات التحليلية لمهام المسبار. وبعد 30 يوماً سيتاح للفريق على مدى سبعة أشهر الاتصال مرتين أسبوعياً مع المسبار بواقع ست ساعات لكل نافذة اتصال، فيما يعمل الفريق خارج أوقات الاتصال بالمسبار على تحليل التوجيه الدقيق إلى مداره الصحيح، ومن ثم إرسال الأوامر التي تحتوي الإحداثيات الصحيحة حتى وصول المسبار إلى وجهته المستهدفة في مدار المريخ».

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»،

قال إن العمر الافتراضي للقمر الاصطناعي هو أربع سنوات، موضحاً أن القمر سيحقق خلال هذه الفترة عدداً من الأهداف على سطح الكوكب الأحمر، أبرزها تقديم دراسة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي.

أما أخصائي أول أنظمة وبرامج في وكالة الإمارات للفضاء ومسؤول تحكم بالأوامر في مشروع مسبار الأمل، المهندس مبارك محمد الأحبابي، فقال: «التحقت بفريق مسبار الأمل أواخر عام 2015، حيث عملت مع الزملاء في مركز محمد بن راشد للفضاء ممثلاً لوكالة الإمارات للفضاء، وعملت مع الفريق على العديد من التجارب العلمية، وكان من الأساسيات ضمان توافق عناصر المحطة الأرضية مع بعضها، وقدرة مركز التحكم والسيطرة على استقبال وإرسال المعلومات والبيانات والأوامر خلال وبعد الإطلاق. وستكون مهمتنا المراقبة خلال مناوبات المتابعة خلال الأيام الـ30 الأولى، وإبلاغ الفريق بأية إجراءات مطلوبة».

وعن شعوره تجاه المشاركة في المشروع، قال: «أعتبر نفسي من المحظوظين بعملي على أول مسبار عربي إسلامي ينطلق من الإمارات. وأنا فخور بقدرتنا على الوصول إلى هذه المرحلة بعد ست سنوات من مراكمة المعارف والخبرات التي اكتسبناها لنكون قادرين على الإنجاز في قطاع الفضاء»

وقال مهندس أول وحدة عمليات الأقمار الاصطناعية ومسؤول التحكم الملاحي في مشروع مسبار الأمل، المهندس أحمد ولي: «بدأت العمل ضمن المشروع منذ عام 2016، كنت قبلها ضمن مشروعات (دبي سات 1) و(دبي سات 2) ومشروع رواد الفضاء. وأضاف (مسبار الأمل) خبرات نوعية لنا لأنه يركز على مجال الفضاء العميق والرحلات بين الكواكب، وهو مختلف، لأن عمليات التشغيل والتحكم تكون مختلفة بشكل كبير عن الأقمار الاصطناعية العادية».

وذكر مسؤول التحكم الملاحي قائد فريق تطوير النموذج الهندسي لنظام «مسبار الأمل» المهندس علي السويدي: «دوري كان الإسهام في بناء وتطوير البرنامج الهندسي للمشروع الذي انضممت إليه منذ 2017 وهو تتويج لتخصصي في هندسة الفضاء. وقد اكتسبنا خبرات مهمة في التحكم الأرضي وتطوير وبناء المسبار والاختبارات قبل إطلاق المهمة وآليات التحكم بالمسبار بعد الإطلاق».

أما مطور برمجيات العمليات في مشروع مسبار الأمل، المهندس حمد الحزامي، فقال: «انضممت أواخر 2016 للمشروع، وكان دوري المشاركة في تطوير البرمجيات والإشراف على عمليات هندسة الحاسوب في مركز الإطلاق إضافة إلى عملي مشغل أوامر وتحكم. تحدي الانتقال من المجال الأكاديمي إلى العملي كان كبيراً، يضاف إليه العمل في مجال الفضاء، فهذه أول مهمة لي في هذا المجال الحيوي بعد تخصصي في هندسة الكمبيوتر».

وقال مدير عمليات المهمة في مشروع مسبار الأمل، ماجد اللوغاني: «بدأت مهامي قبل الإطلاق ضمن فريق تصميم المهمة الأرضية، وتخطيط عمليات المهمة، ووضع الخطط لكل مرحلة يمر فيها المسبار. أما بعد إطلاق المسبار، فسأعمل ضمن الفريق على إدارة عمليات المسبار، والتأكد من سلامته وصحة العمليات من الأرض إلى المريخ، إضافة إلى متابعة المرحلة العلمية ومتابعة التقاط الصور العلمية وإرسالها للمحطة الأرضية، مع التنسيق بين فرق التحكم والتخطيط والمهندسين».

وأضاف: «التحدي الحالي هو كون المسبار ينطلق نحو كوكب ثانٍ، حيث تختلف مهام برمجة إرسال المهام وتلقي المعلومات من المسبار، لكن وصولنا إلى هذه المرحلة فخر لنا جميعاً».

وأفاد مهندس أنظمة في مركز محمد بن راشد للفضاء قائد فريقي تصميم المهمة والملاحة في الفضاء العميق لمهمة «مسبار الأمل»، المهندس عمر عبدالرحمن حسين: «حاولنا محاكاة التحديات التي يمكن للمهمة أن تمر بها، وعملنا طوال السنوات الماضية على التحقق من مختلف السيناريوهات، كما قمنا بتصميم أول جهاز ملاحة للفضاء العميق على مستوى المنطقة، وابتكرنا طريقة جديدة لتحديد موقع المسبار تختلف عن نظم التموضع الجغرافي GPS، وبدأنا استخدام موجات إرسال الراديو بالاتجاهين، كما استخدمنا تقنية الموجات الصوتية المرتدة لمعرفة سرعة المسبار».

أما رئيس قسم العمليات الفضائية بالوكالة ومسؤول التحكم الملاحي بالمحطة الأرضية لـ«مسبار الأمل»، المهندس محمد البلوشي، فقال: «تتضمن مهامي الأساسية إرسال أول إشارة للمسبار من المحطة الأرضية. وقد كنت عضواً في فريق إنشاء وتطوير آلية العمل في مركز عمليات المحطة الأرضية، إضافة إلى عملي على اختبارات التكامل وتطابق مهام المسبار مع معطيات المحطة الأرضية».

وقال رئيس تطوير برمجيات العمليات الفضائية في المحطة الأرضية لمشروع مسبار الأمل، المهندس محمود الناصر: «انضممت إلى فريق (مسبار الأمل) عام 2016، وكنت قد التحقت قبل ذلك بمركز محمد بن راشد للفضاء عام 2014. وقد أضافت هذه التجربة لي الكثير لأنها متميزة عن غيرها بالمعلومات الجديدة التي تقدمها، إضافة إلى التعامل مع مسافات فضائية بعيدة جداً تجعل الاتصال بالمسبار عملية دقيقة أصعب مما هي عليه ضمن الأقمار الاصطناعية العادية التي تتواجد في مدار كوكب الأرض».


رسالة أمل

يحمل «مسبار الأمل» رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

ومن المتوقع أن يصل «مسبار الأمل» إلى مدار كوكب المريخ في فبراير 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد عام 1971.

فريق المحطة الأرضية يعمل خلال الأيــام الـ30 الأولى بنظــــام المناوبات على مدار الساعة.

مهمة الفريق تتضمن تلقي الاتصال من المسبار وإرسال الأوامر إليه واستلام المعلومات.

عرض بيانات المسبار على المهندسين لتحليل صحة مساره من خلال معلومات التشغيل والحركة.

فريق الدعم الأرضي مستعد لإرسال الأوامر واستقبال المعلومات من «مسبار الأمل» طوال الرحلة.

تويتر