ماذا سيترتب بعد إعلان "كورونا" وباء عالمياً

أعلنت منظمة الصحة العالمية، امس، أن فيروس كورونا الجديد، الذي مازال يتفشى في مختلف أنحاء العالم، بات "وباء عالميا"، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يزال من الممكن "السيطرة عليه"، مشيرة إلى أن وصف جائحة "وباء" جاء بسبب المستويات المفزعة لتفشي المرض ووخامته، وأيضاً بسبب ما يشهده العالم من مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة، ويترتب على ذلك توقع ارتفاعاً أكثر حدةً في عدد الحالات المصابة والوفيات والبلدان المتضررة خلال الأيام والأسابيع القادمة.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أنه خلال الأسبوعين الماضيين، سجّل عدد حالات العدوى بكوفيد-19 خارج الصين زيادة بمقدار 13 ضعفاً وازداد عدد البلدان المتضررة بمعدل ثلاثة أضعاف، ووفقاً للإحصاءات الأخيرة فقد بلغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد 19 نحو من ألف 126 حالة مؤكدة في 114 بلداً وحصد المرض أرواح 4615 شخصاً حول العالم، فيما لايزال آلاف المصابين يصارعون للبقاء على قيد الحياة في المستشفيات، وفي الأيام والأسابيع القادمة، توقع أن نشهد ارتفاعاً أكثر حدةً في عدد الحالات والوفيات والبلدان المتضررة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي أمس: "لقد عكفت منظمة الصحة العالمية على تقييم هذه الفاشية على مدار الساعة، ونشعر بقلق بالغ إزاء ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، ومن مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت ذاته، لذلك فقد خلصنا إلى تقييم مفاده أن عدوى كوفيد-19 ينطبق عليها وصف الجائحة.

وأضاف غيبريسوس: "قد خلصنا إلى هذا الرأي ليس فقط بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة لتفشي المرض ووخامته، وإنما أيضاً بسبب ما نشهده من مستويات مفزعة للتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة"، مشيراً إلى أن الجائحة ليست وصفاً يُطلق بخفة أو لامبالاة، بل هي مفردة إذا أسيء استخدامها يمكن أن تسبب خوفاً غير عقلاني أو تسليماً غير مبرر بأن المعركة باتت خاسرة، وهو ما سيؤدي إلى المزيد من المعاناة والوفيات دون داع.

وتابع: "نحن لم نشهد من قبل جائحة يسببها فيروس من فيروسات كورونا. هذه أول جائحة يسببها فيروس كورونا، وفي الوقت ذاته، لم نشهد من قبل جائحة يمكن السيطرة عليها، وقد سخّرت المنظمة كل طاقاتها للاستجابة منذ تم إخطارها بالحالات الأولى، وواصلنا مناشدة البلدان كل يوم لاتخاذ إجراءات عاجلة وشرسة لمواجهة هذا الفيروس، واستمرينا في قرع جرس الإنذار عالياً وواضحاً"، مؤكداً على أن وصف الوضع بالجائحة لا يغير شيئاً في تقييم المنظمة للتهديد الذي يشكّله هذا الفيروس. ولا يغير شيئاً فيما تقوم به المنظمة ولا يغيّر شيئاً مما يتعين على البلدان القيام به.

وشدد على أن التركيز على عدد الحالات وعدد البلدان المتضررة وحده لا يكفي لرؤية المشهد كاملاً، خاصة وأن من بين الحالات المبلغ عنها كافة في 114 بلداً حول العالم، يتركز أكثر من 90 في المائة منها في أربعة بلدان فقط، ومن بين هذه البلدان الأربعة هناك بلدان، هما الصين وكوريا الجنوبية، يشهدان تراجعاً كبيراً في الوضع الوبائي فيهما، كما أن هناك 81 بلداً لم تبلغ عن أي حالات و57 بلداً أبلغت عن 10 حالات أو أقل.

وشدد على أن جميع البلدان ما زال بمقدورها تغيير هذه الجائحة إذا سعت جاهدةً إلى كشف الحالات وفحصها ومعالجتها وعزلها وتتبع المخالطين وتعبئة شعوبها للمساهمة في جهود الاستجابة، فإن بإمكان البلدان التي لديها حفنة من الحالات أن تمنع تحوّلها إلى عناقيد من الحالات وأن تمنع تحوّل هذه العناقيد إلى انتقال مجتمعي محلي، مشيراً إلى أن حتى البلدان التي تشهد بالفعل انتقالاً محلياً أو مجموعات عنقودية كبرى، ما زال بإمكانها تغيير مجرى الأمور، فقد أثبتت عدة بلدان أن هذا الفيروس يمكن لجمه والسيطرة عليه.

ولفت إلى أن التحدي الذي تواجهه اليوم العديد من البلدان التي تتعامل مع مجموعات كبيرة من الحالات أو تشهد انتقالاً مجتمعياً محلياً وهناك بعض البلدان التي تعاني نقصاً في السعة، وأخرى تعاني نقصاً في الموارد، بالإضافة إلى بلدان أخرى تعاني نقصاً في العزيمة.

تويتر