تعرّف إلى تفاصيل القمر «813» المُهدى من الإمارات للعالم العربي

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن تفاصيل القمر «813» الاصطناعي، الذي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتطويره ليكون بمثابة هدية من دولة الإمارات إلى الدول العربية.

جاء الإعلان عن القمر الاصطناعي الجديد بمناسبة توقيع ميثاق تأسيس «المجموعة العربية للتعاون الفضائي»، ضمن فعاليات النسخة الثانية من «مؤتمر الفضاء العالمي»، الذي يُعدّ أكبر تجمع لقادة القطاع الفضائي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنظّمه وكالة الإمارات للفضاء حتى الـ21 من مارس الجاري، حيث شهد أيضاً تصويت الأعضاء بالإجماع على رئاسة دولة الإمارات للمجموعة.

وسيعمل على تصميم وتصنيع القمر الاصطناعي الجديد عدد من المهندسين والشباب العرب، من الدول التي وقّعت على ميثاق تدشين المجموعة الأولى من نوعها في العالم العربي، وتجمع تحت مظلتها 11 دولة، هي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، وجمهورية الجزائر الديمقراطية، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، وجمهورية السودان، والجمهورية اللبنانية، ودولة الكويت، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية.

وجرت تسمية القمر بـ«813»، وهو تاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد بعهد المأمون، البيت الذي جمع العلماء وترجم المعارف وأطلق الطاقات العلمية لأبناء المنطقة، حيث سيعمل القمر المتعدد الأطياف على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء.

وسيجري تمويل القمر الاصطناعي الجديد من قبل وكالة الإمارات للفضاء، وسيقوم المهندسون العرب بتطويره، ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين بإمارة أبوظبي، والذي يعتبر أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وستستغرق عملية تطوير القمر الاصطناعي ثلاثة أعوام كاملة، وسيكون عمره الافتراضي نحو خمسة أعوام، كما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في دولة الإمارات، ومحطات استقبال فرعية في بعض الدول العربية، لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.

وقال الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «القمر الصناعي (813)، هو رسالة توجهها دولة الإمارات إلى المجتمعات العربية كافة، بجدية الطموح في إعادة الريادة العربية لقطاع الفضاء، والذي تدرك الدولة أنه جسر عبور للمجتمعات العربية إلى مستقبل مشرق ومتقدم بقيادة الدولة، وبقوة الإرادة والطموح والعزيمة».

وأضاف الفلاسي: «لن يكون الإنسان العربي، بعد اليوم، في موقع المشاهد للمنجزات الحضارية للآخرين، أو مستورداً للعقول والخبرات والكفاءات، فالقمر الاصطناعي الجديد سيجري تطويره بأيادٍ العرب لخدمة العرب، وسيكون له دور كبير في تعزيز المقدرات العربية في مجال التصنيع الفضائي، إلى جانب نشر هذه المعارف العلمية المتقدمة في تصنيع الأقمار الاصطناعية إلى الدول العربية كافة، والتي تعتبر حصيلة البحوث وعمليات جمع الخبرات التي قامت بها دولة الإمارات، خلال السنوات القليلة الماضية، ودخلت فيها عصر التصنيع الفضائي».

وأكد الفلاسي أن قيادة دولة الإمارات لقطاع الفضاء على مستوى المنطقة، تحققت بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، وجهود متواصلة من أبناء الإمارات للتطور في مختلف الميادين العلمية، خصوصاً الفضائية منها، وذلك لدفع مسيرة الحداثة والريادة والنهضة، ورفع راية الإمارات في مختلف المحافل الإقليمية والعالمية.

من جانبه، قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «يضم المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء مرافق علمية وصناعية متطورة، قادرة على تطوير أعقد المشروعات ذات الصلة بالقطاع الفضائي، لذا يفخر المركز باحتضان عمليات تطوير هذا المشروع العربي الأول من نوعه في المنطقة، لأهميته في تعزيز العمل العربي المشترك، وإلهام الشباب العربي لدراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء، والعمل في القطاع الفضائي في المستقبل».

يذكر أن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء تأسس بالتعاون بين وكالة الإمارات للفضاء، والهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، ممثلة بصندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر أول مركز بحث فضائي على مستوى الشرق الوسط، وحاضنة للأعمال البحثية والتطويرية والابتكار في مجال الفضاء، حيث يضم مجالات بحوث متعددة التخصصات، تتمحور حول اتصالات الأقمار الاصطناعية، والاستشعار عن بعد، وعلوم الفضاء والغلاف الجوي وتكنولوجيا الفضاء.

وجاء تدشين المجموعة العربية للتعاون الفضائي بمبادرة من دولة الإمارات، وتسعى من خلالها إلى إطلاق منظومة تجمع المقدرات التقنية والمؤهلات والكوادر العلمية لتعمل على مشروعات متقدمة تعزز مساعي المجتمع العلمي العالمي نحو استكشاف الفضاء الخارجي، إلى جانب رعاية مبادرات وبرامج لتأهيل وتدريب الكوادر القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي، الذي سيدفع بالمشروعات المشتركة إلى تحقيق أهدافها.

ويتزامن تدشين المجموعة مع حركة انتعاش تشهدها المنطقة نحو الدخول والتوسع في قطاع الفضاء والعلوم المرتبطة به، سواء من حيث تأسيس هيئات ووكالات فضائية على المستوى الوطني، أو على صعيد إطلاق الأقمار الصناعية لأغراض تجارية وعلمية تعليمية، حيث سخرت دولة الإمارات - في سبيل إنشاء المجموعة - خبراتها التي جمعتها من عملية تطوير القطاع الفضائي الوطني في الدولة، خصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية، التي شهدت تحقيق مجموعة من الإنجازات المهمة، وتقرر نتيجة لنجاح هذه الاجتماعات إنشاء فريق عمل متخصص من الخبراء والمتخصصين، ليعمل على تحديد ماهية المجموعة وطبيعة عملها وأنشطتها ومهامها المستقبلية.

تويتر