رسائل «مهنية» من نهيان بن مبارك إلى «الإعلاميين العرب»

انطلقت أمس في أبوظبي فعاليات اليوم الأول من التجمع الإعلامي العربي، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، بحضور عدد كبير من أبرز الإعلاميين من مختلف الدول العربية، بهدف مناقشة التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية والمستحدثة، والضوابط التي تحتاجها لإيصال رسالتها، بما يراعي أخلاقيات المهنة، ويعزز من الأخوّة الإنسانية.

وبدأ التجمع – الذي حمل عنوان «التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية» – بكلمة افتتاحية، ألقاها وزير التسامح، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، حيث أكد فيها أن دولة الإمارات أصبحت دولة الأخوة الإنسانية، تتبنى السلام وسيلة، وتتخذ من التسامح والتعاون منهجاً، باعتبار ذلك جزءاً من الإرث الذي تركه مؤسس الدولة العظيم، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، لافتاً إلى أن هذا التجمع يعد تعبيراً مهماً عن الثقة والأمل في مستقبل المنطقة والعالم، ومناسبة مواتية لتعزيز قيم التعارف والحوار والعمل المشترك.

وقال: «إن التجمع الإعلامي العربي يسعى إلى التأكيد على الدور المحوري للإعلام العربي في توعية الإنسان، وفي تشكيل السلوك العام للأفراد والمؤسسات، بما يسهم في تحقيق أهداف وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية»، مبيناً أن مبادرة مجلس حكماء المسلمين بتنظيم هذا التجمع هي إعلان بأن الأخوة الإنسانية هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف، التي تحترم الفكر والعقل.

ووجّه الشيخ نهيان رسائل عدة إلى الإعلاميين العرب، دعاهم فيها إلى تحمّل مسؤولياتهم في تعريف البشر بما يقدمه الإسلام من نموذج متكامل للحياة السعيدة، والعلاقات المثمرة بين الجميع، وأن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية جزءاً مهماً في عمل وسائل الإعلام، مشدداً على أن العالم بات في حاجة ماسة إلى السير على خطى المغفور له الشيخ زايد.

وفي كلمته، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتور قيس العزاوي: «إن الاحتفال بالذكرى الأولى للوثيقة يحمل دلالات إيجابية في حياة شعوبنا، باعتبار الوثيقة خطوة مؤسسة لعالم أكثر انفتاحاً وتسامحاً»، مؤكداً اهتمام جامعة الدول العربية الكبير بمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وحرصها على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية.

وأضاف العزاوي: «إن نجاح هذه الجهود والمبادرات رهين بمواكبة إعلامية جيدة ومهنية وقادرة على مد الجسور بين صناع القرار، فنحن بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين يقدّم القيّم والمبادئ الإسلامية السمحة للعالم»، لافتاً إلى أن الجامعة العربية من منطلق مسؤولياتها تبنت مبادرات لخلق إعلام عربي جديد، يدعم القضاياالعربية، ويتصدى لحملات التشويه التي يواجهها العالم العربي.

فيما أكد وزير إعلام دولة الفاتيكان، باولو روفيني، أن أهمية دور وسائل الإعلام في بناء الأخوة الإنسانية، كانت الدافع لقيام الكرسي الرسولي ببذل جهود كبيرة من خلال دائرة الاتصالات لنشر مبادئ الأخوة الإنسانية، داعياً كل العاملين في وسائل الإعلام إلى تغليب مصلحة الإنسان والتسامح على قناعاتهم الشخصية واتجاهاتهم الدينية، كي تكون وسائل الاعلام أداة للبناء والحوار مع الآخر.

وقال روفيني: «إن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لديه قناعة كاملة بأنه لا يمكن أن يُحارب الشر بشرّ آخر، ولا يمكن أن تُخدم الحقيقة من خلال التضليل الإعلامي، وأن العالم متعطش للسلام والحقيقة والعدل، ولذلك فهو يحمل وثيقة الأخوّة الإنسانية في كل رحلاته ليهديها إلى العالم».

بدوره، أعرب رئيس المجلس الأعلى للإعلام بجمهورية مصر العربية، مكرم محمد أحمد، عن أمله في أن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية نقطة انطلاق جديدة لمستقبل خال من الحروب والفتن، داعياً العالم إلى تعقب كل صور الإرهاب، ومنع تمويل جماعاته، واجتثاثها من جذورها.

وقال الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، المستشار محمد عبدالسلام: «إن استراتيجية اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تقوم على مد يد التعاون إلى كل من يعملون بصدق وإخلاص من أجل إخوانهم من البشر، وتشجع كل أصحاب المبادرات الإنسانية، لتحقيق الإخاء الإنساني»، مؤكداً أن الإعلام يمثل قلب هذا المشروعِ الإنسانيِّ الكبير، باعتباره شريكاً في كلّ تفاصيلِه.

من جانبه، قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور سلطان بن فيصل الرميثي: «إن قيم الصحافة كالاستقلالية والنزاهة والموضوعية قيم مهمة جداً، إلا أنها يجب ألا تتحول إلى مبرر لانعدام الإنسانية، وهو ما يحدث عندما تصبح الموضوعية ورقة توت للصحافيين الذين لا يريدون التعامل بصدق مع إنسانيتهم»، داعياً إلى ضرورة تقديم مصلحة الإنسانية الصادقة على قواعد الكتابة وصناعة العناوين الإعلامية.

تويتر