نجحتا في تأسيس نموذج مبتكر لخريطة شراكة شاملة

الإمارات والصين تدشنان 13 جسراً لطريق الحرير والتنمية الشاملة

الإمارات أكبر سوق للصادرات وثاني أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية. أرشيفية

دشّنت دولة الإمارات، وجمهورية الصين الشعبية، 13 جسراً للتعاون عبر ممرات واسعة وسريعة وبالاتجاهين، في خطوة وصفها خبراء الاقتصاد بأنها «تشكل الأساس الرئيس للتنمية الشاملة، ولطريق الحرير، الذي سيعزّز ويوثق من روابط الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة».

الحزمة الثرية من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، التي شملت مختلف أوجه التعاون، وجرى تبادلها بين البلدين، حملت في حصيلتها النهائية رسائل واضحة على كل المستويات التنموية والسياسية، وهي تؤكد في مجملها أن الإمارات والصين نجحتا في تأسيس نموذج مبتكر لخريطة شراكة شاملة على المستوى الدولي.

النموذج المبتكر في الشراكة المستدامة بين البلدين، الذي أسفرت عنه المباحثات، التي شهدتها زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، للإمارات «يعبّر عن رؤية متقدمة لمستقبل العلاقات الثنائية، من خلال شراكة استراتيجية شاملة طويلة الأمد، نعبر منها إلى مرحلة زاخرة بالنمو والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي»، وفق ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ومن المؤكد أن الإنجازات الكبيرة التي أسفرت عنها المباحثات الإماراتية - الصينية، لم تكن لتتحقق لولا الجهد المتواصل الذي كرّسته القيادة الرشيدة للدولة، في سبيل تطوير كل القطاعات، الأمر الذي جعل الدولة الاتحادية نموذجاً في التنمية الشاملة والاستقرار، وعلى النحو الذي يؤهلها لأن تكون شريكاً استراتيجياً مميزاً لدول العالم، خصوصاً لتلك الدول التي تحرص على مخاطبة المستقبل في خططتها واستراتيجيات عملها بشكل عام.

إن الرسالة الأكثر أهمية في ما حققته المباحثات بين البلدين وكما عبّرت عنه وسائل الإعلام الصينية ذاتها، تمثلت في ما أطلقت عليه مفهوم «الأولوية» في زيارة العاصمة أبوظبي، خلال جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي تبرز اهتمام الجانب الصيني بتطوير العلاقات مع دولة الإمارات، وضرورة الاتفاق على أسس راسخة للعلاقات الثنائية.

وهذه الأولوية في الزيادة تستند إلى حقائق عدة، فبحسب البيانات الرسمية، تعدّ الإمارات أكبر سوق للصادرات، وثاني أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية، وأكبر دولة عربية من حيث عدد المشروعات الاستثمارية في الصين، فيما تحافظ الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للإمارات منذ سنوات طويلة.

أما المحور الآخر، الذي التقطته وسائل الإعلام الصينية في إطار تغطيتها للحدث، فهو المتمثل في طبيعة العلاقات الصينية - الإماراتية، وما تتميز به من أهمية بالغة في الحفاط على سلامة واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

كذلك فإن إرادة الصين الثابتة في الانفتاح والتعاون، ونشاطها في بناء مجتمع يتمتع بمصير مشترك للبشرية، وتطوير علاقات دولية جديدة على المدى الطويل، هي مفاهيم تتشارك بها مع رسالة دولة الإمارات، ومن شأنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي جاءت اتفاقات ومذكرات التفاهم المتبادلة بينهما لتترجمها كحقيقة على أرض الواقع.

وفي كل الأحوال، فإن ما أسفرت عنه المباحثات الإماراتية - الصينية من نتائج، وما عممته من رسائل، يعكس في حصيلته النهائية مدى حجم الحرص الكبير الذي توليه القيادة كي تكون دولة الإمارات مواكبة للمرحلة الانتقالية التي يعيشها الخليج والمنطقة والعالم أجمع.

تويتر