حمدان بن محمد: مستقبل العالم يصنعه الشباب ودورُنا أن نعينهم على مهمتهم

دبي تستضيف بطولة العالم للروبوت 24 أكتوبر بمشاركة 191 دولة

صورة

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أن دبي تواصل تأكيد مكانتها كمنصة عالمية لأفضل العقول والمواهب الشابة والطاقات الواعدة في المجالات كافة، مع اهتمام متزايد بمجال التكنولوجيا وضمن مختلف قطاعاتها، لأهميته كقاطرة الدفع الرئيسة للثورة الصناعية الرابعة، التي تسعى دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لحجز مكانة متقدمة بين مصاف أهم الدول الرائدة فيها.

كما أكد سموه، بمناسبة بدء الاستعدادات لاستضافة دبي لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، أن التكنولوجيا أضحت بمثابة القلب النابض لصناعة المستقبل، إذ يعزز الإنسان بها قدرته على مواجهة التحديات المحيطة به، ويستعين بها لتعظيم فرصه وضمان غد حافل بالفرص، له ولأبنائه وللأجيال القادمة من بعدهم.

وقال إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الرامية إلى الوصول بدولتنا إلى أرفع مستويات التميز، أثمرت في تهيئة البيئة المناسبة لتحفيز شبابنا على الانخراط في مجال العلوم الحديثة، مع الاهتمام بأهم ما قدمته التكنولوجيا المتقدمة، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي، التي أصبحت اليوم محلّ أنظار العالم بما تملكه من قدرات، وما تتيحه من حلول.

وتجمع البطولة أفضل العقول الشابة المبدعة من مختلف أنحاء العالم، إذ يشارك أكثر من 1500 متسابق من 191 دولة في الحدث الذي سيُقام خلال الفترة 24-27 أكتوبر الجاري في «فستيفال أرينا». وهذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها البطولة العالمية خارج الأميركتين.

وأكد سمو ولي عهد دبي أهمية الحدث، كونه يركز على الفئة الأهم في صنع المستقبل، وهي الشباب. كما أنه يُقام في مدينة نجحت في ترسيخ موقعها كمركز عالمي للإبداع.

وقال سموه: «دبي أرض المواهب.. مبدأ أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ومثل هذه الفعاليات العالمية تواكب هذا المبدأ المهم، وتترجمه إلى واقع مُعاش.. وتُعظِّم المردود الإيجابي المرجو من ورائه. دبي اليوم هي ملتقى الأفكار ومركز الإبداع، إذ تلتقي فيها نُخب العقول. ومبادراتها تضيء الطريق نحو غد نملك فيه زمام الريادة». وأضاف سموه: «مستقبل العالم يصنعه الشباب.. ودورنا أن نعينهم على القيام بهذه المهمة بنجاح. واستراتيجيتنا تقوم على تمكين الشباب وتوسيع دائرة مشاركتهم في كل المجالات. إعداد الشباب لمواجهة تحديات المستقبل، وإمدادهم بالأدوات التي تمكنهم من ذلك واجب ومسؤولية جماعية، تأتي بين أهم الأولويات. إننا نتطلع لغدٍ تتكاتف فيه الجهود، ويزداد فيه إسهام الشباب لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع».

وأشار سموه إلى أن استضافة هذا الحدث في دبي لأول مرة في المنطقة، بل للمرة الأولى التي يُقام فيها خارج الأميركتين، أمر يؤكد مكانة دولة الإمارات وريادتها في مجال استقطاب واحتضان المبتكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، لاسيما الشباب منهم، ويبرز حرصنا على التعاون مع المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة كافة، في مجالات توظيف وتطوير وتبني التكنولوجيا الحديثة، وتنظيم الأحداث العالمية المتخصصة في استشراف المستقبل والتكنولوجيا الحديثة.

وتُعدُّ بطولة تحدي «فيرست جلوبال» الأكبر من نوعها عالميا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى بناء جسور للتواصل الفكري والمعرفي بين أجيال الشباب من مختلف أنحاء العالم، على تنوع ألسنتهم وخلفياتهم الثقافية، فضلاً عن دعم جهود الدول والمنظمات العالمية لمواجهة مختلف التحديات، ومواكبة المتغيرات المتسارعة، وبناء جيل قادر على توظيف الأفكار المبتكرة والخلاقة، لمصلحة البشرية، حيث تحدد البطولة في كل دورة من دوراتها تحدياً جديدياً، وتدعو المشاركين إلى توظيف تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول تسهم في التغلب على كل منها بصورة فعالة.

وأعلن عن فوز الإمارات بتنظيم تحدي «فيرست جلوبال»، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، ووزير الطاقة الأميركي، ريك بيري، خلال الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات، التي نظمتها دبي في فبراير الماضي.

ومع الاستعدادات لاستضافة البطولة العالمية الكبرى، أكد القرقاوي أن الإمارات تتبنّى رؤية مستقبلية ترتكز على توظيف أدوات الثورة الصناعية الرابعة، والحلول التكنولوجية المتقدمة لمواجهة التغيرات المتسارعة والتحديات التي تنطوي عليها، مشيراً إلى أن تنظيم هذا الحدث العالمي يشكل إضافة لمسيرة صناعة المستقبل، ويعكس موقع دولة الإمارات الريادي في دعم وتطوير قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لما فيه خير المجتمعات.

وقال إن استضافة حدث عالمي بحجم وأهمية بطولة «فيرست جلوبال» العالمية، تؤكد حرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكات العالمية الهادفة إلى صناعة مستقبل أفضل للإنسان، من خلال دعم المواهب والعقول وأصحاب الأفكار الاستثنائية، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في نشر المعرفة والابتكار وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، في الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الحدث، نظراً لتركيزه على قطاع الشباب الذي يمثل محور عملية صناعة المستقبل.

وتهدف البطولة العالمية إلى تشجيع الشباب على تطوير قدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والابتكار والتصميم، وتمكينهم بالأدوات اللازمة، وتنمية مهاراتهم وخبراتهم في تصميم الروبوتات، من أجل تشكيل صورة مستقبلهم بأيديهم وعقولهم، وإشراكهم في مرحلة عمرية مبكرة في التفكير الهادف لاستحداث حلول ناجعة تسهم في التغلب على التحديات التي تواجه العالم، ومعالجة الإشكالات الأكثر إلحاحاً في قطاعات حيوية، مثل: المياه النظيفة والطاقة وغيرهما، من خلال مسابقات رياضية لتطوير الروبوتات.


ولي عهد دبي:

«دبي أرض المواهب، وملتقى الأفكار، ومبادراتها تضيء الطريق لغدٍ نملك فيه زمام الريادة».

«نتطلع لتكاتف الجهود، وزيادة إسهام الشباب في جعل العالم مكاناً أفضل للجميع».

معايير المشاركة

اختيرت الفرق المشاركة في الدورة الثالثة لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، بناء على نتائجها في سلسلة من الفعاليات استمرت طوال العام في مختلف دول العالم، يتم خلالها توزيع عدد من الصناديق، تضم أجزاءً وقطعاً إلكترونية لتصميم وتجميع روبوت بإمكانه إيجاد حلول ناجحة للعديد من التحديات والمهام المتنوعة التي تصممها هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية.

وشهدت الدورات السابقة مشاركة مئات الفرق الطلابية من مختلف أنحاء العالم لابتكار روبوتات تساعد على إيجاد حلول لتحدي الوصول إلى المياه النظيفة في مدينة واشنطن 2017، وتحدي توفير الطاقة المستدامة في مدينة المكسيك 2018، وسجلت اهتماماً عالمياً لافتاً.

دبي - الإمارات اليوم

1500

متسابق سيتنافسون في أكبر تحدٍّ عالمي للشباب في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

حماية المحيطات

تركّز منافسات بطولة «فيرست جلوبال» العالمية في دورتها الحالية، التي ستنظمها مؤسسة دبي للمستقبل، على توظيف تكنولوجيا الروبوتات في مجال «حماية المحيطات»، وتنظيفها من ملايين الأطنان من الملوثات، التي تنجم بصورة رئيسة عن الأنشطة الصناعية غير المنضبطة وغير الملتزمة بالاشتراطات البيئية، ومن جرّاء سوء إدارة أنظمة الصرف الصحي، والممارسات البحرية الملوِّثة، ما يؤثر سلباً في الحياة البحرية، ويهدّد الثروات السمكية التي تعد من أهم مصادر الغذاء حول العالم، فضلاً عن التهديد الصارخ للتنوع البيئي، وتعريض أصناف عديدة من الكائنات البحرية لخطر الانقراض.

وتتمتع الإمارات بمكانة رائدة على مستوى العالم في دعم الجهود الرامية إلى ضمان صحة المحيطات واستدامة تنوعها البيولوجي، وتعزيز العمل المشترك والموارد والتمويل للحفاظ على بيئة بحرية نظيفة، فضلاً عن إسهاماتها في مجال تعزيز الوعي حول أهمية ثقافة الحفاظ على البيئة، لإحداث تغيير إيجابي، في الوقت الذي تعدّ فيه مسألة تلويث المحيطات لاسيما بالمخلفات البلاستيكية، بما تشكله من تهديد سافر للبيئة البحرية، قضية عالمية تتطلب تحركاً جماعياً من جميع دول العالم. وكانت الدولة قد تعهدت خلال الدورة السادسة من القمة العالمية للمحيطات، بالمشاركة في تعاون دولي لتنظيف مجاري 10 أنهار رئيسة في إفريقيا وآسيا، ومعالجة التلوث بالنفايات البلاستيكية في المناطق الساحلية، وضفاف أنهار عدد من البلدان النامية في إفريقيا وآسيا.

«حماية المحيطات وتوظيف الروبوت في تنظيفها من الملوثات، موضوع تحدي الدورة الثالثة للبطولة».

محمد القرقاوي:

«الإمارات تتبنّى رؤية مستقبلية لتوظيف التكنولوجيا المتقدمة، لمواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات».

تويتر