خبراء: لهذا السبب لم تلجأ الإمارات إلى استراتيجية "مناعة القطيع" في مكافحة كورونا

أكد خبراء وأطباء أن أصعب التحديات التي تواجه مكافحة انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 ليست على سهولة انتقال العدوى سواء بالرذاذ أو التلامس أو غيرها من مسببات العدوى فقط، لكن تتمثل في عدم ظهور أي أعراض خلال فترة تقدر بيومين ونصف رغم إصابة الشخص بالعدوى، وقالوا خلال حلقة نقاشية نظمها مجلس علماء شرطة دبي تحت عنوان "رؤية خبير"  إن الشخص أن يكون حاملاً للفيروس وناقلاً له رغم عدم ظهور أي أعراض عليه، لذا تتأكد أهمية التباعد الاجتماعي وحرص الدولة على تحقيقه من خلال تقييد الحركة في إطار برامج التعقيم.

وقال خبراء محليون خلال الحلقة النقاشية التي ضمت خبراء من داخل الدولة وخارجها، إن الدول تحركت في اتجاهين خلال مكافحتها للمرض، فهناك من انتهج ما يعرف باستراتيجية "مناعة القطيع" التي تسمح للفيروس بأن ينتشر تدريجيا فيصيب نسبة كبيرة من السكان وبعد أن يتعافى معظمهم سيكونون مناعة ضده وعندما يتكون لدى عدد كبير من السكان مناعة، تقل فرص انتشار الفيروس وينحسر تدريجيا وتنتهي الأزمة، منحازين في هذا الاتجاه إلى حماية مواردهم الاقتصادية على حساب صحة وسلامة الناس.

وأضافوا أن الإمارات اختارت الاتجاه الثاني، وهو التعامل أخلاقياً مع الوباء،  فتوسعت بشكل لافت في إجراء الفحوصات حتى صارت من أكثر دول العالم في عدد الاختبارات، مستندة إلى مقدراتها وإمكاناتها وبنيتها التحتية الصحية، حتى تستطيع اكتشاف جميع الإصابات وعزلها وعلاجها، دون أن تترك أي مجال للتحرك وفق الاتجاه الأول، الذي يسفر دون شك عن وفاة المئات، وفق ما حدث في الدول التي قررت انتهاج سياسة "مناعة القطيع" وندمت وتراجعت عن ذلك لاحقاً.

وأكدوا أن التباعد الاجتماعي الذي سعت الدولة إلى تحقيقه مبكراً من خلال برامج التعقيم الاجتماعي، ومددته دبي لتقيد الحركة على مدار الساعة، ساهم إلى حد كبير في تسهيل عمليات التطهير وكشف أكبر عدد من المصابين، وسوف تظهر نتائجه الإيجابية بشكل أفضل حين تنتهي فترة الذروة.

وأوضحوا أن الوضع الراهن يكشف الحاجة الملحة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في قراءة البيانات المعقدة الكبيرة، وإيجاد خوارزميات للتنبؤ بالمستقبل، لذا يجب التركيز على تأهيل خبراء في هذه المجالات، لأن الطواقم الطبية تبذل كل ما بوسعها في المكافحة والعلاج، وتحتاج إلى فئة تتخصص في التحليل والبحث حتى تزودها بما تحتاجه من معلومات.

من جهته حذر أحد رواد البحث المتخصص في الجينات الجزيئية باستراليا دكتور لوتي ويليام إن كوفيد 19 ربما لن يكون الفيروس الوحيد الذي يهاجم بشراسة، متوقعاً موجات أخرى من تلك الهجمات التي يجب أن يستعد العالم بالبحث والدراسة والتخطيط، لافتاً إلى أن كورونا هو الجيل الثالث من تلك الفيروسات بعد سارس وانفلونزا الخنازير، ولا زلنا لا نعرف عنه سوى القليل.

وقال ويليام إن الإشكالية لا تكمن في سهولة انتقال الفيروس، ولكن في تاخر اكتشافه، لأن المصاب به يظل فترة تقدر في المتوسط بيومين ونصف قبل أن تظهر عليه الأعراض ويكون ناقلاً له دون أن يدري، ما يؤكد أهمية التباعد الاجتماعي.

وشاركه في الرأي خبراء محليون وخارجيون أكدوا أن هناك عدم وعي في بعض المسائل مثل كيفية ارتداء الكمامة، والتخلص منها، مشيرين إلى أن سلوكيات بسيطة تحمي من خطر الإصابة مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي.

 

تويتر