مواثيق

«وثيقة السعديات»: غياب التسامح يؤدي إلى الكراهية

أكدت وثيقة السعديات، التي صدرت في ختام المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، الذي عقد في أبوظبي، يناير الماضي، أن غياب التسامح في المجتمعات يؤدي إلى ظهور خطاب الكراهية والتخوين.

وقالت الوثيقة إن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمتنا العربية من جهات عدة، توجب التجمع لا التفرق، وإن اختلفت الأفكار والقناعات، بعيداً عن لغة العنف والكراهية والتخوين، وهي لغة أنتجها، أكثر من أي وقت مضى، غياب ثقافة التسامح، وحضور خطاب الإقصاء والهويات الصغرى على حساب الهوية الوطنية الجامعة.

ودعت إلى وضع نهضة الثقافة العربية في واجهة أولوياتها، وعدم الفصل القسري، التعسفي، بين الثقافة من جهة، والتربية والتعليم والتنمية، من جهة ثانية، والارتقاء بمحتوى مناهج التعليم ووسائل الإعلام، بما يخدم وعي الإنسان العربي في الحاضر وإعداده للمستقبل.

كما طالبت الدول العربية بتبنّي قيمة التضحية بوصفها قيمة مطلقة تسهم في بناء الأوطان، وإعلاء قيم التسامح، ورسوخ القضية الفلسطينية في ضمير الأمة العربية.

واعتبرت الوثيقة أن الكاتب هو ضمير أمته، لا على سبيل القول المفرغ من مضمونه، بل على سبيل الحقيقة، ومن ثم على الكتّاب العرب، إبداعاً وعملاً ثقافياً، تحويل الشعار إلى برنامج، والبرنامج إلى مشروع ينفّذ في الواقع.

ودعت الأدباء والكتّاب إلى تعزيز أفكار النهوض والتجديد والتطوير، والتحليق بها عالياً عبر جناحَي الحرية والحوار، وبينهما إدخال المدارس والجامعات العربية في تقدم العصر وروحه، مع تحقيق التوازن مع الأصالة والتراث، وإلا فهو التقدم القشري، المنبتّ عن جذوره، والتغيير الذي لا يثمر إلا مزيداً من الضياع وشلال الدم، وتفسيخ المجتمعات العربية، وتدويل قضاياها الوطنية.

وأضافت أن دور الأديب والكاتب العربي مهم في مختلف المراحل، وتتضاعف أهميته في هذه المرحلة التي يخيل للمتأمل فيها أنها تؤدي، لا محالة، إلى المتاهة أو المجهول، ما يؤسس، بالضرورة، لتكريس وعي الكاتب العربي بأمته وآلامها وآمالها.

تويتر