«التربية» تتيح لمديري المدارس اتخاذ ما يلزم.. و«مواصلات الإمارات» تتخذ إجراءات طارئة

أهالٍ يطالبون بجسور ومعابر على الطرق الجبلية لحماية الطلاب أثناء الأمطار

صورة

طالب أولياء أمور طلبة بإقامة جسور ومعابر على الطرق التي تتضرر بفعل مياه الأمطار، لحماية ساكني هذه المناطق، وتسهيل حركة السير أمام الحافلات المدرسية وجميع الموظفين، مؤكدين أن وجود مدارس في مناطق جبلية ومرتفعات يمثل خطورة كبيرة على طلبتها، خصوصاً في الظروف الجوية غير المستقرة، كما طالبوا الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطلبة أثناء اليوم الدراسي، وخلال رحلتهم اليومية من البيت إلى المدرسة، والعكس.

من جانبها، أفادت وزارة التربية والتعليم بأنها تفوض مديري المدارس بمهام اتخاذ الإجراءات اللازمة في الأحوال الجوية غير المستقرة، فيما أكدت مؤسسة «مواصلات الإمارات»، فرع إمارة رأس الخيمة، أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة مخاطر النقل المدرسي خلال موسم سقوط الأمطار الغزيرة، لحماية طلبة المدارس القريبة من المناطق الجبلية ومجرى الأودية، وضمان سلامة وصولهم إلى المدارس ومنازلهم بشكل آمن.

وتفصيلاً، قال ولي أمر طالب، علي المزروعي، إن المدارس التي بنيت في مناطق جبلية قد تمثل خطورة في حال هطول أمطار غزيرة، خصوصاً عند عبور الطرق التي تقع في الوديان، إذ إن تلك المدارس تعاني مشكلة تعطل الدراسة أياماً عدة في حال هطلت أمطار غزيرة، ما يعيق العملية التعليمية، ويعطّل الدراسة، مشيراً إلى أن بعض الأهالي يضطرون إلى إبقاء أبنائهم في المنازل خوفاً على سلامتهم، مشيراً إلى أن مدينة وادي الحلو تمتلك ثلاث مدارس، تشمل المراحل رياض الأطفال والابتدائي والثانوي.

وقال غاشم علي، وهو ولي أمر طالب احتجز أول من أمس في مدرسة رميثة الأنصارية في منطقة مربض بالفجيرة، إن ابنه ظل في المدرسة أكثر من أربع ساعات، إذ عاش أوقاتاً عصيبة من القلق والخوف على ابنه في حال عبرت الحافلات المدرسية في الوادي، وقد تعلق في وسطه، بسبب الحفر التي يسببها جريان الوادي.

وشدد على ضرورة إقامة جسور ومعابر على الطرق التي تتضرر بفعل مياه الأمطار، خصوصاً الطرق التي تمر منها الحافلات المدرسية، لافتاً إلى أن إقامة الجسور على الطرق التي يُعبر منها إلى المدارس في المناطق الجبلية أمر مهم جداً، لأن الطريق لا يمثل خطورة فقط على الطلاب، بل على جميع المستخدمين من فئات الموظفين وغيرهم، لعدم استطاعتهم دخول المنطقة والعبور من أجل الوصول إلى منازلهم.

وترى المعلمة نورة راشد، التي تعمل في مدرسة حكومية في منطقة مسافي الجبلية، أن إنشاء المدارس في المناطق الجبلية ليس خاطئاً، على الرغم من أنها تأتي بشكل يومي من إمارة الفجيرة، وتستغرق رحلتها اليومية إلى المدرسة 40 دقيقة، إلا أن أبناء المناطق الجبلية بحاجة إلى هذه المدارس، بدلاً من أن يقضوا ساعات طويلة في طرق وعرة بشكل يومي، ذهاباً وإياباً، إلى مدارس الإمارة أو المناطق الأقرب إليهم.

ولفتت إلى أن الحكومة تحدت الظروف الصحراوية والجبلية، ووفرت على الأهالي عناء طريق طويل، وقد يكون خطراً على الحافلات الكبيرة عبورها بشكل يومي، موضحة أن التحفظ على الطلبة في المدارس أثناء هطول الأمطار الغزيرة أفضل بكثير من وجودهم في المنازل التي قد تكون بها أجهزة كهربائية مكشوفة أو غيرها، إذ يتم وضع الطلبة في الصالة الرياضية بعيداً عن أي خطر.

وطالب «أبومحمد»، من أهالي منطقة مربض، بإجراء دراسة متكاملة لمشروع يتضمن إقامة جسور ومعابر على الطرق التي تتضرر بفعل مياه الأمطار، من أجل حماية ساكني هذه المناطق، وتسهيل حركة السير أمام الحافلات المدرسية وجميع الموظفين. كما أكد ضرورة إقامة شبكة لتصريف مياه الأمطار في الفجيرة، على كل الطرق الداخلية والجبلية والخارجية، إذ إن بعض المدارس لا تعاني من طريق المدرسة نفسه، إنما من الطريق الجبلي المؤدي إليها، وتسير عليه الحافلات، إذ تعاني هذه الطرق حفراً تتراكم فيها كميات كبيرة من مياه الأمطار.

وأيدته في الرأي المواطنة فاطمة سعيد، من سكان منطقة الغزيمري في الفجيرة، وقالت: «للأسف في أوقات الأمطار الغزيرة تنقطع كل سبل الوصول إلى مكان عملي، فاضطر لاعتذر عن عدم الحضور إلى حين شفط المياه من قبل البلدية، فمنطقة الغزيمري تقع عند مصب وادٍ، وتعبرها الوديان، ما يجعل الشارع يصبح خطراً وغير مرئي، لكميات المياه المتراكمة فيه».

وأشارت إلى أن الحلول تمت المطالبة بها، وهي بناء جسور تحمي المنطقة في فصل الشتاء.

وأشار راشد الشحي، من سكان منطقة غليلة، إلى أن مجرى وادي غليلة خلال سقوط الأمطار الغزير يشكل خطراً على سلامة الطلبة، في حال قطع الحافلات المدرسية مجرى الوادي، مؤكداً أن إعطاء المدارس صلاحية تغييب الطلبة عن الدراسة إجراء مناسب، لحمايتهم من مخاطر الأمطار.

وأضاف أنه يجب على الجهات المعنية إنشاء معابر إضافية في مجرى الأودية، للحد من غرق المركبات التي تتجاوز الأودية خلال الأمطار الغزيرة، لافتاً إلى ضرورة تحديد مسارات أخرى للحافلات المدرسية، تكون أكثر أمناً.

ورأى عبدالله خميس أن إلغاء الدوام الدراسي خلال سقوط الأمطار الغزيرة مناسب جداً للحفاظ على سلامة الطلبة، وأن ذهابهم إلى المدارس قد يمنع عودتهم إلى المنازل في الوقت المناسب، وقد تحاصرهم مياه الأمطار.

وأضاف أنه يجب تزويد إدارات المدارس ومؤسسة مواصلات الإمارات بنشرة للأحوال الجوية، ليتخذوا القرار المناسب في ما يتعلق بتغيب الطلبة. ولفت إلى أن ذهاب الطلبة في الأمطار الغزيرة إلى المدارس يقلق أسرهم، خصوصاً مع فيضان الأودية وجريانها بشكل قوي، ما يجعل عودتهم إلى المنازل خطراً على سلامتهم. وأشار عبيد الحبسي إلى أن مرور الحافلات المدرسية على مجرى وادي البيح وجريانه بشكل مفاجئ خلال الأمطار الغزيرة قد يعرض الطلبة للخطر، موضحاً أنه يجب على «مواصلات الإمارات» تحديد مسارات بديلة عن مناطق الأدوية، تكون أكثر أمناً للحافلات.

وأوضح أنه يجب إنشاء معابر وتغيير مجرى الأودية لتفادي تكرار فيضانها على الطرقات والمناطق السكنية. من جانبها، أكدت مؤسسة «مواصلات الإمارات»، فرع إمارة رأس الخيمة، أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة مخاطر النقل المدرسية خلال موسم سقوط الأمطار الغزيرة، لحماية طلبة المدارس القريبة من المناطق الجبلية ومجرى الأودية، ولضمان سلامة وصولهم إلى المدارس ومنازلهم بشكل آمن.

وقال مدير المؤسسة فرع إمارة رأس الخيمة، عبيد البريكي، لـ«الإمارات اليوم» إن المؤسسة لديها إجراءات طارئة وسريعة تتبعها في موسم سقوط الأمطار الغزيرة وجريان الأودية في المناطق الجبلية القريبة من المدارس الحكومية، منها توقف الحافلات عن العمل، وعدم نقل أي طالب إلى المدرسة خلال الفترة الصباحية.

وأضاف أن من أكثر المناطق الجبلية التي تشهد جرياناً للأودية، وتشكل خطراً على سلامة الطلبة، وادي غليلة، الذي يقطع مسار الحافلات المدرسة خلال الأمطار الغزيرة، ووادي البيح، ووادي كوب، والأودية القريبة من منطقة أذن جنوب إمارة رأس الخيمة.

وأشار إلى أنه في حال سقوط الأمطار أثناء وجود الطلبة في المدارس، فإنه يتم إبقاء الطلبة في المدارس، باعتبارها مكاناً آمناً للتجمع في أورقات الطوارئ، ولا يتم إخراجهم للحافلات، لأن ذلك قد يشكل خطراً على سلامتهم، وتابع أنه يتم تأمين الغذاء وكامل الاحتياجات اللازمة.

وذكر أن المؤسسة تتواصل مع إدارات المدارس، والدفاع المدني، وشرطة رأس الخيمة، وإدارة الأزمات والطوارئ، للتنسيق في إدارة الأزمة أثناء سقوط الأمطار الغزيرة وجريان الأودية خلال وجود الطلبة في المدارس، بهدف الحفاظ على سلامتهم، ووضع خطة لتوصيلهم في الوقت المناسب، وبشكل آمن.

وأوضح أنه يتم إبلاغ أولياء الأمور من قبل المدارس بحالة الطلبة خلال موسم الأمطار، وفي عملية تأخير توصيلهم من وإلى المدارس، لافتاً إلى أن طريق وادي غليلة من أكثر الطرق التي يتم إغلاقها خلال سقوط الأمطار الغزيرة وجريان الوادي، نتيجة لجريانه بقوة، وأن المؤسسة لا تحضر الطلبة إلى المدارس في منطقة غليلة حال تلقيها تحذيرات بخطورة الحالة الجوية.

وأكدت وزارة التربية والتعليم أن سلامة الطلبة أولوية، وتنصح أولياء الأمور وطلبتها باتباع معايير اﻷمن والسلامة في مثل هذه اﻷجواء الممطرة، وتفوض إدارات المدارس اتخاذ التدابير اللازمة، وتمنحها الصلاحيات لصرف الطلبة عند الحاجة، وفقاً لمستجدات الطقس.

وأفادت بأنها تكثف التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية للتعامل مع الحالات الطارئة الناجمة عن أجواء الطقس.

أماكن تجمع المواطنين

أكدت وزارة التربية والتعليم أنها تراعي في توزيع المدارس الجديدة الخريطة الجغرافية لأماكن تجمع المواطنين، في المناطق السكنية المستحدثة، لافتةً إلى أنها راعت في تصميم المبنى المدرسي الجديد ضرورة مطابقته للمعايير العالمية، بحيث يتميز بأنه صديق للبيئة، ويراعي متطلبات الأمن والسلامة.

خطورة سير الحافلات

أوضح مدير مؤسسة مواصلات الإمارات فرع إمارة رأس الخيمة، عبيد البريكي، لـ«الإمارات اليوم»، أن جريان الأودية القريبة الموازية لمسار نقل الطلبة يشكل خطراً على سلامتهم، وأن المؤسسة تبلغ وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس الحكومية بعدم إحضار الطلبة إلى المدارس لخطورة سير الحافلات المدرسية في مناطق جريان الأودية.

توزيع طعام ومياه على طلبة عالقين

قالت مشرفة حافلة لمدرسة حكومية في مدينة خورفكان: «لم نسطع أن ننقل طلبة منطقة النحوة أول من أمس أثناء تساقط الأمطار الغزيرة، وتراكم كميات كبيرة في الشوارع المؤدية إلى المنطقة، حيث علقنا أكثر من ساعتين، وقامت مواطنة بتوزيع المياه والساندويشات على الطلبة، لشعورهم بالجوع والعطش، بعد الانتظار الطويل لانحسار المياه».

• وادي غليلة في رأس الخيمة من أكثر المناطق الجبلية التي تشهد جرياناً، ما يشكل خطراً على سلامة الطلبة.

تويتر