تمكّن الأمهات وتساند اللاجئين وتبتكر في التعليم

مبادرات «صنّاع الأمل» قصص ملهمة تسهم في إسعاد المجتمعات

صورة

برزت في مبادرة «صنّاع الأمل» قصص ملهمة لأفراد أسهموا في غرس الأمل في مجتمعاتهم ومحيطهم، وأصبحوا بمبادراتهم قدوة في أخذ زمام المبادرة والمساهمة الإيجابية.

وفي عام «صنّاع الأمل» الثالث وصلت المشاركات إلى مستوى قياسي جديد بأكثر من 92 ألف مبادرة من 38 دولة، تبرز القصص الملهمة في غرس الأمل في بلدان عدة.

ويعتبر صنّاع الأمل سفراء لقيم العطاء والعمل والإنجاز والتطوع ومساعدة الآخرين في مختلف المجالات، سواء الإغاثة أو التعليم أو الصحة أو البيئة أو تمكين المجتمع بمختلف فئاته. وكان لافتاً في الدورة الثالثة تسجيل المشاركات النسائية النسبة الأكبر من أعداد الترشيحات التي قدّمها أفراد ومؤسسات رأوا في هذه المبادرات قبساً يستحق تسليط الضوء عليه.


«مهارات نواعم» لتمكين المرأة

تواصل المرأة السعودية تعزيز دورها المحوري في المجتمع ودعم مسارات التنمية، ورأت مريم خيري، فرصة سانحة للتطوع بمشاركة معارفها وخبراتها لتمكين الشابات السعوديات الطامحات للانخراط في سوق العمل والحياة المهنية، فأطلقت «مهارات نواعم».

المبادرة تسعى لتمكين المرأة وإشراكها بفاعلية وكفاءة في ميادين العمل في مختلف المجالات والتخصصات في القطاعات الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع التطلعات الطموحة التي وضعتها رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد الوطني.

وخصصت خيري الكثير من وقتها لمبادرة «علم ينتفع به» التي تعمل من خلالها على ابتكار طرق تعليم جديدة تساعد الأطفال على الدراسة بشغف، من أجل أن يحصدوا الدرجات العالية ويخدموا أهلهم ووطنهم.

وتطبّق خيري أساليب التعليم بالتشجيع والمكافأة التي تلامس قلوب الأطفال، وتحفزهم على تحقيق نتائج إيجابية كثيرة.

«أكثر من أم» تحرّر الطاقات

حرصت أسماء صابر الشيمي، (أم مصرية) على أداء واجباتها في تربية أطفالها ورعاية شؤون أسرتها، وفي الوقت ذاته وظفت تحصيلها العلمي والمعرفي الذي اكتسبته طوال سنوات عدة من الدراسة والمهنة في عمل يعزّز خبراتها ويحقق ذاتها ويدعم أسرتها، ويقدم لها مسيرة مهنية تفتخر بها وتشعرها بأنها تنجز وتقدم لعائلتها ومجتمعها.

والشيمي متخصصة في التسويق الإلكتروني، أطلقت عام 2018 مبادرة «أكثر من أم» تتيح للأمهات تفعيل قدراتهن ومهاراتهن في مسارات مهنية متقدمة بالاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا للعمل من منازلهن، والمساهمة الإيجابية في مدخول أسرهن.

المبادرة توظف تطبيقات التكنولوجيا لتمكين الأمهات وربّات البيوت من العمل في مجال التسويق الإلكتروني من منازلهن بشكل مرن وبساعات عمل اختيارية، وتعلّم الأمهات مهارات هذه المهنة وآليات العمل الحر.

واليوم توسعت المبادرة لتشمل دورات تدريبية عبر الإنترنت للأمهات في تخصصات متنوعة، مثل التصميم، وكتابة المحتوى الرقمي، والرسوم المتحركة. كما تقدم المبادرة دورات في فنون المشغولات اليدوية باستخدام الخامات المتوافرة بكثرة وفي متناول أغلب الناس، مثل الشموع العطرية والجلود الطبيعية وتزيين الحلويات.

وقالت الشيمي إن أهداف مبادرة «أكثر من أم» توفير الدعم والمساندة لكل أم وامرأة ومعيلة في إيجاد الفرصة المناسبة لها، وفقاً لظروفها، وفتح آفاق إيجابية في حياة الأم العربية، وتغيير حياتها إيجاباً وحياة أسرتها للأفضل.

«مع اللاجئين».. لمسة حنان

قالت عائشة الشربتي (امرأة بحرينية): «قاسية هي محنة الاقتلاع من الوطن، معاناة لا يشعر بها إلّا من عاش مرارة اللجوء تاركاً وراءه كل شيء طلباً للأمان له ولأسرته».

ورأت الشربتي هذه المحنة وشاهدتها تتوالى فصولاً على شاشات التلفاز مع اللاجئين في أوروبا ولبنان، ومن ثم لاجئي الروهينغا الذين تركوا ممتلكاتهم في ميانمار، طالبين الأمان في بنغلاديش المجاورة.

ولم تكتفِ بالتعاطف مع هؤلاء عن بعد، بل قررت أخذ زمام المبادرة ونزلت إلى الميدان تبحث عن أفضل السبل لتلبية احتياجاتهم الأساسية، والمساهمة بأي وسيلة من الوسائل من خلال مبادرة «مع اللاجئين».

في مخيمات لاجئي بورما في بنغلاديش تعمل الشربتي دون كلل، بعد أن أخذت على عاتقها، مساعدة اللاجئين الذين أنهكتهم الحرب في وطنهم وما صحبها من دمار.

وقالت الشربتي إن معظم طلبات اللاجئين الحصول على مرآة، حيث إنهم لم يروا انعكاس صورتهم في مرآة منذ أشهر ويريدون معرفة ما طرأ عليهم من تغيرات إثر هذا التهجير القسري.

تويتر