أكدوا دور الإمارات في تنمية التعايش بين فئات المجتمع

3700 قيادي وخبير ومسؤول يبحثون نشر قيم التسامح عالمياً

الدورة الثانية لقمّة التسامح تدعم الحوار البناء بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان. من المصدر

انطلقت في دبي، أمس، فعاليات الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح تحت شعار «التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي ينظمها المعهد الدولي للتسامح.

ويشارك في القمة نحو 3700 مشارك من القادة العالميين والخبراء الدوليين ومسؤولين حكوميين ومتخصصين من أكثر من 121 دولة حول العالم، لبحث سبل نشر قيم التسامح عالمياً، ودعم الحوار البناء بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان، والتأكيد على احترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، وكيفية تدريب وتمكين الشباب من ممارسة وتبنّي نهج التسامح.

وأكد العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح، الدكتور حمد الشيباني، في كلمته الافتتاحية، على الدور الريادي الذي تؤصله الإمارات في نشر قيم التسامح على المستوى العالمي بفضل القيادة التي تحرص على تنمية قيم التسامح والتعايش والسلام بين فئات المجتمع، لتصبح منصّة عالمية للحوار الإنساني، وأوضح أن احتضان الإمارات لأعمال القمة العالمية للتسامح في دورتها الثانية يأتي ضمن مبادراتها لترسيخ التسامح في العالم ومكافحة التطرف.

كما أكد أن الهدف من القمة هو تعزيز قيم وثقافة التعايش في المجتمعات.

من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة للقمة، داوود الشيزاوي، إن القمة العالمية للتسامح نجحت في حشد عدد كبير من المتخصصين والمهتمين في تنمية المجتمعات، وتعزيز قيم التسامح والسلام، وترسيخ المفاهيم الإنسانية الرفيعة بصورة فاعلة في تحقيق أمن المجتمع واستقراره وبناء مستقبله المنشود.

وأضاف أن الجلسات الحوارية والورش التفاعلية والبرامج المصاحبة للحدث تكتسب أهميتها، لكونها ترتكز على رؤية علمية دقيقة وخبرات متراكمة يحملها المتحدثون، علاوة على تجارب معاشة، مشيراً إلى تركيز القمة على الشباب باعتبارهم ركيزة أساسية للوصول إلى غايات وأهداف التنمية المستدامة.

وذكر أن شعار القمة «التسامح في ظل الثقافات المتعددة» يحمل دلالة عميقة تعكس إرادة الدولة ورهانها في جعل أبناء الدولة دعاة مجد وتسامح ورقي، وفاعلين أساسيين في ترسيخ قيم الوحدة والتعاون والحوار، وتمكينهم من تحقيق استراتيجيات التنمية المستدامة والواعدة.

وناقش المشاركون في ورش العمل والجلسات جملة من التحديات التي قالوا إنها لا تختص بدولة بحد ذاتها، بل تمتد إلى مختلف الحضارات، حيث تواجه المجتمعات العديد من التّحديات، ومنها غياب تحمّل المسؤولية بالمشاركة في بناء الأوطان، مشددين على أنّ بناء المجتمعات يقوم على أساس الاحترام، راهنين تقدم المجتمعات وتحقيق تطلعاتها بالعلم والمعرفة والبحث وإعطاء الشباب فرصة للانطلاق والإبداع وتحقيق الازدهار.

وشهدت القمة جلسة حول التسامح في التعليم العالي، وجلسة أخرى تناولت التأثير الاجتماعي للتسامح على شباب اليوم، واستخدام التسامح في تحقيق السلام واحترام التنوع ومحاربة العنصرية، والتحديات التي تواجه المنظمات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز السلام والتسامح.

وأكدت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالسعودية، إيناس بنت سليمان العيسى، أن التسامح حاضر في مختلف نشاطات الجامعة، حيث يجري تجهيز الطلاب كي يصبحوا أعضاء ناشطين في المجتمعات المتسامحة والمستدامة.

كما عقدت جلسة بعنوان «الدور الفعال لوسائل الإعلام في التوسط من خلال رسائل التسامح»، تناولت الدور الفعال لوسائل الإعلام في التوسط من خلال رسائل التسامح، وتعزيز السلام والتسامح والتنوع، من خلال جميع القنوات والمنصات الإعلامية، وضرورة مكافحة الأخبار الوهمية.

وأكد المشاركون ضرورة التزام الإعلام بالمهنية والموضوعية، مع إحداث التأثير الإيجابي بنشر قيم التسامح، وتعزيز الوعي في المجتمع.

كما شهدت القمة إتاحة الفرصة لعرض مشروعات الطلبة للتسامح، حيث ألقى طلبة من جامعات ومدارس بالدولة الضوء على مشروعاتهم المتعلقة بالتسامح، مع تبادل وجهات النظر والآراء حولها.


دعم مبادرات التسامح

وقّعت شرطة دبي مذكرة تفاهم مع المعهد الدولي للتسامح، على هامش فعاليات القمة، بهدف تقوية أواصر التعاون وتحقيق التكامل في علاقة الشراكة بين الجانبين في مجال التسامح. واتفق الطرفان على دعم المشروعات والمبادرات والأنشطة ذات العلاقة بمجال التسامح، والتعاون في تطوير أنظمة عمل ذات كفاءة متطورة، وفق أفضل الممارسات العالمية، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات في مجال التسامح.

تعزيز مبادئ التعايش السلمي

تركز القمة العالمية للتسامح على كيفية تعزيز مبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل وتقبّل الآخر وتفهّمه وحفظ الكرامة الإنسانية، وتحقيق الصداقة بيـن البشر، على تنوع واختلاف أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ولغاتهم، من خلال تناولها قضايا حياتية مختلفة في مجالات عدة من تعليم، وبيئة العمل، ودور القيادات الحكومية والدينية في إرساء قواعد التسامح، وقضايا المساواة والعدل وغيرها، وتشمل جميع فئات المجتمع من نساء ورجال وشباب.

مشاركون أكدوا ضرورة التزام الإعلام بالموضوعية خلال نشر قيم التسامح.

تويتر