بهدف تسهيل اندماج الشباب في أسواق العمل العربية والخليجية

مطالب باستحداث تخصّصات علمية لاستشراف وظائف المستقبل

صورة

أكّد مسؤولون، خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر «الاستثمار في المستقبل»، أهمية وضع مناهج علمية متطورة لضمان بيئة عملية مستقبلية للشباب، واستشراف المستقبل في ظل التطورات الحاصلة على مستوى التخصصات العلمية والوظائف المطروحة، مطالبين بإطلاق تخصصات جديدة في الأجندة التعليمية الحالية، حتى تتناسب مع النهضة الحضارية العالمية ومتطلبات العصر الحديث.

وشهدت فعاليات المؤتمر إطلاق برنامج «وثبة»، الهادف إلى استقطاب القيادات الشابة وتفعيل دورها، وتشجيع وتنمية الشراكات بين القطاعات المختلفة في المجتمع، بهدف دعم المهارات القيادية والأفكار المبدعة.

وتفصيلاً، دعا وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، خلال كلمته في المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة «القلب الكبير»، بالتعاون مع الهيئات التابعة للأمم المتحدة، وحمل شعار «الشباب: تحديات الأزمات وفرص التنمية»، للانتباه إلى المقدرات التكنولوجية المتطورة، والالتزام بالتعلّم، والانفتاح على كلّ ما هو جديد ومتطور، متناولاً نماذج حضارية تنموية استعرض من خلالها تجارب دول استنزفت مواردها ولم تقدم أي شيء لشعوبها ومواطنيها، وأخرى نجحت في أن تكون دولاً قوية وريادية بفضل استثمارها الصحيح للموارد والثروات، واهتمامها بتطوير قدرات ومعارف الإنسان.

وقال إن «منطقتنا العربية كانت ومازالت منطلقاً لكثير من المعارف والخبرات التي انتقلت للعالم أجمع. ومن خلال اطلاعي على وقائع التاريخ، وجدت أن المعضلة التي جعلت منطقتنا تعاني تراجعاً في الإنتاج والابتكار، وتسلل للأفكار السلبية الهدّامة، كانت التخوّف من التقدم والتعامل مع اختراعات الآلة الجديدة».

وتابع العلماء: «نعيش اليوم في عالم مملوء بالمعارف والتكنولوجيا، إذ يحتلّ الذكاء الاصطناعي مكاناً كبيراً من حياتنا اليومية، ولا يمكننا إنكار الدور المهم الذي تلعبه الآلة في هذا العصر، وهذا يدعونا إلى الاهتمام بتعزيز معارفنا في هذه المجالات التكنولوجية، والاستفادة منها بشكل علمي، كون جميع المتغيرات التي مرّت على العالم نستطيع التحكّم فيها إذا كنّا جزءاً من إنتاج الآلة، وتعرفنا إلى تأثيراتها ومعايير استدامتها السلبية والإيجابية».

وأكد أن «كلّ ما نراه من مظاهر النجاح والتقدم على الصعيدين الاقتصادي والفكري في عالمنا الحالي، هو نتاج استشراف المستقبل، ونتاج رؤية آمنت واستفادت من القدرات التي وفّرتها التقنيات المساعدة والمساندة من حولنا»، داعياً الشباب إلى معرفة دورهم الحقيقي في المستقبل، وقال موصياً إياهم: «عليكم أن تتركوا بصماتكم في الحياة والتاريخ، لتتذكّركم الأجيال القادمة، ولتتمكنوا من قيادة حاضر ومستقبل بلادكم نحو الأفضل».

بدورها، أكدت مدير مؤسسة «نماء للارتقاء بالمرأة»، ريم بن كرم، صعوبة أن ينعم المجتمع الدولي بالاستقرار دون أن يضع خططاً وبرامج تسهم في إدماج الشباب من الجنسين، بلا استثناء، في بنيته الاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى ضرورة إشراكهم في دائرة صُنع القرار، ووضع السياسات التي تمس مصائرهم.

وأطلقت بن كرم برنامج «وثبة»، الهادف إلى استقطاب القيادات الشابة وتفعيل دورها، وتشجيع وتنمية الشراكات بين القطاعات المختلفة في المجتمع، بهدف دعم المهارات القيادية والأفكار المبدعة. وبينت أن «البرنامج، الذي صممته وتشرف عليه مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات (تطوير)، سيشهد اختيار نخبة من شباب الإمارات، وإرسالهم للتدريب في شركات ومؤسسات اقتصادية عالمية، لإكسابهم الخبرات والمهارات الوظيفية التي تتطلبها سوق العمل، إضافة إلى تعريفهم إلى مستجدات آليات الإدارة وتنمية القدرات الذاتية وكفاءة الفريق، بما يترجم سعينا المتواصل للتصدي لظاهرة اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل».

وأكدت أن تخصصات المستقبل يجب أن تراعي قدرات الشباب وميولهم ورغباتهم، إضافة إلى تأهيلهم للاندماج في أسواق العمل وبالوظائف الجديدة، التي باتت رئيسة في الدول العربية والخليجية، مثل علوم الفضاء والهندسة النووية، وغيرهما من التخصصات، لافتة إلى أن الوظائف التقليدية بدأت تتلاشى.

وقال الإعلامي عمر البوسعيدي إن «التطور الذي أحدثه الإنسان ونلمس أثره في حياتنا اليومية، في مختلف المجالات الاقتصادية والمعرفية، أوجد ما يسمى بالذكاء العاطفي، الذي يعتبر برنامجاً حاسوبياً إنسانياً، وإذا نظرنا عن كثب نجد أن الإنسانية بشكلها المثالي عامل مكمّل للتكنولوجيا، ولا يمكن أن تلغي التقنية دور الإنسان، لكن يجب أن نتخلى في وقت من الأوقات عن عبودية الآلة، وفي هذا العالم الذي تتسارع وتيرته، ويتضاعف فيه تأثير الثورة الصناعية، علينا ألا نغفل عن معاناة الشباب، خصوصاً اللاجئين منهم، الذين يحتاجون إلى مزيد من التضامن العالمي مع قضاياهم المختلفة».

وأشار البوسعيدي إلى ضرورة أن تستحدث المجتمعات والمؤسسات والمنظمات العالمية برامج تنموية ترفد الشباب بمعارف العصر، وتمكّنهم من حل المشكلات والتفكير النقدي، والتركيز على المفاوضات والمرونة الإدراكية، وغيرها من المهارات المهمة، مضيفاً أن الاستثمار في الشباب ومستقبلهم يعني توفير حياة أفضل للأجيال.

وأكد أهمية البحث والتعرف عن قرب الى احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، والفرص المتاحة أمام الشباب لتأمين وظائف لهم في المستقبل، مشيراً إلى أهمية جمع معلومات كافية عن هذه التخصصات، وتعزيز قدرة الطلبة على استيعابها ودراستها والإبداع فيها.


إطلاق برنامج «وثبة» لدعم المهارات القيادية، وتأكيد ضرورة دمج الشباب في المسيرة التنموية.

العلماء: كلّ ما نراه من مظاهر النجاح والتقدم اقتصادياً وفكرياً هو نتاج استشراف المستقبل.

تويتر