بدراسة حول تأثيرها في سوق العمل

تقنية الروبوتات تستحدث وظائف غير روتينية لموظفي الحكومة و«الخاص»

يُطلق مصطلح «أتمتة» على كل شيء يعمل ذاتياً دون تدخل بشري. أرشيفية

كشفت دراسة حديثة أن المؤسسات الحكومية أو الخاصة التي تُدخل تقنية «الروبوتات المؤتْمتة»، ستحدث وظائف مهارية غير روتينية في تنفيذ وإدارة وصيانة الروبوتات، مشددة على أن المؤسسات العامة والخاصة، ستحرص في معظم الحالات، على الاحتفاظ بموظفيها على أفضل نحوٍ ممكن، من خلال إعادة بناء مهاراتهم وفق أدوار ومسؤوليات وظيفية جديدة.

3

مهارات وظيفية تحتاجها سوق العمل الجديدة، هي: إنترنت الأشياء، وتحليلات البيانات، والذكاء الاصطناعي.

ملاءمة للقطاع الحكومي

تحدثت الدراسة عن آلية ارتباط أتمتة العمليات الروبوتية بالقطاع الحكومي، موضحة أنه يمكن أن تؤدي أتمتة العمليات إلى سهولة القدرة على التوسع والحدِّ من الأخطاء اليدوية، نظراً لأهمية وطبيعة العمليات المنفذة في القطاع العام.

وقالت: «يمكن القول بأن أتمتة العمليات الروبوتية تعتبر أكثر ملاءمة للقطاع الحكومي في ما يتعلق بمجالات الأعمال، حيث تعتبر الأعمال الإدارية وأعمال القطاع العام ملائمة تماماً بشكل مثالي لأي روبوت، فكثيراً ما تكون القوى العاملة داخل القطاع الحكومي مسؤولة عن متابعة الإجراءات الصارمة والمنظمة للغاية، وتعتبر أتمتة العمليات الروبوتية ملائمة تماماً لهذه المهام بشكل فعَّال على نطاق واسع، وعلاوة على ذلك فإن العمل الذي تقوم به الروبوتات يخفف من وطأة الضغط على موظفي القطاع الحكومي ويجعلهم يركزون على أمور أخرى أكثر استراتيجية وأهمية».

وحدّدت الدراسة ثلاث مهارات يحتاجها سوق العمل نتيجة أعمال التطوير التكنولوجي لأتمتة العمليات الروبوتية، هي «إنترنت الأشياء، وتحليلات البيانات، والذكاء الاصطناعي».

ويُطلق مصطلح «أتمتة» على كل شيء يعمل ذاتياً دون تدخل بشري، وهي عملية تهدف إلى جعل المعامل أكثر اعتماداً على الآلات بدلاً من الإنسان، ويعتبر التشغيل الآلي نوعاً من أنواع الروبوتات، لكنها ما زالت بحاجة إلى الإنسان لاستكمال عملها، كما تهدف «الأتمتة» إلى زيادة الإنتاج، حيث تستطيع الآلة العمل بسرعة ودقة أكبر من الإنسان ووقت أقل بمئات المرات.

وتفصيلاً، أفادت دراسة حديثة عن تأثير ما يعرف بـ«الروبوتات المؤتْمتة» في سوق العمل، بأن حجم التوفير المتوقع في التكاليف الخاصة بأتمتة العمليات الروبوتية سيكون هائلاً، بشكل يصعب تجاهله، لكنها كشفت أن هذه العمليات سيكون لها أثر كبير في أسواق العمل، إذ ستُحدث تغييراً في استراتيجية التوظيف والتنوع التوظيفي اللازم، بما يؤدي على المدى القريب إلى تمكين عملية التحول الوظيفي، وليس الاستبدال الوظيفي.

وأوضحت الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير لمجلة «صدى الموارد البشرية»، الصادر عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن المؤسسات الحكومية أو الخاصة التي تُدخل تقنية أتمتة العمليات الروبوتية، سيتوافر لديها عددٌ من الموظفين الذين يمكن توزيعهم في وظائف غير روتينية، مشددة على أن المؤسسات العامة والخاصة، ستحرص على الاحتفاظ بموظفيها، من خلال إعادة بناء مهارات العمالة الحالية وفق أدوار ومسؤوليات وظيفية جديدة، منها استحداث وظائف مهارية في تنفيذ وإدارة وصيانة الروبوتات، من خلال برامج التعلم والتطوير في المؤسسة، أو من خلال عقد شراكات مع مؤسسات استشارية متخصصة في أتمتة العمليات الروبوتية، وكذلك عقد شراكة مع مؤسسات الهندسة والتكنولوجيا العالمية أو الإقليمية المعروفة لدمج مهارات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة في المناهج الحالية التي تُراعي نقلها إلى موظفيها.

وقالت: «سيستفيد المهنيون من اكتساب الخبرة في التقنيات الإحلالية بما في ذلك الأتمتة والذكاء الاصطناعي وتحسين العمليات، والحوكمة والامتثال والسحابة، وسهولة الحركة وتحليلات البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي».

وفي ما يتعلق بأثر أتمتة العمليات الروبوتية في السوق الداخلية على المديين القصير والمتوسط، أكدت الدراسة أن القوى العاملة التي تقوم بالمعاملات ذات الزخم الكبير ستصبح زائدة على الحاجة، كما ستبرز الحاجة إلى أدوار تشغيلية وأخرى إدارية منخفضة إلى متوسطة، لإدارة العمليات الروبوتية وإعداد تقارير بشأنها وتهيئتها.

أما بخصوص أثر هذه العمليات في المدى الطويل، فقد توقعت الدراسة أن تؤدي أتمتة العمليات الروبوتية إلى تغيير أنماط الأعمال، وظهور مزيد من المجالات الوظيفية في هذا المجال، إضافة إلى استبدال الأيدي العاملة البشرية بالتطبيقات الروبوتية على نطاقٍ واسع، سواء في المهام الروتينية وغير الروتينية واليدوية والمعرفية.

وحدّدت الدراسة ثلاث مهارات يحتاجها سوق العمل نتيجة أعمال التطوير التكنولوجي لأتمتة العمليات الروبوتية، أولها «إنترنت الأشياء»، لافتة إلى أنه يلعب دوراً جوهرياً في الثورة الرقمية، حيث يسمح للمؤسسات من مختلف المجالات بأتمتة عملياتها الفعلية ومتابعتها وتحسينها.

وبحسب الدراسة فإن ثانية المهارات هي «تحليلات البيانات»، إذ إن جمع البيانات وتحليلها قدّم فوائد جمة لا تُحصى للمؤسسات، ومن ثم فإنه مع ارتفاع أتمتة العمليات الروبوتية، فإن تلك الفوائد ستستمر في الزيادة، مؤكدة أنه مع بدء تزايد استفادة المؤسسات من البيانات لضبط العمليات المؤتمتة وتحسينها، ستتمكن من تكوين الرؤى وتحديد العوائق، بما يساعد على تحسين الإنتاجية الإجمالية.

فيما تتمثل المهارة الأخيرة التي يحتاجها سوق العمل نتيجة أعمال التطوير التكنولوجي لأتمتة العمليات الروبوتية، في «الذكاء الاصطناعي»، الذي يعمل على تحقيق هدفه من خلال مجموعة واسعة من التقنيات، بداية من التعلم الآلي وصولاً إلى الحوسبة المعرفية، ومع تطور هذه التقنيات وجاهزية الابتكارات للسوق، ستصبح عملية الأتمتة قوية ومتعددة الأغراض بشكل واسع.

«أتمتة الروبوتات» أكثر

تويتر