تفاعل كبير مع التحذيرات من «الزيارات العائلية»

مواطنون يعلنون «حظراً طوعياً» في العيد لحماية أسرهم من «كورونا»

أكد مواطنون ومقيمون تغير نمط وعادات الاحتفال بعيد الفطر، التزاماً بالإجراءات الوقائية في الدولة، لافتين إلى تبادل التهنئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم فتح المجالس لاستقبال الأهل والأصدقاء مثل كل عام، من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

واتفق عدد كبير منهم، خلال نقاشات تفاعلية على صفحاتهم بمنصة «تويتر»، على مبادرة طوعية بحظر الخروج من البيوت خلال أيام العيد، والاعتذار عن زيارة أو استقبال أيٍّ من أفراد العائلات أو الأقارب أو الأصدقاء، طوال هذه الفترة، من أجل حماية أسرهم والمجتمع، كنوع من المشاركة المجتمعية وتحمّل المسؤولية في مواجهة خطر انتشار الوباء في الدولة.

وأبدوا تفاعلاً إيجابياً كبيراً مع التحذير الذي وجهته الحكومة، من خطورة تبادل الزيارات العائلية والتجمعات البشرية خلال فترة عيد الفطر المبارك، لافتين إلى أهمية أن تشدد الدولة من إجراءاتها الاحترازية خلال فترة عيد الفطر المبارك، للحد من تحرك الأشخاص غير الملتزمين بالتباعد الاجتماعي، ومنعهم من إيذاء أنفسهم وذويهم، بإمكانية انتقال العدوى عبر تبادل الزيارات العائلية.

وتفصيلاً، تفاعل آلاف المواطنين والمقيمين مع التحذير الذي وجّهته حكومة الدولة، بشأن خطورة عدم تجنب عادات الزيارات العائلية والتجمعات وإقامة الولائم والحفلات الأسرية خلال أيام عيد الفطر المبارك، للحد من انتشار جائحة كورونا المستجد (كوفيد–19)، معتبرين أن فترة العيد تمثّل اختباراً حقيقياً لوعي المواطنين والمقيمين في الدولة.

ودعت المتحدث الرسمي عن حكومة الإمارات، الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، خلال الإحاطة الإعلامية رقم 28 للتعريف بآخر المستجدات والحالات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد في الدولة، المواطنين والمقيمين، إلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم إجراء زيارات عائلية خلال عيد الفطر، لمنع انتشار الفيروس نتيجة الاختلاط.

واقترح عشرات المواطنين، خلال مناقشات على «تويتر»، أن تشدد الدولة إجراءاتها الاحترازية خلال فترة العيد، للحد من تحرك غير الملتزمين بالتباعد الاجتماعي، ومنعهم من إيذاء أنفسهم وذويهم، حيث قال أحد المواطنين: «أتمنى إعادة النظر في موضوع زيارات العائلة من الدرجة الأولى، فأغلب العائلات كبيرة العدد، ومن ثم أتمنى أن يتم التفكير ملياً في إجازة العيد».

فيما قالت مواطنة: «ما يثير الضيق والغضب أن هناك فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين ملتزمة، لكن هناك فئة أخرى من المستهترين يضرون الكل، بالتواكل واللامبالاة، وهؤلاء لا يصلح معهم سوى تشديد الإجراءات الاحترازية، خصوصاً خلال أيام العيد».

وهو ما أيّدته صاحبة حساب آخر، قائلة: «أنانية البعض واستهتاره تعدت حس المسؤولية، فالتجمعات يومية ومستمرة وأعداد أفراد الأسرة الواحدة فعلاً كبيرة، وكل ما تذكّرهم بالتباعد يقولون الله الحافظ، ونعمة بالله، لكن أنت تعلم وأنا أعلم أنك على خطأ واستمرارك في الخطأ يدفع ثمنه الملتزمون».

فيما أكد صاحب حساب أن أكثر ما يؤثر نفسياً في المصاب بفيروس كورونا ليس إصابته بالمرض، وإنما إذا كان هو سبباً في نقله إلى أهله، ومن يعزون عليه، فهذا الأثر لا يمكن تجاوزه نفسياً بسهولة لو حدث، لافتاً إلى أن الزيارات العائلية لن تتوقف خلال العيد، خصوصاً بين الأب والأبناء والأحفاد، لأن كل شخص يعتقد أنه سليم لعدم ظهور الأعراض عليه، لكنه قد يكون أداة لنقل المرض إلى أحبائه دون أن يدري.

واعتبر صاحب حساب أن إجازة العيد تعد من أخطر الاختبارات المجتمعية، خصوصاً في ظل التخفيف النسبي للإجراءات الاحترازية، قائلاً: «في رمضان اعتذرنا عن استقبال الضيوف، وخلال العيد يجب أن نتعامل بمسؤولية لنكون خير سند وعون لجهود الدولة». وقال: «أتمنى يكون العيد استثنائياً هذه السنة ونعايد أهلنا عبر وسائل الاتصال أو مواقع التواصل الاجتماعي لننعم وينعموا بالأمان، فيروس كورونا يحب التجمعات والأماكن المزدحمة، فلنخالفه الرأي ونجلس في بيوتنا ونلتزم بقرارات الدولة ونكون عند حسن ظن قيادتنا».

ودعا صاحب حساب آخر وسائل الإعلام إلى إطلاق حملات توعية مكثفة قبل حلول العيد لشرح أهمية التباعد وخطورة الاختلاط، خصوصاً العائلات الكبيرة ومن مختلف المدن خلال أيام العيد التي قد تكون بيئة خصبة لانتشار الفيروس، مقترحاً أن يتم تخصيص خط ساخن من الحكومة للإبلاغ عن التجمعات البشرية والعائلية خلال فترة العيد، وهو الاقتراح الذي قوبل بمئات التعليقات المؤيّدة.


شروط الزيارات العائلية

حدّدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، مع بداية شهر رمضان المبارك، خمسة شروط وإرشادات اجتماعية وصحية متعلقة بتبادل الزيارات والأعداد المسموح بها، في إطار تعديلات كانت أدخلت على برنامج التعقيم الوطني.

وشملت قائمة «شروط (الزيارات العائلية) السماح للأقرباء من الدرجتين الأولى والثانية بتبادل الزيارات، مع تفادي زيارة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والأكثر تأثراً بفيروس كورونا مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وألّا يزيد عدد الموجودين في المكان على خمسة أشخاص، مع مراعاة التباعد الجسدي بمسافة لا تقل عن مترين».

وتضمنت القائمة: عدم السماح لكبار المواطنين والمرضى وأصحاب الحالات المرضية المزمنة بمغادرة المنزل، وتجنّب الخروج إلى الأماكن العامة، حفاظاً على حياتهم، وكذلك عدم السماح بعقد التجمعات، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، وأخيراً حظر إقامة الخيام والمجالس، سواء داخل البيوت أو في الأماكن العامة.


• مواطنون ومقيمون يتخلون عن الولائم العائلية، ويحتفلون بالعيد «عن بُعد»، عبر «التواصل الاجتماعي».

تويتر