قصة عطاء يرويها معلمون للطلاب

علي البحر.. مواطن يعود إلى الحياة بـ «كلية» شقيقته

أنفال ترجّت والدها لتتبرّع بكليتها لشقيقها علي. تصوير: أسامة أبوغانم

«أمي بطلة لأنها أنقذت حياة خالي بقطعة من جسدها».. بهذه الجملة يتباهى الطفل المواطن راشد، ذو الأعوام الخمسة، بين أصدقائه وأساتذته في المدرسة، حتى صارت قصة والدته أنفال وشقيقها علي نموذجاً يستند إليه معلّمو فصل راشد، لزرع العطاء والبطولة وحب الغير في نفوس التلاميذ الصغار.

علي البحر: توقفت عن التدخين لأحافظ على التضحية الغالية التي قامت بها شقيقتي.

بدأت القصة، حسب ما روى شقيق أنفال، علي طارق البحر، لـ«الإمارات اليوم»، حينما أصيب قبل 22 عاماً بمرض الذئبة الحمراء، قائلاً: «كان عمري سبع سنوات حينما أُصبت بالمرض، وهو مرض مناعي أثر في العديد من وظائف الجسم لديّ، وعلى أثره قمت باستئصال الطحال عام 2000، لكن بحلول عام 2003 عادت معاناتي مع هذا المرض مرة أخرى، حيث أثّر فيّ كلياً، وفي عام 2010 أُصبت بالضغط، ما أثر بدوره في الكلى، وأخبرني وقتها الطبيب بأنه لابد من إجراء عملية زرع كلى في غضون ثلاث سنوات».

وأضاف علي (28 عاماً): «خلال رحلة المرض كانت حالتي الصحية تتدهور بين الحين والآخر، لكنني كنت أحاول رفع حالتي النفسية والمزاجية للتغلب على المرض، خصوصاً الذئبة الحمراء، الذي تلعب فيه الحالة النفسية دوراً مهماً، للحفاظ على صحة الإنسان لأطول فترة ممكنة».

وتابع: «في بداية عام 2017، وعند مراجعتي الطبيب أخبرني بأن الوقت قد حان لإجراء عملية نقل الكلية، وطالبني ببدء الترتيبات اللازمة لذلك، والبحث عن متبرّع».

وأضاف «في البداية كنت أستبعد تماماً فكرة الاستعانة بأحد من أقاربي للتبرع بكليته، فأطلقت مجموعة على (فيس بوك) لكل أصحابي لطلب المتبرع، وكان الجميع يتسابق للتبرع، وكنتُ أبحث عن كلية بين أصدقائي فوجدتُ كثيرين يُبدون الرغبة بصدق للتبرع بالكلية لمساعدتي، لكن الطبيب أخبرني بضرورة أن يكون المتبرع من الدرجة الأولى، لتجنّب العديد من الإجراءات القانونية».

ويكمل: «اجتمع أفراد الأسرة للاستقرار على من منهم سيتبرع لي، وقبل أن يُتم والدي حديثه وقتها قاطعته شقيقتي، مترجيةً أن يسمح لها بالتبرع لي، خصوصاً أن الخيار كان قاصراً عليها وعلى أبي، لأن أمي مريضة بالسكري، وأختي الصغرى لديها مرض الذئبة الحمراء هي الأخرى».

وأضاف: «أظهرت التحاليل أن شقيقتي هي المتبرع الأنسب طبياً، فبدأنا رحلة الإجراءات، حتى تم تحديد يوم العملية التي تمت بنجاح».

ويكمل قائلاً: «الآن أعيش حياتي بشكل عادي، مع بعض المحاذير في الطعام، كما استطعتُ التوقف عن التدخين، ليس بسبب العملية فحسب، وإنما لأنني أريد الحفاظ على التضحية الغالية التي قامت بها أختي، وأن أحافظ على هديتها».

ووجّه علي البحر نصيحة إلى كل من يرغب في إجراء عملية زرع كلى، بأن يتوجه دون تفكير إلى مدينة خليفة الطبية وليس خارج الدولة، خصوصاً أن الدولة توفر كل شيء، بدايةً من العناية الطبية وحتى الحفاظ على الحالة النفسية للمرضى.

وقال: «هذا الأمر لمسته بالفعل، وأرى أن الأرض خصبة لتكون الدولة محطة لزراعة الأعضاء على مستوى العالم، خصوصاً أن مستشفيات الخارج تتعامل مع زراعة الكلى كتجارة، أما داخل الدولة فهي رسالة إنسانية، لتوفير الراحة والعلاج للمواطنين وغير المواطنين».

تويتر