حررتها من إعاقة السمع وساعدتها على الانخراط في التعليم

بالفيديو.. «أذن سحرية» تبدل حياة «هانا» بمبادرة من «الجليلة»

صورة

حمل مقطع فيديو قصير لطفلة صغيرة - عرض خلال احتفالية مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الأخيرة للإعلان عن منجزاتها الإنسانية والإغاثية والمجتمعية - قصة إنسانية حدثت في دبي، بطلتها طفلة فلبينية، اسمها «هانا سارميينتو».

ولدت هانا مصابة بضعف شديد في السمع، لم يلبث أن تحول إلى إعاقة صمم. وشعر أبواها بالحزن لأنهما لن يتمكنا من سماع صوتها، وظنا أنها سوف تكون «أسيرة الصمت» طوال عمرها. لكن حياة الطفلة تبدلت بعد لجوئهما إلى مؤسسة الجليلة، إحدى أذرع مبادرات محمد بن راشد العالمية، إذ وفرت لها ما تسميه الطفلة بسعادة غامرة «الأذن السحرية».

ويظهر مقطع الفيديو كيف تحولت هانا من طفلة صماء بكماء إلى أخرى، سعيدة، تتمتع بالحيوية والطلاقة، وتندمج مع غيرها من الأطفال بشكل طبيعي.

وقالت والدة هانا، المعلمة آنالين سارميينتو، لـ «الإمارات اليوم»، إنها أنجبت طفلتها بعدما واجهت وزوجها مشكلة في الإنجاب استمرت أربع سنوات، ثم اكتشفا بعد عام من ولادتها أنها تعاني ضعفا في السمع.

وأضافت أن هانا بدأت تفقد السمع تدريجياً، حتى فقدته تماماً في الأذن اليمنى، مقابل 30% في اليسرى.

وقالت: «كان الوضع مؤلماً لنا جميعاً، فيجب أن نلمسها حتى تدرك أن هناك من يناديها أو يطلبها».

وأشارت إلى أنها وزوجها ظنا في البداية أن المشكلة مؤقتة. لكن اختبارات السمع أثبتت أنها تعاني من إعاقة الصمم.

وقالت: «نتيجة الاختبارات كانت صادمة لنا. لأول مرة أرى زوجي يبكي بحرارة وهو يحتضن ابنته التي انتظرنا قدومها أربع سنوات كاملة. الأمل كان معدوماً لدينا فالصمم في بلادنا لا يعالج بسهولة، ما يعني أننا لن نستطيع الحديث مع ابنتنا، أو سماع صوتها».

وأكدت أنهما مرا بأيام صعبة إلى أن زارا عيادة «هير لايف» للسمع في مدينة دبي الطبية، وهي إحدى شركاء مؤسسة الجليلة، وعاد إليهما الأمل مجدداً حين علما أنه من الممكن أن تستعيد هانا السمع بعملية زراعة القوقعة، لكنهما واجها تحدياً آخر، وهو التكلفة الباهظة للعملية، إذ تزيد على 150 ألف درهم.

وتابعت الأم أن العيادة حولتهما إلى برنامج «عاون» لدعم العلاج التابع لمؤسسة الجليلة، الذي تكفل بالعملية، وسدد أكثر من 174 ألف درهم. وبعد خمسة أشهر فقط، نطقت هانا، التي كان عمرها عامين ونصف العام، كلمتي «أمي» و«أبي» للمرة الأولى في حياتها، لتحل فرحة عارمة في المنزل بعد فترة طويلة من الحزن والقلق. وبمرور الوقت تعلمت الطفلة القراءة، والتحقت بالمدرسة، وهي تتلقى حالياً التعليم عن بعد، في ظل أزمة كورونا، مثل كل أقرانها.

وقالت أمها: «حياة ابنتي تبدلت تماماً بفضل مؤسسة الجليلة، لم يكن في وسعنا التكفل بالعملية دون مساهمة المؤسسة»، مشيرة إلى أنها تخبر ابنتها ذلك باستمرار حتى تدرك قيمة العطاء وأهميته حين تكبر.

وأضافت أن هانا تتعامل بشكل طبيعي مع زملائها في المدرسة، وحين يسألها أحد عن الجهاز المركب في أذنها تقول: «هذه أذني السحرية، لا أسمع من دونها»، مؤكدة أنها لا تقارن نفسها بغيرها من الأطفال، وتفخر بأذنها التي لا تشبه آذان الآخرين.

من جهتها، قالت مدير برنامج «دعم العلاج» في مؤسسة الجليلة، عائشة شهداد، إن السعادة التي تقترن بتغيير حياة طفل لا يسمع ولا يتكلم، من خلال مساعدته على التحول إلى طفل يملأ الحياة صخباً، لا تقارن بأي سعادة أخرى، مؤكدة أن «المجتمع الإماراتي يستحق الثناء بمواطنيه ومقيميه، فلولا تبرعاتهم ومساهماتهم، لما حدث هذا التغيير ولا تحققت هذه السعادة».

وأضافت شهداد أن حالة هانا من الحالات التي لا تنسى، إذ استجابت لبرنامج العلاج بشكل يفوق التوقعات، مشيرة إلى أن «أبويها حاولا معها في البداية عن طريق سماعة متخصصة لمدة خمسة شهور، لكن دون جدوى. وأكد الأطباء ضرورة زراعة قوقعة، إلا أنها عملية مكلفة. ولهذا قررا اللجوء إلى مؤسسة الجليلة. ومن حسن الحظ أن المؤسسة كانت بصدد إطلاق برنامج لزراعة القوقعة للأطفال، فتم تبني حالتها، وكانت النتيجة مذهلة».

وتابعت أن «والديها لعبا دوراً كبيراً في التغيير الذي حدث، ففضلاً عن سعيهما لعلاج ابنتهما، اهتما كثيراً بحالتها، وبالرغم من أنها كانت تخضع لجلسات تأهيل مرتين أسبوعياً إلا أنهما كانا يكملان برنامج التأهيل في المنزل حتى صارت تتكلم وتغني، بل إن استجابتها للحديث تفوق أقرانها الذين يعانون من المشكلة ذاتها».

وأكدت شهداد أن حالة هانا ليست الوحيدة، إذ تكفلت المؤسسة بعلاج العشرات من الحالات المشابهة لها.

تويتر