أكدوا أن الأوضاع في اليمن تقترب من الحسم لمصلحة القوات الشرعية

سياسيون: المنطقة العربية تمرّ بمرحلة «المخاض»

خلال ندوة «وجهات نظر في الشؤون العربية» التي عقدها نادي دبي للصحافة. تصوير: أحمد عرديتي

خلصت ندوة «وجهات نظر في الشؤون العربية»، التي عقدها نادي دبي للصحافة، أول من أمس، بمشاركة عدد من الكتاب السياسيين، إلى أن المنطقة العربية تمرّ حالياً بمرحلة «المخاض» الذي سيولد معه كثير من التغيرات الإيجابية، وذلك بعدما عبرت مرحلة «حصر الأضرار وإصلاحها»، في أعقاب تدهور أوضاعها منذ العام 2012.

وأكد المشاركون أن الوضع في اليمن يقترب من الحسم لمصلحة القوات الشرعية، وأنه لابد من الحل السياسي، إلا أن أمره ليس بيد الحوثيين بل بيد إيران التي توجههم، مشيرين إلى أن العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة على إيران ستجبر النظام القطري على التراجع عن مواقفه.

تقويض التحرك الإيراني

رأي المشاركون في ندوة «وجهات نظر في الشؤون العربية»، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني أربك الشركاء الأوروبيين، وسيضر بالوضع الاقتصادي الإيراني.

وأكدوا أن إيران لا يمكنها قبول النقاط الـ12 لتعديل الاتفاق مع الولايات المتحدة، لأن ذلك سيؤدي إلى انهيار الأسس التي يقوم عليها نظامها.

ورأى الكاتب، حسين الشبكشي، أن إيران على مفترق طرق، فإما أن تستمر في تصدير الثورة، لأنه شعار الدولة، وأما أن تواجه عقوبات غير مسبوقة.

وتابع إذا سحبت إيران نفسها للداخل ستضطر إلى مواجهة أزمات مهولة مثل البطالة والاحتجاج الشعبي، مثلما شهدت أخيراً من احتجاج وتظاهرات في نحو 113 مدينة وقرية إيرانية، مؤكداً أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سيقوّض تحرك إيران في المنطقة.


تناقض الدور التركي

أجمع المتحدثون على خطورة الدور التركي، وتناقضه الشديد الذي يظهر جلياً في الموقف من قضية القدس والحرب في سورية، داعين الشعوب الخليجية إلى مقاطعة تركيا، وتحديداً المستثمرين منهم، عبر التوقف عن شراء العقارات وتأسيس المشروعات الاقتصادية في تركيا، بل ذهبوا إلى حد المطالبة بمقاطعتها سياحياً.

وحسب رأي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة، فهد الشليمي، فإن تركيا لديها انفصام في الشخصية بين تركيا الأوروبية العلمانية، وتركيا الخلافة العثمانية التي تحكمها أحزاب الإسلاميين، وإنها فيما تعلن نفسها دولة ديمقراطية فإن سجونها تعتقل أكثر من 30 ألف سجين رأي، وتقول إنها تحمي القدس بينما لها 63 رحلة أسبوعية إلى تل أبيب، وتنتفض للقدس وتقوم بمناورات وتمارين عسكرية مشتركة مع إسرائيل، ولديها سفارة في إسرائيل منذ عشرات السنين.

وشارك في الندوة، التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول، والكاتب والإعلامي الدكتور عبدالله المدني، ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة فهد الشليمي، ورئيس تحرير بوابة العين الإخبارية الدكتور علي النعيمي، والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط حسين شبكشي، الذين عرضوا آراءهم في التطورات على صعيد قضية القدس وملف اليمن وملف العراق، والدورين التركي والإيراني في المنطقة.

القضية الفلسطينية

بدأت الجلسة بطرح سؤال حول سبب إخفاق الدول العربية في منع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسبب فشلها في إحراز أي تقدم على مدى سبعة عقود في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأجمع المتحدثون على أن القيادات الفلسطينية عبر كل المراحل كانت، ولاتزال، المسؤول الأول عن الإخفاق والهزيمة.

واعتبر الدكتور عبدالله المدني أن تلك القيادات أتيح لها أكثر من مرة أن تحقق تقدماً في القضية، لكنها كانت صاحبة رؤية قاصرة، ولم تستفد من تلك الفرص، وعولت على قيادات بعض الدول، وباعت نفسها لأنظمتها، ثم أتت اليوم لتطعن دول الخليج التي قدمت كل غالٍ في سبيل القضية الفلسطينية.

أما فهد الشليمي فقال «الشعوب العربية ابتليت بشعارات ثورية عقيمة الجدوى».

واعتبر الدكتور علي النعيمي أن القضية الفلسطينية وقضية القدس قضية إنسانية تهم العالم بأسره، وأن على القيادات الفلسطينية أن تتوقف عن التخوين وانتظار أن يقوم الآخرون بدورها.

الانتخابات العراقية

وفي ما يخص الوضع في العراق، قال الدكتور عبدالله المدني ـ تعليقاً على تقدم تحالف مقتدى الصدر (سائرون) في الانتخابات العراقية الأخيرة ـ إنه «لا يثق بالأئمة وأصحاب العمامات، حين يأتي الأمر للسياسة والعلاقات الدولية»، وأضاف المدني أن التدخل السعودي الدبلوماسي في الشأن العراقي، حتى لو جاء متأخراً، أفاد القضية وحركها لمصلحة إرجاع العراق الأصيل إلى أحضان الأمة العربية.

من جهته، قال الدكتور علي النعيمي إن العراق يعاني ثلاثة مخاطر مصدرها إيران، هي الطائفية والإرهاب والفساد، معتبراً أن العراق في مرحلة مخاض ستكون نتيجته إيجابية، لاسيما في وجود مشروع أميركي حالياً لمواجهة إيران.

ورأى الكاتب في صحيفة «الشرق الأوسط»، حسين شبكشي، أن ما يهدد أي تقدم في الشأن العراقي هو الصراع على المرجعية الدينية بين قم والنجف.

سورية.. وفك الاشتباك

أكد الشليمي أن المرحلة الحالية تشهد محاولات حثيثة من روسيا لإبعاد كل من سماهم اللاعبين الأجانب وميليشياتهم عن الساحة السورية، مؤكداً أن ذلك يتطلب دعماً أميركياً للتمكن من فك الاشتباك.

فيما اعتبر الشبكشي أن هناك خذلاناً من قبل الأنظمة العربية للشعب السوري، سببه ظروف وطبيعة الأوضاع التي فرضت على تلك الأنظمة اتخاذ مواقف معينة، مشيراً إلى أن اختراق الأتراك والإيرانيين للمعارضة السورية أضر بأي إمكانية لتوظيف معارضة حقيقية وفاعلة وممثلة لكل أطياف الشعب السوري.

تويتر