عاصر مؤسس الدولة 42 عاماً

العامري: زايد سابق الزمن لضمان الازدهـار والتطـور والرخـاء للمواطنين

صورة

عاصر المواطن أحمد سالم بن هويمل العامري، البالغ 70 عاماً، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، في كثير من محطات حياته، وكان مرافقه الخاص لمدة 42 عاماً، منذ توليه الحكم إلى أن توفي، رحمه الله، في عام 2004. كما رافقه في رحلات العلاج. وخلال هذه الفترة، عرف العامري الشيخ زايد عن قرب، ولمس حرصه على مستقبل دولته، وسعيه الدائم من أجل رفعة شعبه، وتمهيد سبيل التقدم أمامه، وضمان الرفاهية له.

وأكد أن الشيخ زايد كان يسابق الزمن لضمان الازدهار والتطور والرخاء للمواطنين، فبادر إلى تعمير المناطق، وتشييد الطرق والمطارات والموانئ والمستشفيات، وركز على التعليم وبناء الإنسان.

 

وأضاف: «كان يشير إلى أبنائه الطلبة ويردد أن هؤلاء هم ثروة الدولة ومستقبلها. ولو كان بيننا حالياً، لسعد بوصول شعبه إلى الفضاء، كما يفاخر المواطنون اليوم بأنهم عيال زايد، وغرسه».

سكن العامري مع قبيلته (العوامر) في منطقة زاخر، في العين، التي سماها الشيخ زايد بهذا الاسم (اسمها القديم هو موافجة). وحينما بلغ الـ14 عاماً، توجه إلى أبوظبي بحثاً عن عمل. كانت السيارة تستغرق نحو 20 ساعة في رحلة الذهاب من مدينة العين إلى أبوظبي. وعند وصوله إلى هناك، توجه إلى شرطة أبوظبي، وسأل عن فرص العمل فيها، وتمكن من الانضمام إليها، حيث عمل مدرب مشاة، ووصل إلى رتبة عريف، ثم انتقل للعمل عند الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، حيث رافقه لمدة ثلاث سنوات، ثم رجع إلى مدينة العين.

وأضاف: «عملت سائقاً خاصاً للشيخ زايد من سنة 1968 إلى 1974، ثم أصبحت حارسه الخاص، وقائد فصيلة الحرس الخاص. وفي فترة (المقناص) كنت أحد الصقارين الخاصين للشيخ زايد، إذ رافقته في كل رحلات القنص، وفي الزيارات الرسمية كضابط حرس خاص. وتعلمت في مدرسة الشيخ زايد الكثير، وكنت أحد شهود العيان على تطور الإمارات من بداية تأسيسها إلى رحيله إلى جوار ربه».

وقال العامري: «حينما تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم، كنت في مدينة العين، وجاء أحد الحراس وأخبرني بأنني سأعمل مرافقاً عسكرياً له. كان قد سبق لي التقديم على هذه الوظيفة مع اثنين من أفراد قبيلة العوامر. وقد وفقنا الله بها، وكان شرف لنا أن نكون مرافقين للشيخ زايد، الذي كان يتميز بصفات لا يتحلى بها أي قائد آخر، إذ كان كريماً وشجاعاً ومتواضعاً ونبيلاً. ولو أننا تحدثنا طويلاً عنه فلن نستطيع أن نفيه حقه». وتابع: «بعد مرور ثلاثة أشهر تقريباً على عملي مع الشيخ زايد، دخلنا دورة عسكرية تحت مسمى (أمن وحماية)، وكان مقرها الأردن. وبعد إنجاز الدورة، ألحقنا بدورة أخرى في المغرب».

وأضاف: «كنت المرافق الخاص للشيخ زايد في الزيارات الخاصة والرسمية منذ توليه مقاليد الحكم إلى أن وافته المنية في نوفمبر من عام 2004. وبعد وفاته، تقاعدت. وقد شهدت وصول خبير زراعي إلى قصر المنهل في أبوظبي لزراعة أشجار مانجو في ساحاته، كما طلب منه الشخ زايد، فقد أحضر الخبير شتلات مانجو وخلطها مع كمية من السماد وزرعها، ولكن الأشجار لم تنم. وبدا أن الخبير يائس من إمكان نجاح زراعتها، بسبب تربة الأرض غير الصالحة للزراعة، كما قال. وقد توقع أن يتوقف الشيخ زايد عند هذا الحد، وينسى الأمر، لكنه فوجئ به يأمر بجلب رمل من مدينة العين، ويطلب إعادة المحاولة. وخلال فترة قصيرة، أظهرت الشتلات استجابتها للظروف الجديدة، وما هي إلا سنوات حتى انتشرت المساحات الخضراء من مدينة أبوظبي إلى مدينة العين ومن أبوظبي إلى المنطقة الغربية. لقد تحولت الكثبان الرملية والصحارى إلى واحات خضراء ومزارع ممتدة».

وأضاف أن «الشيخ زايد - رحمه الله - ركز على التعليم، وكان يخصص راتباً لمن يُدخل أبناءه إلى المدارس، تشجيعاً منه لهم، واهتماماً بأبناء شعبه، لحثهم على الانخراط في التعليم»، مؤكداً في كل مناسبة أنهم الثروة الحقيقية للوطن.

وتابع: «اليوم نحصد ثمار رؤية زايد، التي تجسدت في جيل إماراتي قادر على إرسال قمر اصطناعي باسم (خليفة سات) إلى الفضاء. لو كان زايد بيننا لافتخر بأبنائه المواطنين».


أحمد سالم بن هويمل العامري:

«تعلمت في مدرسة زايد الكثير، وكنت أحد شهود العيان على تطور الإمارات منذ بداية تأسيسها».

«الشيخ زايد ركّز على تعليم المواطنين، وكان يخصص راتباً لمن يُدخل أبناءه إلى المدارس، تشجيعاً منه لهم».

جائزة لترك التدخين

روى أحمد هويمل العامري أن الشيخ زايد، رحمه الله، وضع خلال رحلة صيد في إحدى مناطق باكستان 10 آلاف درهم جائزة لمن يترك التدخين. وكان يحث مرافقيه والقريبين منه على ترك هذه العادة، وتمكن بفضل حكمته من إقناع كثيرين بذلك. ومع أنه لا يتذكر اسم الفائز بالجائزة، فهو يؤكد أن حرص الشيخ زايد على سلامة أبناء شعبه يمثل واحدة من الصفات الكبيرة التي تحلى بها.

 

تويتر