تنظمها شركات مختصة مع بداية فصل الشتاء.. والكلفة حتى 30 ألف درهم

حفلات الباربكيو.. «تجارة دافئة» في موسم الأمطار

صورة

تنشط شركات حفلات الأفراح في الإعلان عن استعدادها لتنظيم «حفلات شواء راقية»، أو «استثنائية» وفق تعبيراتها، مستغلة حلول موسم الشتاء، الذي يشهد عادة انخفاضاً في مستوى نشاطها، مؤكدة استعدادها لتجهيز المكان بالكامل وتزيينه بالإضاءة، سواء داخل فناء المنزل، أو المزرعة، أو المنتجع الترفيهي الذي استؤجر خصيصاً للمناسبة.

وتبدأ الكلفة الإجمالية لهذه الحفلات من خمسة آلاف درهم، وترتفع إلى 30 ألفاً، بحسب المكان وعدد المدعوين والشركة المنظمة.

وتبادر أسر كثيرة، بعد أن تسقط تحت تأثير الإعلان، إلى إقامة حفلات تكلفها عشرات آلاف الدراهم من باب الرغبة في المباهاة وإظهار البذخ.

وتفصيلاً، قالت المواطنة موزة سعيد، من إمارة الفجيرة، إن حفلات الشواء، المعروفة بـ«الباربكيو»، أصبحت هاجساً لبعض الأسر، إذ تخصص لها مكاناً في المنزل، وتحرص على تهيئته بديكورات حديثة من النوعيات التي تتنافس المتاجر في عرضها وبيعها.

وأشارت إلى ميل البعض إلى البذخ والتباهي، مؤكدة وجود حاجة متنامية لتوعية شرائح المجتمع، خصوصاً النشء، بضرورة التزام الوسطية في كل شيء.

وأضافت أن «حفلات الشواء أمر إيجابي إذا كانت عنواناً لتجمع أفراد الأسرة والأصدقاء، لكن بعض الأسر تضيع الهدف الأساسي منها، لتصبح مظهراً سطحياً من مظاهر الإسراف».

وأيدتها في الرأي المواطنة نورة علي سليمان، من عجمان، قائلة إن «الشركات العاملة في مجال تجهيز الحفلات تبتكر مظاهر خيالية لحفلات الشواء العادية، وتؤكد استعدادها لتنظيم حفلات مشابهة للراغبين في ذلك مقابل أسعار محددة، فضلاً عن نشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تغري كثيرين بمحاكاتها على أرض الواقع، إذ تظهر نمطاً حياتياً غير مألوف بالنسبة إلى مجتمعنا».

وأكدت أن «غالبية الأشخاص المتأثرين بالإعلانات يعتمدون على هذه الشركات في تجهيز ساحات الشواء، ويتضمن ذلك توفير متطلبات الشواء بالكامل، ابتداءً من الإضاءة والديكور إلى تتبيل اللحم والدجاج وتخصيص عاملات لتقديمه للمدعوين».

ولفتت إلى أن «بعض الأشخاص يستأجرون منتجعاً أو مزرعة في حال لم يكن فناء المنزل كافياً، ما يجعل حفلات الشواء مبالغاً فيها مالياً بالنسبة إلى كثيرين».

وعزا المواطن يوسف محمد سالم، من الشارقة، أسباب ظهور مثل هذه المناسبات إلى «انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كانت حفلات الشواء سابقاً أمراً يقتصر على الشواء في المناطق المخصصة لها، مثل المناطق الصحراوية أو الشواطئ أو فناء المنزل بأدوات بسيطة، إلا أنها أصبحت في أماكن مخصصة وبحاجة لشركات تنظيم وتزيين».

وأضاف أن «المبالغة أمر غير صحي»، متهماً شركات تنظيم المناسبات بأنها «تبتكر هذه المبالغات وتستعين بمشاهير التواصل الاجتماعي لتسويقها داخل المجتمع من أجل الربح المادي فقط».

وأشار إلى أن «العوائل متوسطة الدخل أصبحت تضع على نفسها حملاً مالياً من أجل مجاراة هذه المظاهر، إذ تنظمها على حساب مناسبات اجتماعية أخرى لها أهمية أكبر»، مطالباً بتوعية الأسر بعدم التبذير بالمناسبات الاجتماعية، ومراقبة أسعار شركات تنظيم المناسبات، وتحديد أسعار خدماتها.

من جانبها، أكدت مديرة مكتب «أضواء» لتنظيم حفلات الأفراح، مريم الحمادي، زيادة الإقبال على تنظيم حفلات الشواء، وغالباً تكون في مزرعة أو منتجع، أو فناء المنزل بالقرب من أحواض السباحة.

وأضافت: «تختلف كلفة حفلات الشواء من عائلة لأخرى، إذ تبدأ من 7000 درهم في الحفلات البسيطة، وتزيد على 30 ألف درهم في الحفلات الكبيرة التي يزيد عدد المدعوات فيها على 50 مدعوة»، لافتة إلى أن «الحفلات عادةً تكون في فترة المساء وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل».

وتابعت أن الخدمات التي تقدمها تشمل تجهيز المكان بالكراسي والطاولات المزينة بأشرطة وورود، وتوفير كميات مناسبة من اللحوم والدجاج للشواء، إلى جانب الوجبات الخفيفة التي تقدم في أطباق مزينة داخل عربات صغيرة تتجول بها العاملات بين طاولات الضيفات.

وأكدت مديرة مكتب «تيجان» لتنظيم حفلات الأفراح في الشارقة، كريمان عبداللطيف، أن «المناسبات كانت مقتصرة على الأفراح، أما حالياً فأصبحت طلبات الزبائن مختلفة ومتعددة»، لافتة إلى أن زيادة الطلبات جعلتها تجاري هذه المناسبات وتبتكر طرقاً جديدة في عرضها حتى تتماشى مع رغبات الزبائن.

وشرحت أن «الزبائن يرغبون في طلبات خاصة تحتاج إلى فترات طويلة لتجهيزها من محال النجارة، أو لاختيار وشراء نوعيات الأقمشة الخاصة بتزيين الطاولات التي تكلف مبالغ كبيرة، لذلك ترتفع أسعار الخدمات حسب التفاصيل، وبعض الاحتفالات تحتاج إلى عاملات لمساعدة المدعوين، وهذه قيمة أخرى تضاف إلى الحساب».


- شركات تجهيز الحفلات تبتكر مظاهر خيالية لحفلات الشواء العادية.

- أسر تخصص مكاناً لحفلات الشواء بعد تهيئته بالديكور والإضاءة.

- الحاجة متنامية لتوعية شرائح المجتمع بضرورة التزام السلوك الوسطي.

تويتر